قال المفكر الكبير جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق، إن أهم ما يميز مذكرات سلماوى هى أنها صادقة فى نقلها عن نفسها وعن الآخرين لأقصى مدى. وأضاف "عصفور" على هامش ندوة مناقشة السيرة الذاتية للكاتب محمد سلماوى أن هناك بعض اللحظات السردية المتوترة في السيرة الذاتية بعكس ما يحدث في السير الذاتية الأوروبية، ولكن يظل على أعلى درجة من المصداقية وفقا لما هو متاح في أوطاننا العربية. وأشار إلى أن أغرب ما في هذه المذكرات أو السيرة الذاتية هى تحدث سلماوى ابن الباشوات عن عبد الناصر باعتباره بطلا قوميا. ولفت إلى أن أهم مينيز السيرة الذاتية الإخراج الفنى حيث أنه يمزج بين الكتابة والصورة حيث خرج النص بصورة جمالية تجمع بين الكتابة والصورة والصوت، كما أن السيرة تميزت بالتشويق السردي وتحقيق متعة كبيرة للقارئ حتى أننى لم استطع تركها على مدار 3 أيام حتى انتهيت من قراءتها. كما تتميز السيرة بقدر عال من السخرية وخاصة سخريته من رؤساء تحرير الأهرام خاصة فى ظل تملقهم للسلطة خلال هذا التوقيت بحثا عن النفوذ، كما أن السيرة بها العديد من المفارقات وعلى رأسها تحول ابن الباشوات لانتقاد الباشوات وعمره على طبقته العاطفة مع أبناء الفقراء. كان الكاتب الصحفى حلمي النمنم وزير الثقافة، شهد اليوم الثلاثاء، حفل توقيع مذكرات الكاتب محمد سلماوى، التي تحمل عنوان "يوما أو بعض يوم"، بمجمع الفنون (قصر عائشة فهمي) بالزمالك بحضور عدد من كبار الكتاب ونجوم المجتمع على رأسهم الدكتور مصطفى الفقى رءيس مجلس أمناء مكتبة الإسكندرية والكاتب الكبير صلاح منتصر ومنير فخرى عبد النور وزير التجارة والصناعة الأسبق وحمدين صباحى المرشح الرئاسي الأسبق والفنان سمير صبرى والسفير محمد العرابى وزير الخارجية الأسبق والدكتورة غادة والى وزيرة التضامن الاجتماعى والدكتور محمد أبو الغار والسفيرة مشيرة خطاب والإعلامية سلمى الشماع. ويقام على هامش الاحتفال ندوة حول الكتاب يشارك فيها الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق، والدكتور مصطفى الفقى مدير مكتبة الإسكندرية، وتديرها الصحفية سحر عبد الرحمن، ثم يفتح باب النقاش ويجيب المؤلف عن أسئلة الجمهور قبل أن توقع كتابه للحضور. ويفجر محمد سلماوي، في مذكراته، من خلال تاريخه الصحفي والثقافي الذي امتد على مدى أكثر من 50 عاما، بأسلوب ممتع وتفاصيل شيقة، كثيرًا من الأسرار التي كانت غير معروفة لبعض أهم الأحداث السياسية والتطورات الاجتماعية والثقافية التي شكلت عالمنا خلال أهم عقود القرن العشرين، مصحوبة بأكثر من 150 صورة من أرشيفه الشخصي والعائلي، والتي تجسد لوحة حية لمصر من بعد الحرب العالمية الثانية وحتى مقتل السادات. جدير بالذكر أن الكاتب محمد سلماوي يعد أحد رموز الثقافة والصحافة في مصر والوطن العربي وقد عاش حياة حافلة، حيث ولِد في أسرة مصرية ميسورة الحال في أواخر الحقبة الملكية، وتفجرت ملكاته مع قيام ثورة يوليو 1952، وحصل على الشهادة الثانوية في مرحلة المد الثوري الناصري، ليشهد خلال دراسته الجامعية انتصارات الثورة وانكساراتها، وعرضت أولى مسرحياته قبيل حرب يونيو 1967، ثم عايش المرحلة الساداتية، وتفاعل مع تقلباتها من خلال الكتابة الصحفية والنشاط السياسي الذي أدى به إلى الاعتقال أثناء انتفاضة يناير 1977.