* معاهدة عسكرية بين تركياوالبحرين * السعودية تراهن على النفوذ التركي في سوريا للتصدي لأطماع طهران * تركيا تحاول الاستفادة من الفراغ السياسي في منطقة الخليج لتحقيق مكاسب إقليمية بدأ الرئيس التركي اليوم، الأحد، زيارة إلى ثلاث من دول الخليج، تسعى إلى تحقيق عدد من الأهداف التي تراهن أنقرة على تحقيقها، فقد كشف السفير البحريني لدى تركيا، إبراهيم يوسف العبد الله، عن أن زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى المملكة، والمقررة اليوم، ستشهد توقيع 4 اتفاقيات، أهمها في مجال التعاون بمجال الصناعات الدفاعية. وذكرت صحيفة "يني شفق" التركية أن تركياوالبحرين ستوقعان أيضا سلسلة اتفاقيات بمجالات التعليم. وأعرب السفير البحريني عن اعتقاده أن زيارة الرئيس التركي "ستنعكس بشكل إيجابي لعلاقات البلدين الثنائية، وسوف تكون بمثابة دافع لعلاقاتهما". وأضاف العبد الله، الذي يعتبر أول سفير لبلاده في تركيا، أن "البحرين كانت تنتظر زيارة أردوغان منذ فترة طويلة". وفي المجال المصرفي، قال العبد الله إن "11 مصرفًا تركيًا تواصل أنشطتها داخل البحرين"، لافتا إلى إمكانية زيادة التعاون في مجال المصارف الإسلامية التي لا تتعامل بالفائدة. وأضاف: "سيعقد مسئولون رفيعو المستوى من البلدين اجتماعًا الشهر المقبل من أجل بحث تفاصيل أكثر حول التعاون بمجال مصارف التنمية". وأكد برهان الدين دوران، المدير العام لمركز الدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في تركيا، أن الجولة الخليجية التي يبدأها الرئيس التركي من البحرين اليوم، تستهدف تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية بين تركيا ومنطقة الخليج. وقال دوران إن "ترامب ينظر إلى الشرق الأوسط من منظار محاربة الأصولية، لهذا فإن المرحلة المقبلة سوف تشهد مواجهة مع إيران، تحت شعار التصدي للدول الممولة للإرهاب، وفق نهج يسعى لتهدئة مخاوف إسرائيل ودول الخليج". وذكرت صحيفة "ديلي صباح" أن "دوران يرى أن زيارة أردوغان إلى المنطقة تعتبر بمثابة دبلوماسية تحضيرية، تأتي بالتزامن مع وقوف المنطقة على عتبة مرحلة جديدة". من جهة أخرى، قال محي الدين أتامان، خبير العلاقات الدولية التركي، إن تركيا تمتلك علاقات متميزة مع دول الخليج، ومن ثم تأتي زيارة أردوغان تتويجًا للعلاقات التي أخذت تتطور بزخمٍ أكبر، خصوصًا خلال العامين الماضيين. وأضاف "أتامان" أن تلك الجولة "تحمل كذلك أهمية خاصة على صعيد تعزيز العلاقات السياسية، خاصة أن المرحلة السابقة شهدت موجة تغيير طال عددا من دول المنطقة، التي لم يبق فيها سوى تركياوإيران ودول الخليج". ولفت إلى أن "الاقتصادين التركي والخليجي، قادران على أن يشكلا عنصر تكامل لبعضهما البعض، حيث الإنتاج التركي والموارد الطبيعية في دول الخليج". بينما قال أحمد أويسال، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة إسطنبول، إن الأزمة السورية واليمنية ستساهم في تحسين العلاقات بين تركيا ومنطقة الخليج مرة أخرى". وأشار أويسال إلى الدور المهم الذي تلعبه تركيا وقطر في محادثات السلام السورية، فضلًا عن أن العلاقات الثنائية بين هذين البلدين يتطور بشكل مستمر نحو الأمام، كذلك فإن العلاقات مع الإدارة السعودية الجديدة، يمكن تصنيفها بأنها جيدة جدًا. وأكد وليد عبد الكريم الخريجي، السفير السعودي الجديد لدى تركيا، أن بلاده تعمل من خلال التنسيق مع تركيا على التصدي للمشاكل المتفاقمة في المنطقة. وذكرت صحيفة "ديلي صباح" التركية أن السعودية تتطلع إلى تعزيز التنسيق مع أنقرة خلال الزيارة التي يقوم بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى السعودية غدا، الاثنين، وأشار الخريجي إلى تطابق وجهات بين بلاده وتركيا تجاه العديد من القضايا الدولية والإقليمية، وبالتحديد الأزمة السورية والأوضاع في العراق. وكشف السفير السعودي عن أن حجم التجارة بين المملكة وتركيا يتجاوز 5.8 مليار دولار سنويا (أو ما يعادل 22 مليار ريال سعودي)، كما تستقبل تركيا حوالي ربع مليون من السائحين السعوديين كل عام. وقال إن الزيارة التي قام بها الملك سلمان بن عبد العزيز إلى تركيا عام 2015، ساهمت في تعزيز العلاقات بين أنقرة والرياض، وتتجه العلاقات الاقتصادية بين البلدين نحو المزيد من النمو، منذ توقيع اتفاق التعاون الاقتصادي عام 1973. خلال العام الماضي، وقعت تركيا والسعودية أربع اتفاقيات ثقافية واقتصادية خلال الزيارة التي قام بها ولي العهد السعودي محمد بن نايف إلى تركيا العام الماضي.