صرح الرئيس اللبناني العماد ميشال عون بأن المجتمع الدولي عليه أن يعمل على تسهيل عودة النازحين السوريين إلى بلدهم عبر إقامة أماكن آمنة في سوريا لاستقبالهم بالتنسيق مع الحكومة السورية. وأكد الرئيس عون خلال استقباله اليوم الجمعة مفوض الأممالمتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي أن لبنان يقدر الجهود التي تبذلها المفوضية في رعاية شؤون النازحين السوريين المنتشرين على الأراضي اللبنانية، مشددا في الوقت نفسه على أن لبنان ليس في وارد إلزام أي من النازحين العودة إلى سوريا في ظروف أمنية غير مستقرة، لكن لا بد من عمل دولي جماعي لإيجاد المناخ المناسب لتسهيل العودة، لأن بقاءهم في لبنان لا يمكن أن يدوم إلى الأبد خصوصا أن ظروف معيشتهم على الأراضي اللبنانية ليست مريحة. وأشار إلى أن لبنان بدأ مرحلة النهوض برغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها والانعكاسات السلبية على اقتصاده نتيجة النزوح السوري، ولا سيما أن عدد النازحين فاق مليونا ونصف مليون نازح، مشددا على أهمية نجاح الحل السياسي في سوريا الذي يعمل له حاليا مع الاستمرار في مواجهة الإرهابيين أينما وجدوا. من جانبه نقل غراندي إلى عون تأكيد مفوضية الأممالمتحدة السامية لشؤون اللاجئين على الاستمرار في تقديم المساعدة للدولة اللبنانية ولا سيما فيما يخص رعايتها شؤون النازحين السوريين مقدرا ما قدمه اللبنانيون في هذا الاتجاه. وأشار إلى أن المفوضية تواصل التنسيق مع منظمات الأممالمتحدة كافة وتبحث مع الحكومة السورية في وضع مخططات لعودة تدريجية للنازحين الراغبين في العودة، مضيفا أن المفوضية رعت برنامجا مع عدد من الدول لاستضافة نازحين سوريين وتحققت حتى الآن استضافة 30 ألف عائلة في كندا وأميركا. وأطلع غراندي الرئيس عون على الوضع في سوريا، لافتا إلى أن الأمور لا تزال صعبة خصوصا في المدن الشمالية الكبرى كحمص وحلب التي تعرف ظروفا دراماتيكية لم يتم حلها بعد ولما يزل هناك وجود لداعش في جزء من البلاد، إضافة إلى النصرة وقوى إرهابية أخرى لا تشارك في مسيرة الحل المعروف بأستانا، معربا عن أمله في التوصل إلى حل سياسي كمقدمة لإعادة الاستقرار إلى سوريا وعودة النازحين السوريين إلى ديارهم. وقال إنه من الواجب تأمين الظروف الأمنية وإطلاق مرحلة إعادة الإعمار على الأقل بداية لعودة النازحين السوريين كي تبدأ الحياة بالعودة تدريجا إلى هذه المدن التي غدت مدن أشباح.
