قال أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن الأرض التي يعيش عليها العرب اليوم هي ذاتها التي شهدت ظهور الإسلام، وعاش الناس في ربوعها يجمعهم الرباط الإلهي، وحملوا الرسالة في العالم شرقا وغربا، وظلت هذه الأرض حاملة لبذور الإيمان حافظة لتراث الأديان. وأضاف "أبو الغيط"، خلال كلمته في المؤتمر الدولي للأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين "الحرية والمواطنة.. التنوع التكامل"، اليوم، الثلاثاء، أن الأمور لم تكن دايما وردية بين أصحاب الأديان المختلفة، والبشر بطبيعتهم مزيج من الحكمة والحماقة، ولم تخل الأرض من التعصب والكراهية إلى جانب الوئام والتعايش، فهناك عالم الحروب الصليبية الذي شهد ذروة التعصب والانغلاق، والعالم الأندلسي الذي شهد ذروة التسامح. وتابع: "للأسف نعيش في حقبة من حقب التعصب، بلينا فيها بمن استخدموا كلمة الخالق سيفا على رقاب الآمنين، ليصيروا قتلة عنوانهم سفك الدم، ولقد شهد العالم العربي في السنوات الأخيرة ظاهرة مثيرة للأسى وباعثة للحزن، إذ تمكنت التيارات المتطرفة من التمدد ولعب دور مهم في تشكيل الوعي والإدراك، فتعرض مفهوم المواطنة العيش المشترك للتراجع". وشدد على أنه لا فرق بين أغلبية وأقلية، ولا تمييز بين دين ودين، والقانون دستور هذه الدولة والتسامح عمادها. وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن "المواطنة تتأسس على التسامح الديني، والتسامح هو القبول بالآخر المختلف دينيا، وثقافة التسامح تكتسب وتمارس ولا يولد الناس بها، والمحزن أن الأغلبية تفترض أن لا حاجة لها أن تعرف شيئا عن الآخر المختلف لها في الدين والمشارك لهم في الوطن، لا يعرف أصحاب الدين عن الدين الآخر إلا القليل، وهذا هو أول طريق التطرف، فالسلاح الأول للمتطرفين هو نشر روح البغضاء بين الأديان المختلفة، ونتمنى على المؤسسات الدينية أن تربي النشء على أن يقبل الاختلاف ويقر بحقوقه المتساوية في العيش المشترك".