قال فؤاد الدواليبي، أحد القيادات التاريخية للجماعة الإسلامية سابقا، إن ما تشهده مصر من أعمال عنف وإرهاب هى الأسوأ خلال النصف قرن الأخير. مشيرا إلى أنها ناتجة عن التطور الفكرى لدى المتطرفين والذى ساهم فيه عدد كبير من الوسائل الحديثة مؤكدا أن متطرفي الوقت الراهن أكثر شراسة من سابقيهم لدرجة وصلت حد تكفيرهم للسابقين ومنهم أنصار الجماعة الاسلامية وقياداتها. وأكد الدواليبى فى تصريحات ل"صدى البلد" أن هناك دولا كثيرة ومعروفة للجميع تعادى مصر وتريد لها عدم الاستقرار والدخول فى دوامة عنف وأن تصبح مثل سوريا او ليبيا او العراق وتضخ فى سبيل تحقيق ذلك الكثير من الاموال لافتا إلى أن هذه الدول تجد ضالتها فى هؤلاء المتطرفين فتقوم بجلبهم والتواصل معهم لتنفيذ مخططاتها. وحول طريقة التواصل والتدريب أوضح الدواليبي أن بعض المتطرفين يتم سحبهم للخارج لتدريبهم وتجهيزهم بالشكل اللائق وتحديد الأهداف المراد استهدافها لهم واعادتهم مرة اخرى للداخل لتنفيذ المطلوب وهناك متطرفين يتم التواصل معهم وهم متمركزون بالداخل دون أن يتركوا أماكنهم مشيرا إلى أن التواصل يتم معهم من خلال الوسائل الحديثة حيث ترسم الاهداف لهم ويقوموا هم بالتنفيذ. وحول انتقاء الاهداف واستهداف الأقباط تحديدا أوضح القيادى بالجماعة الاسلامية أن هذه الجماعات دائما ما تبحث عن أكثر النقاط ضعفا واشدها وجعا لاستغلالها وتنفيذ مخططاتها بها وذلك وفقا للخريطة التى تعدها الدول التى تمولهم وتقف خلفهم فمثلا تجدهم ينتشرون فى المدن والمحافظات الحدودية أو يستهدفون الكنائس لضرب وحدة المصريين مشدد على أن ميزة المصريين أنهم على وعى بذلك ولن يكونوا "لقمة" سائغة لهذه المخططات الشيطانية. وأكد الدواليبيى أن المواجهة الأمنية لهذه العناصر لا تكفى وحدها بل لابد من المواجهة بالفكر الوسطى قائلا: قد لا يكون لداعش أى تواجد فى بلادنا لكن الفكر الداعشى منتشر بشكل رهيب ومرعب بين الشباب وهذا الفكر لا يحاربه الا الفكر لذا يجب أن تكون هناك برامج توعية معدة لمواجهة خوارج العصر وعدم ترك الشباب فريسة لهم. وحول الهجمة التى تتعرض لها مؤسسة الأزهر واتهامها بالتقصير والتراخى فى تجديد الخطاب الدينى أكد أحد القيادات التاريخية للجماعة الإسلامية، أن الازهر بريء من هؤلاء مشددا على ان هؤلاء المتطرفين يستمدون أفكارهم من أبواق خارجية لا علاقة لها بمؤسسة الأزهر. يذكر أن مصر شهدت عددا من الانفجارات الاحد الماضي بمحافظتي الغربية والاسكندرية ما ادى لاستشهاد 45 واصابة 110 آخرين.