توفى المستشار الألماني السابق، هلموت كول، أمس الجمعة، عن عمر يناهر ال88 عامًا في منزله بمسقط رأسه، بمدينة لودفيجشافن جنوب غرب ألمانيا. وقاد كول ألمانيا لمدة 16 عاما ما بين عامي 1982 و 1998 ويعزى إليه توحيد ألمانياالشرقيةوألمانياالغربية بعد سقوط جدار برلين. وكان كول ومعه الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران مسئولان عن صدور عملة اليورو. وقالت صحيفة "دويتش فيله" الألمانية، إن خبر وفاة كول، أثار ردود فعل واسعة النطاق داخل ألمانيا وفي القارة الأوربية، حيث ألقت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، كلمة قصيرة أشادت فيها بمآثر المستشار الراحل، واصفة إياه بأنه "رجل ألماني وأوربي عظيم". فيما قال الرئيس الألماني، فرانك فالتر شتتينماير إن ألمانيا فقدت "رجل دولة" بوفاة كول، وأعرب نوربرت لامرت رئيس البرلمان الألماني "بوندستاغ" عن تقديره الكامل للمستشار الأسبق كول. ووصف لامرت كول بأنه "شخصية تاريخية عظيمة". واعتبر رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر الجمعة أن كول كان "جوهر أوروبا في ذاتها". وكتب يونكر على موقع تويتر أن "وفاة هلموت كول تؤلمني كثيرا. انه صديقي وجوهر أوروبا في ذاتها. سنفتقده كثيرا". وأمر يونكر بتنكيس أعلام الدول ال28 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي حدادا على كول. وأعرب رئيس البرلمان الأوروبي أنطونيو تاياني عن تقديره للمستشار الألماني الراحل قائلا أمس الجمعة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي تويتر: "لقد رحل عنا ألماني عظيم وأوروبي عظيم، وأنا أنحني إجلالا لما حققه هيلموت كول في حياته". ونعى الرئيس الأمريكي الأسبق، جورج بوش الأب، هيلموت كول، ووصفه بأنه "صديق حقيقي للحرية والرجل الذي اعتبره واحدا من أكبر القادة في أوروبا بعد الحرب". وأشار بوش، الذي عمل بشكل وثيق مع كول كرئيس من 1989 إلى 1993 خلال سقوط حائط برلين وإعادة توحيد شطري ألمانيا، إلى كراهية الزعيم الألماني للحرب، بل وكراهيته الأكبر للشمولية. وتعرض كول في عام 2008 للسقوط على الأرض بشدة مما أسفر عن إصابته بإصابة بالغة جعلته قعيدا. وقاد كول الحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي لمدة 16 عاما مما يجعله أطول من بقى في المستشارية في القرن العشرين. وتعرض كول لأزمة سياسية بسبب فضيحة فساد في حزبه تم الكشف عنها بعد خروجه من السلطة عام 1998. وكان كول بمثابة الأب الروحي للمستشارة الألمانية انجيلا ميركل في بداية مسيرتها المهنية وعينها في أول منصب وزاري تشغله.