على الرغم من كون تركيا دولة اسلامية ذات تاريخ وطابع إسلامي منذ القدم، الا أن علاقاتها العسكرية والاقتصادية مع اسرائيل تكشف عن تطبيع مستتر ومصالح مشتركة غير معلنة على خلاف ما تحاول السطات التركية بثه عبر وسائل إعلامها. وزادت هذه العلاقات فى الاونة الاخيرة عقب وصول رجب طيب أردوغان للحكم على رأس حزب العدالة والتنمية الحاكم. وبالنظر الى تاريخ العلاقات الاسرائيلية التركية نجدها بدأت عام 1949 عندما اعترفت تركيا بدولة اسرائيل ووقعت معها عددا من الاتفاقات من بينها اتفاق سري عرف باسم "الميثاق الشبح" فى القرن الماضي وكان يتضمن تعاونا عسكريا ودبلوماسيا واستخباراتيا، والغرض الاساسي منه التحالف ضد العرب. كما كانت هناك عمليات عسكرية واستخباراتية مشتركة حيث ساعدت اسرائيل تركيا فى عملية اعتقال زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله عام 1999 وكان ذلك فى كينيا. ووقعت انقرة وتل ابيب اتفاق الشراكة الاستراتيجية عام 1996 وكان ينص على تبادل المعلومات الاستخباراتية والتعاون العسكري والتدريب ، كما يوجد مستشارون عسكريون اسرائيليون فى القوات المسلحة التركية وكان بينهم تبادل دبابات وطائرات تركية، بالاضافة إلى أن اسرائيل هي المورد الرئيسي للسلاح بتركيا. ووقع البلدان اتفاقية التجارة الحرة بينهما فى يناير عام 2000 وسميت باتفاقية التجارة الحرة التركية الاسرائيلية وكانت اولى الاتفاقيات التى توقعها مع بلد ذى اكثرية سكانية من المسلمين، وعلى أثرها بلغت الصادرات الثانوية الاسرائيلية الى تركيا 1.5مليار والواردات مليار دولار. ووضعت تل ابيب خططا أولية لتوسيع التبادل التجاري ليشمل بناء خط لنقل المياة العذبة من تركيا الى اسرائيل بالاضافة الى الكهرباء والغاز، كما باعت تل ابيب لانقرة القمر الصناعي الاسرائيلي "افق" ونظام الدفاع الجوي "ارو" المضاد للصواريخ. وبلغت قيمة مجموعه المشاريع العسكرية بين البلدين نحو 1.8مليار دولار، وتشكل قيمة المشاريع نسبه عالية اذا ماجرى قياسها بالميزان التجاري بين البلدين والذي يبلغ 2.6 مليار دولار سنويا. ومن بين هذة المشاريع تحديث اسطول طائرات الفانتوم F4 وطائرات F5 بتكلفة 900 مليون دولار وتحديث 170 دبابة من طرازM60A1 بتكلفة 500 مليون دولار. وبلغت التجارة بين اسرائيل وتركيا عام 2014 نحو 5.44 مليار دولار وهو رقم قياسي بين البلدين وهذا يتضمن ارتفاع بنسبة 11.5 ٪ عن عام 2013 وقد بلغت الصادرات الاسرائيلية لتركيا 2.75 مليار دولار بنحو 10٪ وبلغت الواردات 2.68مليار بنحو 13٪ مقارنة بعام 2013. وفى الاونة الاخيرة شهدت العلاقات بينهم نموا كبيرا جدا ذا طابع امني، وشهدت ارتفاع ملحوظ رغم تراجع السياحة الاسرائيلية فى انقرة. وبلغة الأرقام، فإن ما يحاول تصديره الجانب التركي من الوقوف بجانب القضية الفلسطينية وحمل لواء الدفاع عن القدس، ما هي إلا نكات سياسية يطلقها الأتراك حيث يروجها الواهمون أصحاب الاجندات والايديولوجيات النافقة ويصدقها الواهمون وضعفاء النفوس.