لم تستطع البورصة أن تخفى قلقها من صعود التيار الاسلامى, فرغم التطمينات التى أطلقها عدد كبير من اصحاب هذا التيار بأن البورصة لا تتعارض مع قواعد الشريعة الاسلامية وسط إحجام وقيم تداولات متدنيه للغاية اقتربت من ادنى مستوياتها فى سبع سنوات سواء على المستوى اليومى أو الاسبوعى, رغم ذلك فشل مؤشر السوق الرئيسى EGX30 فى معاودة ارتداده لأعلى ليواصل تراجعه لاسيما مع النصف الاول من الاسبوع ويقترب من مستوى ال 3860 نقطة بفعل الضغوط البيعية التى واصلت سيطرتها على اداء غالبية الاسهم القيادية وبشكل خاص سهما اوراسكوم للانشاء والصناعة والبنك التجارى الدولى وكذلك المجموعة المالية هيرميس، لتفقد البورصة المصرية 2.3 مليار جنيه ليصل رأسمالها السوقي إلى 311.778 مليار جنيه. ويبدو ان المرحله الثانية من الانتخابات لم تكن فأل خير على السوق كما كان الحال فى المرحلة الاولى فقد واصل المتعاملون احجامهم بشكل واضح انتظارا لما ستسفر عنه نتائج تلك المرحلة وهو ما بدا جليا من تحقيق السوق لأدنى مستوى من قيم التعاملات بجلسة الاربعاء اول ايام المرحله الثانية من انتخابات مجلس الشعب لتقترب من ال 135 مليون جنيه والذى يعد الادنى منذ شهر يوليو 2004. وفيما يتعلق بأداء مؤشر الاسهم الصغيرة والمتوسطة فلم يختلف حاله كثيرا عن نظيره EGX30 فقد فشل هو الاخر فى معاودة صعوده ليواصل تراجعه فى اتجاه مستوى الدعم السابق قرب ال 455 نقطة ولكنه فشل فى الثبات اعلاه بفعل الضغوط البيعيه التى تعرضت لها غالبية الاسهم القياديه بجلسة الثلاثاء تحديدا وهو ما عاد بالسلب على اداء كافة الاسهم الصغيرة والمتوسطة لتدفع المؤشر على الاقتراب من مستوى ال 447 نقطة..
ومن ابرز احداث الاسبوع المنقضى بخلاف بدء المرحله الثانية من انتخابات مجلس الشعب ..كانت تلك التصريحات التى اعلنها الدكتور كمال الجنزورى رئيس الوزراء الجديد عن خطورة الوضع الاقتصادى الحالى ونيته على اتخاذ سياسة تقشفية لتوفير 20 مليار جنيه لمحاولة سد عجز الموازنة الذى يقارب على ال 134 مليار جنيه وتحذيره من خطورة الوضع الحالى ومطالبا الشعب المصرى بضرورة التكاتف للعبور من تلك المرحله الصعبة !!..وهو الامر الذى ظهرت اثاره بشكل فورى على اداء البورصة المصرية فى اليوم التالى مباشرة وتحديدا بجلسة الاثنين التى فقد فيها مؤشر السوق الرئيسى EGX30ما يقارب ال 2% من قيمته ومؤشر الاسهم الصغيرة والمتوسطة ما يقارب ال 2,5% من قيمته. وايضا من ابرز الاحداث التى تعرضت لها البورصة المصرية فى الاسبوع الماضى كان فى ظهور بعض الاعتصامات والاضرابات من قبل العاملين بالبورصة المصرية ومطالبتهم باقالة الدكتور محمد عمران على اعتبار انه احد المسؤولين فى عهد النظام السابق ومهددين بتعليق التداولات بجلسة الخميس وكذلك اعتراض بعض العاملين على سياسة التقشف التى اتبعها الدكتور عمران وتخفيض رواتبهم . وبعيدا عن رأينا الشخصى فى هذا الامر ..فمما لاشك فيه ان ما تعانيه البورصة المصرية من الاحداث الجارية على الصعيد السياسى والاقتصادى يجعلها فى غنى تمام عن اى مشاكل داخلية تزيد من التأثيرات السلبية العديدة التى تواجهها. ولا يمكن كذلك اغفال ما اعلن عنه احد رؤساء الاحزاب الاسلامية الاسبوع الماضى عن حرمانية البورصة واعتبار التعامل بها ربا فاحشا، بل وطالب بإلغائها فورا لأنها لا تشكل أى نشاط انتاجى، وهو الامر الذى دفع مفتى الديار المصريه للاعلان عن عدم وجود شبهة حرمانية فى البورصه وان التعامل بها جائز شرعا. وفيما يتعلق بقيم وأحجام التداولات بجلسات الاسبوع الماضى فكما سبق وأسلفنا قد شهدت انخفاضا حادا لتقترب بجلسة الاربعاء الماضى من ادنى مستوى لها فيما يقارب السبع سنوات عند ال 135 مليونا .. وهو ايضا ذات الحال اذا ما نظرنا الى قيمة التداولات على مدار الاسبوع لتسجل ادنى قيمة اسبوعية لها منذ يوليو 2004 عند ال 660 مليون جنيه تقريبا فى خمس جلسات. وعن فئات المستثمرين فلم يطرأ اى جديد عليها بجلسات الاسبوع الماضى فقد واصل المستثمرون الاجانب عملياتهم البيعية وتخارجهم بشكل واضح من السوق المصرى لحين اتضاح الرؤية السياسية والاقتصاديه بشكل اكبر لاسيما بعد حديث الدكتور كمال الجنزورى رئيس الوزراء الجديد عن خطورة الوضع الاقتصادى الحالى واعلانه عن اتخاذ سياسة تقشفية..واما عن المصريين فقد واصلوا عملياتهم الشرائية لامتصاص المبيعات العشوائيه من قبل الاجانب ..فيما تقلصت بشكل كبير تعاملات المستثمرين العرب وان اتجهت الى الشراء ولكن بنسب لا تكاد تذكر. ويقول إيهاب سعيد رئيس قسم البحوث بشركة أصول لتداول الأوراق المالية إن التركيز سيكون منصبا مع مؤشر السوق الرئيسى EGX30 على مستوى المقاومه الجديد قرب ال 3950 – 3980 نقطة والذى ان نجح فى تأكيد تجاوزه لأعلى فقد يواصل صعوده للتجربه مجددا على مستوى عند 4050 – 4100 نقطة .. ومن ناحية اخرى فى حال فشله فى تجاوز هذا المستوى من المقاومه فنتوقع معه ان يعاود تراجعه فى اتجاه مستوى ال 3750 نقطة. وفيما يتعلق بمؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة EGX70، يقول سعيد إن تركيزنا سيكون منصبا على مستوى المقاومه الجديد قرب ال 455 – 457 نقطه والذى ان نجح فى تجاوزه لأعلى فنتوقع معه ان يواصل صعوده للتجربة مجددا على مستوى المقاومة التالى قرب ال 470 نقطه ..ومن ناحية اخرى فى حال فشله فى تجاوز هذا المستوى لأعلى فقد يعاود تراجعه فى اتجاه مستوى الدعم التالى قرب ال 440 نقط.