إن كان "التزويغ" جريمة يعاقب عليها القانون المدرسي، وربما «العصا» أحيانا لتقويم سلوك النشئ في مهدهم، فمن يعاقب أطباء الغربية على تزويغهم من واجباتهم الطبية التي أقسمو عليها باسم الله وشرف "أبقراط". قرى شبرا بلولة وميت عساس وبنا أبوصير وصفط تراب ودنوشر وميت سراج ومحلة أبوعلي والقرشية وميت يزيد وميت حواي بمراكز قطور وسمنود والمحلة والسنطة، صرخت في صوت واحد من هروب الأطباء وأطقم التمريض من المستشفيات والوحدات الصحية أثناء فترة العمل. ووجه "الغلابة" من أهل الغربية الذين يلجأون الى مستشفيات الحكومة رغما عنهم وفقا لأحكام الحالة المعيشية استغاثاتهم لمسئولي المحافظة ووكيل وزارة الصحة بالمحافظة. ولم تجد صرخات الشاكين، صدى لدى وكيل الوزارة الذي آثر التجاهل وكأن الوحدات الصحية والمستشفيات الخاوية أنشئت لتستقبل المرضى في غياب الأطباء بينما الكلاب الضالة والحشرات المتطايرة وحدها تشعر بأنها خُلقت لتعيش هنا. "صدى البلد" بدوره تتبع أثر الشكوى وانتقل الى أرض الواقع ليصطدم بواقع يصل الى حد الجريمة، بدءا من الإهمال المتعمد بحجب الموارد المالسية لتطوير الوحدات والخدمة الصحية بتلك القرى، وانتقالا الى تزويغ الأطباء والتمريض للعمل بالمستشفيات الخاصة والخارجية. "حسن محمد أحد" من قرية شبرابلوله التابعة لمركز قطور، قال إن مستشفى طب الأسرة "الوحدة الصحية" لا تقدم أى رعاية صحية للمرضي وللمواطنين بذات القرية، مشيرا إلى أن الوحدة خالية تماما من الأطباء والإداريين على مدار اليوم صباحا ومساءا، مستشهدا بإغلاق كافة مكاتبها بالأقفال والجنازير الحديدية. المواطن اليائس من تعدد الشكاوى، قال إن أهالي القرية شكلوا وفدا منهم لمقابة وكيل وزارة الصحة للمطالبة بتغيير فريق العمل الإداري بالوحدة الصحية، التي تحولت وفقا لوصفهم إلى "دكانة" ومأوى للحيوانات الضالة. ومن ناحيته شكل "تامر أبوالنجا" رئيس مجلس مدينة المحلة لجنة من قسم الرقابة والمتابعة لرصد أوضاع الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين على مستوى قرى دنوشر وصفط تراب ومحلة أبوعلى، بعد رصد سلسلة من المخالفات المالية والإدارية، وغلق أبواب الوحدة الصحية بدنوشر مساء بالجنازير والأقفال وتزويغ العاملين بها، كما تم رصد تغيب عشرات الأطباء بقريتي محلة أبوعلي وصفط تراب. فى المقابل قرر رئيس مدينة المحلة إحاله كافة العاملين بالوحدات الصحية المشار اليها الى النيابة الإدارية واستدعاء الدكتور السيد قاعود مدير الإدارة الصحة لثان المحلة واحالته للتحقيق بالشئون القانونية لإهماله فى التحقيق مع العاملين بتلك الوحدات وتجاهله مطالب المرضى. وأضح الدكتور محمد خليفة عضو مجلس النواب عن دائرة بندر المحلة أنه تقدم بطلب إحاطه موقع من جهه 15 نائب برلماني الى وزير الصحة الدكتور أحمد عماد الدين للمطالبة بإقالة الدكتور محمد شرشر وكيل وزارة الصحة بسبب تعدد المخالفات المالية والإدارية ووجود خلل ذريع على مستوى القطاع الصحي بقري ومراكز المحافظة. وأشار "خليفة" أنه تم رصد سلسلة من المخالفات وعدم تواجد أطباء وفنيات التمريض داخل قطاع المركز الطبي بمنطقة سوق الجمعة، لافتا إلى ان أهالي منطقة عرب اليماني شكوا كثيرا من سوء الرعاية الصحية وعدم توافر الأدوية والأمصال اللازمة لعلاج أبنائهم وذويهم مستشهدا بتحول المركز الطبي الى وكر لرواد تعاطي المواد المخدرة والإتجار فيها. وفي نفس السياق قرر المحاسب أحمد عبد السميع رئيس مركز ومدينة سمنود إحالة أكثر من 45 طبيبا وفنيات التمريض من العاملين بمستشفى سمنود المركزي والوحدات الصحية للتحقيق بالنيابة الإدارية بسبب الإهمال الوظيفي وعدم الانضباط أثناء ساعات العمل الرسمية. وقال خلال جولاته التفقدية التي أجراها لتفقد أوضاع الخدمات الصحية والرعاية الطبية على مستوي كافة الوحدات الصحية "هاحارب فساد الصحة عشان المواطنين".