قال الدكتور فوزي الحداد، الباحث السياسي الليبي، إن الوضع فى ليبيا منقسم منذ أمس إلى مشهدين، أحدهما عسكرى، حيث تقوم قوات من الجيش الوطنى باستعادة الجزء الإدارى من منطقة رأس لانوف بالهلال النفطى شمال شرق البلاد بعد سعى بعض المتطرفين "سرايا الدفاع عن بنغازى" والمدعومين من قوى سياسية داخلية وقوى خارجية للسيطرة على المنطقة والوصول للميناء. وأضاف "الحداد"، فى تصريحات ل"صد البلد"، أن المشهد الثانى سياسى، حيث تسببت التحركات العسكرية أمس فى منطقة الهلال النفطى فى إصدار عدد من أعضاء مجلس النواب بيانا أعلنوا فيه انسحابهم من الحوار السياسى، وعبروا فيه عن إدانتهم واستنكارهم للهجوم المسلح، وهو ما يزيد المشهد تعقيدا، خاصة عقب المحاولات المصرية التونسية لحل الأزمة الليبية، ويتسبب فى وقف الحوار. كانت "سرايا الدفاع عن بنغازى" تمكنت من الوصول إلى مطار راس لانوف الرئيسى في منطقة الهلال النفطي الذي تسيطر عليه قوات الجيش الوطنى التابعة للمشير خليفة حفتر منذ العام الماضي. وقال العقيد أحمد المسماري، المتحدث باسم الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر: "وصلت قوات "سرايا الدفاع عن بنغازي" إلى مطار راس لانوف الرئيسي"، مؤكدا أن "الوضع العسكري تحت السيطرة العامة" في منطقة الهلال النفطي، مشيرا إلى أن "المعركة مستمرة وتتم بتوجيهات من قائد الجيش الوطني المشير خليفة حفتر". وتقاتل سرايا الدفاع عن بنغازي قوات حفتر التي كانت سيطرت في سبتمبر على المواقع النفطية الرئيسية الأربعة في شمال شرق البلاد، وهي الزويتينة والبريقة وراس لانوف والسدرة. ومساء أمس، الجمعة، أكدت حكومة الوفاق في بيان أن "لا علاقة لها بالتصعيد العسكري الذي وقع في منطقة الهلال النفطي ولم تصدر عنها أي تعليمات أو أوامر لأي قوة كانت بالتحرك نحو المنطقة". وتضم منطقة الهلال النفطي مجموعة من المدن بين بنغازي وسرت، وفيها المخزون الأكبر من النفط، إضافة إلى مرافئ السدرة وراس لانوف والبريقة. ويعد السدرة ورأس لانوف من أكبر الموانئ الليبية، وتبلغ الطاقة الاستيعابية الإجمالية لهما حوالي 600 ألف برميل يوميا. وعقب هذا الهجوم، أصدر 36 نائبا بمجلس النواب الليبي، بيانا مشتركا، عبروا فيه عن إدانتهم واستنكارهم للهجوم المسلح الذي استهدف منطقة الهلال النفطي. وحمل النواب، في بيانهم، المجلس الرئاسي للحكومة الوفاق "المسئولية القانونية والأخلاقية أمام الشعب الليبي والعالم عن كل ما يترتب عن هذا العمل الإرهابي من تدمير لممتلكات الشعب الليبي"، مؤكدين انسحابهم ومقاطعتهم للحوار السياسي بجميع مساراته. ورجحت مصادر أن يكون الهدف من الهجوم على منطقة الهلال هو بحث القوى الداعمة للمتطرفين عن دور فى الحوار السياسى.