صدرت مؤخرا فى فئة الأدب الساخرعن مكتبة جزيرة الورد المجموعة القصصية (ع المكنة) لأحمد هوارى الصحفى بجريدة الأهرام، وتضم 18 قصة قصيرة نشرها الكاتب الشاب قبل قيام 25 يناير عبر مدونته الإلكترونية ،ورصد من خلالها الواقع المرير للمصريين البسطاء فى لحظات حياتية قاسية يتنازعها الفقر والجهل والمرض والمهانة ، كانعكاس للواقع السياسى المزرى لمصر قبل الثورة. في صدر الكتاب يقول أحمد هوارى : " كتبت هذه القصص ونشرت إلكترونيا على مدار عامين قامت ثورة 25 يناير فى مطلع ثالثهما، وفيها تأريخ لما يخجل من ذكره التاريخ..وتبيان أننا جميعا كنا-ذات عهد-منتهكين دون ثمن..وظالمين بغض الطرف عن الظلم..وشياطين بالخرس خوفا من ثلة عبيد..إلا من رحم ربى". وفى القصة الرئيسية (ع المكنة) يتنقل الكاتب بين الحوارين الداخلى والخارجى لرجل وزوجته على صهوة موتوسيكل بصحبة إبنيهما الصغيرين، ليلقى الضوء على حجم المعاناة وصعوبة التعايش مع الفقر والازدحام والشعور بالظلم فى كافة تفاصيل الحياة. وفي (تأشيرة) إحدى قصص (ع المكنة) يحكي هوارى عن اتفاق شابين- وسط أدخنة الحشيش -على السفر لاستراليا من خلال الادعاء بأنهما شاذين يتعرضان للاضطهاد فى مصر ،حتى يتمكنا من الحصول على تأشيرة للهجرة. ويعرض القاص من خلال قصة (أبو العيال)حكاية رجل بسيط لا يملك قوت يومه يرزق –بعد طول انتظار- بستة توائم، فإذا بالمجتمع يستغله إعلاميا ودعائيا بدلا من أن يقدم له الدعم المادى والمساندة، حتى يضطر الأب الفقير لعرض أبنائه للبيع!. و عبر عدد من القصص الصادمة من الحياة ،وبالوصف الساخر واللقطات الحوارية المكتوبة بعناية،وبمزيج من الفصحى الأدبية الراقية والعامية الرقيعة من قاع المجتمع، يحاول الكاتب الشاب التعبيرعن واقع مأزوم بلا أفق للخلاص أو أمل للنجاة ، قوامه الإدمان والكبت الجنسى وجبروت السلطة المطلقة، وسط رضوخ من الجميع ظالمين ومظلومين وجناة ومجنى عليهم.