قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إن هناك أحاديث وردت عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تحث على أن يكون المهر يسيرًا، وهي في نفس الوقت تربط البركة في الزواج بيسر المهر، ومنها يُفهم أن المهر غير اليسير المبالغ فيه لا بركة في الزواج الذي يتم على أساسه. واستشهد «الطيب» خلال حلقة برنامجه «حديث الطيب» المذاع على الفضائية المصرية، بقول النبي-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أكثرُهنَّ بركةً أقلُهنَّ مُهورًا» وقوله: «خيرهن (يقصد الزوجان) أيسرهن صداقًا»، وقوله: «خَيْرُهُنَّ أَيْسَرُهُنَّ صَدَاقًا»، وقوله: «إِنَّ أَعْظَمَ النِّكَاحِ –الزواج- بَرَكَةً أَيْسَرُهُ مُؤْنَةً» وقوله: «خَيْرُ الصَّدَاقِ أَيْسَرَهُ»، وبالتالي فإن يسر التكاليف ويسر المؤنة يتبعه بركة تُكثِّر القليل، لكن للأسف الشديد الناس الآن تعيش زمنا كله صراع مادي من أوله لآخره، والتقييم يتم على أساس ورغبات مادية. وتابع: أن التجربة تؤكد أن الأسرة التي تقوم على البساطة سواء في المهور أو الجهاز أو المسكن أسرة سعيدة؛ لأنها لا ترى سعادتها في المظهر أو المادة أو الأشياء المقتنية؛ لأنها لا تصنع شيئا، فمعظم الزيجات التي تتم في مصر أو العالم العربي بيوتها تُملأ بأشياء لا حاجة للزوجين لها على الإطلاق مثل حجرة الأطفال التي تنشأ أحيانًا خلافات مع أن الأطفال لم تأت بعدُ!، وكذلك أطقم الطعام والشراب التي يكفي فيها طقم واحد مكون من 6 قطع، لا طقم مكون من 90 قطعة!، وأيضًا الملايين التي تنفق في حفل الزواج وهي تصلح لأن تزوج نحو 50 بنتًا فهي إسراف وتبذير. وأكد الإمام الأكبر أنه لا بد من تغيير مفهوم الزواج، والمسئول عن تبليغ هذه القيم للناس هو الإعلام والعلماء الذين يجب عليهم شرح هذه الأحاديث للناس مع بيان دلالاتها وكيف أن بركة الزواج مرتبطة باليسر، مشيرًا إلى ما عليه الناس في أوروبا من البساطة في المسكن والفرش والنفقة.