مدحت يوسف: اضافة فاقد زيت الطعام مع السولار فكرة سيئة النقيب :الفاقد من زيت الطعام قليل .. و خلطه بالسولار يستنزف أموالا طائلة القليوبي :"البيوديزل" لن تتخطى جدواه الاقتصادية 2.5 % من السولار المستهلك بمصر ناقشت لجنة الطاقة بالبرلمان المصري ملف بحث أساليب إنتاج البيوديزل من مخلفات زيت الطعام كبديل عن السولار وتوفيرا للعملة الصعبة من خلال تخفيض نسبة استيراده من الخارج وهو الأمر الذي رفضه عدد من المتخصصين وذلك لعدم قابلية الفكرة للتنفيذ علي ارض الواقع وضعف الجدوي الاقتصادية لها. فقد قال الدكتور جمال القليوبي، أستاذ هندسة البترول والطاقة بالجامعة الأمريكية، ان هناك ثلاثة طرق لاستخراج زيت الديزل منها وهي النباتات العضوية وتكسير المازوت للوصول الي نسبة معينة من الديزل وكذلك من خلال إعادة تدوير بقايا زيت الطعام وخلطه بالسولار وذلك لإستخراج البيوديزل لإستخدامه في المركبات وجميع الآلات التي تعمل بالسولار. وأوضح القليوبي في تصريحات خاصة ل"صدى البلد" استخدام البيوديزل لن يعطي اي قيمة مضافة للمحروقات ولاسيما السولار حيث لن تتعدى الجدوى الاقتصادية 2.5 % مما تستهلكه مصر والذي يقدر ب 38 ألف طن سولار يوميا ، منوها ان دعم الدولة للسولار وحده بلغت 53 % من إجمالي الدعم الذي تقدمه الدولة للمحروقات المختلفة. واكد استاذ هندسة البترول والطاقة بالجامعة الامريكية ان البحث عن سبل متنوعة لتوفير الدعم الذي تقدمه الدولة للمحروقات يمثل نقطة إيجابية لايمكن التغاضي عنها ، مشيدا بالدور الذي تلعبه لجنة الطاقة البرلمان في البحث عن بدائل للوقود غير المتجدد. وكانت وزارة التموين والتجارة الداخلية في عهد الوزير الاسبق خالد حنفي ، قد اعلنت عن وجود حوافز مالية سيتم توزيعها على البطاقات التموينية الخاصة بالمواطنين وبقالي التموين بمجرد تعميم مشروع البيوديزل في محافظات الجمهورية وطرحت وزارة التموين والتجارة الداخلية أكتوبر الماضي مشروعًا يعرف باسم البيوديزل" حيث يتيح المشروع تحويل زيت الطعام المستخدم إلى وقود يستخدم في تدوير العربات والماكينات. وأضافت الوزارة في تصريحات صحفية سابقة أن إنتاج الوقود المستخرج من مشروع البيوديزل في المحافظات المطبق بها سيدخل ضمن ما تتيحه وزارة البترول من الوقود داخل المحطات المنتشرة في محافظات الجمهورية ، حيث ان المشروع بالفعل تم تطبيقه في محافظة بورسعيد وخلال الأسابيع القليلة المقبلة سيطبق في محافظة الإسكندرية. ومن جانبه اكد الدكتور أنور النقيب ، مستشار سابق لوزير التموين ، أن فكرة تجميع زيت الطعام بعد استخدامه لإعادة خلطة بالسولار بعد تدويره لإنتاج البيوديزل غير قابلة للتنفيذ علي أرض الواقع وذلك لأن عملية جمعه تستنزف أموالا طائلة دون ان يكون لها جدوي اقتصادية ولن تساهم في حل ازمة الوقود الذي يتم استيراده من الخارج بالعملة الصعبة. وأوضح النقيب في تصريحات خاصة ل"صدي البلد" أن الفاقد من زيت الطعام بعد استخدامه في المنازل يتراوح مابين 1000 الي 2000 طن وهي نسبة قليلة جدا ولايمكن الاعتماد عليها في تصنيع البيوديزل ، مشيرا الي انه ليس هناك دراسة لدي وزارة التموين عن كيفية تجميع الفاقد من زيت الطعام . كما وصف المستشار السابق لوزير التموين فكرة إعادة تدوير الفاقد من زيت الطعام بالأفكار غير المدروسة نظرا لعدم توافر دراسات علمية عنها وعن كيفية تطبيقها ، مشددا علي ضرورة عدم الحديث عن أي شئ ليس له دراسات وذلك لأنه سيكون عديم الجدوي الاقتصادية للبلاد. وتجدر الإشارة الي أن المشروع يعمل علي زيادة فى دعم الأسرة وتوفير الآلاف من فرص العمل للشباب، وينتج حوالى مليون لتر سولار سنويًا وتصل تكلفة لتر السولار المنتج إلى 3 جنيهات ونصف مقابل 7 جنيهات، تتحمله الدولة لشراء لتر السولار العادى، حيث يتضمن أنّ كل لتر زيت مستخدم يقوم المواطن بتسليمه للبقال التموينى يضاف له عائد مادى على البطاقة التموينية يحصل مقابله على سلع غذائية مجانية، مما يتيح له زيادة فى قيمة الدعم. في المقابل سيكون للبقال التموينى مقابل مادى أيضا عقب تسليمه لمراكز تجميع هذا الزيت المستخدم، وأنه سوف يتم توفير ماكينات تحويل الزيت المستخدم إلى سولار لكافة الشباب، وتصل تكلفة الماكينة الواحدة حوالى 5 آلاف جنيه. بينما استنكر المهندس مدحت يوسف، نائب رئيس الهيئة العامة للبترول سابقا، مناقشة لجنة الطاقة بالبرلمان فكرة إعادة تدوير الفاقد من زيت الطعام لاستخدامه كوقود للسيارات من خلال خلطه بالسولار، مشيرا إلى أن المواصفات الخاصة لفاقد زيت الطعام سيئة للغاية وستؤثر سلبا علي المركبات لذا فإن استخدامها في مصر لن تكون ذات جدوي اقتصادية وستكون أضرارها أكثر من إيجابياتها. وأوضح يوسف في تصريحات خاصة ل"صدي البلد" أن مصر تستهلك يوميا 43 ألف طن سولار تصل تكلفة اللتر الواحد من السولار ما يقرب من ثلاثة جنيهات ونصف الجنيه، مشيرا إلي أن ليس هناك دراسات جادة في استخدام فاقد الزيت كوقود بديلا للسولار حيث لم يتم بعد تحديد كمية الفاقد اليومية من زيت الطعام وكذلك التكلفة الإجمالية لتطبيق تلك الخدمة. وشدد نائب رئيس الهيئة العامة للبترول سابقا علي ضرورة البحث عن بدائل قابلة للتنفيذ علي أرض الواقع للوقود الحفري "البترول ومشتقاته" بدلا من إضاعة الوقت في مناقشة أفكار صعب تطبيقها نظرا لارتفاع تكلفتها وغياب الدراسات الجادة عنها.