صيصة جابر أبو دوح النمر، الصعيدية بنت محافظة الأقصر، كرّمها الرئيس العام قبل الماضي لفوزها بجائزة الأم المعيلة وبكينا معها ونحن نسمع قصتها التي أصبحت حديث وسائل الإعلام لفترةٍ ليست بالقصيرة، يومها أصرت على مقابلة الرئيس بزي الرجال، لأنه الزي الذي ارتدته طوال 43 سنة، بعدما توفي زوجها وتركها وهي حامل في ستة أشهر، واضطرت لحلق شعرها، ولبست "جلباب رجالي صعيدي" بسبب العادات والتقاليد التي تمنع عمل السيدات بمهن الرجال، لتعيش وتعيش أسرتها. الرئيس استجاب لطلبها وتم تسليمها شقة بمدينة الأقصر كسكن لها ولابنتها الوحيدة التي أفنت عمرها من أجل تربيتها، ومنذ تسلّمت صيصة شقتها لم نسمع عنها شيئا، نساها الإعلام كالعادة فهو لا يهتم بصيصة ولا أخواتها من الأمهات المثاليات.. فقط نسمع عن المرأة وبطولاتها ونماذج كفاحها يوم عيد الأم، الذي يتحول إلى مأساة ما بين البكاء مع أمهات شهدائنا الأبرار الذين لا نسمع عنهم ولا عن بطولاتهم وكفاحهم إلا في هذا اليوم، ومابين الاتجار باليوم الجميل بهدايا وخصومات وترويج للسلع الراكدة.. وينفض المولد وتعود ريما لعادتها القديمة إعلام إثارة وفتن وترويج للعنف. تحدثتُ إليها تليفونيا، وجدت حالها لا يسر، مازالت ترتدي جلباب الرجال وتمسح الأحذية.. فلا توجد أي متابعة من الأجهزة التنفيذية، وليس من المعقول أن يتابع الرئيس بنفسه كل الحالات التي يلفت انتباهنا إليها. فهل نستغل عام المرأة لنعلن إنشاء جمعية للأمهات المثاليات تحت رعاية الرئيس الذي يساند المرأة بكل قوة، أعضاؤها أمهاتنا المكافحات "الشقيانات"، ورأس مالها من صندوق "تحيا مصر"، وتهتم بكل سيداتنا وتسلط الضوء على هذه النماذج الرائعة.. فكل سيدات مصر بطلات ومثاليات وهن أبطال المرحلة الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي نمر بها، وهي أم الشهيد ومن ترعى أطفاله وتُعلم الأبناء حب الوطن وكراهية التطرف والعنصرية والإرهاب.