* جمال الشوبكي السفير الفلسطينيبالقاهرة ل"صدى البلد": * قرار الكنيست بشرعنة الاستيطان يعدم فرص حل الدولتين * الردود الدولية على الانتهاكات الصهيونية لا ترقى إلى مستوى التنديد * أي خطوة فى الملف الفلسطيني لا تتم إلا بالمشاورة مع الجانب المصري * مقترح أمريكا بتحالف إسرائيلي عربي يشكل خطرا داهما * الدول العربية أصيبت بسرطان "الإرهاب".. وإسرائيل تستغل الوضع من جديد عادت القضية الفلسطينية إلى صدارة المشهد العربي إلى جوار القضية السورية ومن بعدهما ليبيا واليمن، خاصة بعد التصريحات الصادرة عن الرئيس الأمريكي بشأن موافقته على الاستيطان ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس. جمال الشوبكي، السفير الفلسطينيبالقاهرة، قال في حوار ل"صدى البلد"، إن مشاورات المصالحة بين الأطراف الفلسطينية لا تتم سوى بالمشاورة مع مصر، وإن إجراءات تلك المصالحة ستكون في القاهرة، لافتًا إلى أن اللوبي الصهيوني في أمريكا يمول بناء المستوطنات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية. كيف ترى الخطوة التي أقدمت عليها إسرائيل بشرعنة المستوطنات بإقرار من الكنيست؟ إقرار الكنيست الإسرائيلي "شرعنة الاستيطان" من أخطر القرارات التي جاءت بعد أمور مماثلة مثل نقل السفارة وتهويد القدس وسرقة الأرض، فالقرار يجسد قمة العنصرية، لأن المشكلة الفلسطينية فى الأساس تعتمد على الأرض والمواطن، وهذا القرار يعني "سرقة اللأراضي" ويتعمد تهجير الإسرائيليين إلى فلسطين وطرد الفلسطيني من أرضه لإحلال الإسرائيلي بدلا عنه؛ مثل مستوطنة عمونا، ومعاليه أدومين، والتي تعد أكبر مستوطنة بشرق فلسطين، التى أقيمت على أراضٍ فلسطينية وترافع الفلسطينيون، وحصلوا على حكم من المحكمة العليا الإسرائيلية تثبت أحقيتهم في أرضهم وأجبرت إسرائيل على إخلائها، وبالتالى أضحت إسرائيل تخشى تكرار الأمر وتطبيقه على باقي المستوطنات خشية أن تدخل في عزلة. ما موقع القضية الفلسطنينة على أجندة الإدارة الأمريكية الجديدة؟ الرئيس دونالد ترامب لا يمكن أن يتوقع أحد ما يمكن أن يقدم عليه دوليا نتيجه قراراته المفاجئة، واستغلت إسرائيل هذا التوقيت لجس نبض ترامب وحكومته لأنها في مرحلة انتقالية، كما استغلت الاحتجاجات الداخلية في أمريكا ضد إدارة ترامب بتمرير المشروع في ظل صمت الإدارة الأمريكية حتى هذه اللحظة، ما يعني منحهم الضوء الأخضر في استمرار سياساتهم المجحفة، ومن ثم نقل السفارة وتهويد القدس وسرقة الأرض الفلسطينية، كل هذه السياسات منذ بداية تولى ترامب الحكم وكل هذا يعدم فرص حل الدولتين، فهناك خطورة على القضية الفلسطينية بعد مقترح أمريكا بإنشاء تحالف "إسرائيلي –عربي" لمواجهة الإرهاب فحال تنفيذه سيشكل خطرا داهما أكثر من ممارسة إسرائيل لأدوارها من خلف الستار. ما تقييمكم للردود الدولية على الخطوات الاستباقية التي تتخذها إسرائيل ببناء المستوطنات؟ توجد معارضة في أوروبا وجزء في أمريكا، وأرى أن الموقف الأوروبي متفوق على الأمريكي لأننا نعلم أن كل الانتهاكات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية تتم بمظلة أمريكية، ولكن الردود لا ترقى للمستوى المطلوب، فعقب توالي الانتهاكات بشأن الأسرى وتهويد القدس وشرعنة المستوطنات، السلطة الفلسطينية لن تصمت هذه المرة وستطرق الأبواب كافة من أجل إيقاف السرطان المتفشي على الأراضي الفلسطينية، والكل يعلم أنها خطوات استباقية من إسرائيل واستغلالها للوضع العربي الراهن والإدارة الأمريكية الجديدة ما هي إلا مقدمة لضم مزيد من الأراضي الفلسطينية وتمرير الاستيلاء على أراضي القدس ومعاليه ادوميم كخطوة تمهيدية للاعتراف بالقدس عاصمة لهم، وهو ما يخالف المواثيق والاتفاقات الدولية، كما أن إدانة الاستيطان من قبل مجلس الأمن جاء متأخرًا. هل باتت إسرائيل تستشعر خطورة العزلة الدولية بعد انقسام نسب التصويت بالكنيست على قرار شرعنة المستوطنات 52% مقابل 48%؟ المحاولات الإسرائيلية لسرقة الأراضي الفلسطينية تمثل انتهاكات دولية جسيمة تدمر فرص حل الدولتين، وإسرائيل تعاني من ازدواجية في تطبيق القانون على ذات الأرض، فأحدهم يصادرها لصالح المستوطنين والآخر يقتلعها من الفلسطينيين، وهذا التخبط لا يلاقي إجماعا في داخل إسرائيل حتى أن القانون في الكنيست تم التصويت عليه بنسبة 52%، لأن إسرائيل بدأت تستشعر خطورة العزلة الدولية التي تلقاها في المحافل الأوروبية وحول العالم جراء سياساتها التعسفية. "الوضع العربي" بشكله الحالي القائم تستغله إسرائيل لتنفيذ مخططاتها؟ الوضع العربى صعب، فالدول العربية أصيبت ببلاء سرطان الإرهاب مثل سوريا وليبيا والعراق ومصر واليمن، وإسرائيل تنتهز ظروف انشغال الدول العربية وتخطي حدود المنطق من خلال توسيع الاستيطان، فالإدارة الإسرائيلية مستمرة في انتهاكاتها بحماية من الفيتو الأمريكي، كما أنها تعيش على الدعم والمال من اللوبي الصهيوني الأمريكى، فضلا عن تفوقها عسكريا في المنطقة. كيف تقيم الاهتمام المصري والعربي بالقضية الفلسطينية؟ فلسطين تمثل البوابة الشرقية لمصر، والقضية الفلسطينية لا تغيب عن أولويات الدولة المصرية والمواطن المصرى، بالرغم من القضايا الداخلية الملحّة والتي يعيشها الشعب المصري، تقف مصر على مسافة واحدة من الفصائل الفلسطينية وتحرص على لقائهم بشكل دوري انطلاقا من ايمانها العميق بالقضية ولما لفلسطين من بعد استراتيجي في المنطقة، لأنها محور ومركز الفعل العربي، وملف المصالحة الفلسطينية بدأ وسيستمر عبر مصر ولن تتخذ فيه أي خطوة إلا بالمشاورة مع الجانب المصري ولن تتم المصالحة إلا في القاهرة، وتم تأكيد ذلك من جانب القيادة الفلسطينية في الدوحة. والمباحثات التي تمت مؤخرا فى أديس أبابا بين الرئيس عباس أبو مازن والرئيس عبد الفتاح السيسي تطرقت للمشاورات التي تمت في واشنطن من قبل، وأي محاولات لخلق زعزعة بين مصر وفلسطين حتما ستبوء بالفشل، لأن القضية الفلسطينية هي في الأساس قضية داخلية، والإنجازات السياسية والدبلوماسية الفلسطينية على أرض الواقع ملموسة ويجب الاستمرار بها للتصدى لاسرائيل وعدوانها المستمر، ونحن نعول كثيرا على الدول العربية الشقيقة التي لا تتفانى في تقديم جل ما تقوى عليه ونقل وجهات النظر الفلسطينية للعالم في جميع المحافل الدولية. وباتت هناك ضرورة ملحة للم شمل البيت الفلسطيني بالتوافق على برنامح سياسي ونضالي ووطني واحد على أرضية وطنية وليست حزبية، حتى نتمكن من تشكيل حكومة وحدة وطنية ويتجه الشعب الفلسطيني لانتخابات تشريعية ورئاسية نزيهة تحقق له مطالبه في إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف. البعض يوجه اتهامات بصفة مستمرة إلى مصر بسبب إغلاق معبر رفح.. ألا ترى أن الأمر يتعلق بالأمن القومي المصري؟ نحن نتفهم فتح مصر للمعابر في أوقات معينة وليس كل الوقت، وذلك تحسبًا للأوضاع الأمنية في سيناء، فالقضية الفلسطينية محورية وباتت قضية العرب الأولى ولن تغيب عن الساحة العربية والدولية وإن كانت تأجلت بعض الشيء بسبب الأوضاع الداخلية التي صاحبت ثورات الربيع العربي وانشغال العرب في مواجهة الإرهاب والجماعات المتطرفة التي تريد أن تفرض أفكارها وأجنداتها وأيدلوجياتها على شعوب المنطقة وتحركها قوى أخرى خارجية لتحقيق مصالحها. اتفاقية جنيف الرابعة صنفت الاستيطان ضمن جرائم الحرب.. أين دور الدول الموقعة على الاتفاقية مما يحدث؟ سنظل مستمرين في طرق أبواب المؤسسات الدولية كوننا عضوا بمحكمة العدل الدولية وعضوًا مراقبا بالأمم المتحدة، ويتوجب على الدول الموقعة على اتفاقية جنيف الرابعة بأن تفعل دورها وتقيم مؤتمرًا يدين ويجرم الاستيطان، وتم تسليم المحكمة الدولية ملفا كاملا عن الاستيطان لأنه وفقا لاتفاقية جنيف الرابعة فإن نقل السكان للأراضي المحتلة يعتبر جريمة حرب، فالأمر يتطلب منا أن نتوجه برفع شكوى رسمية حتى تدرج إسرائيل وقيادتها للمحاكمة.