لفظت الدعاية الانتخابية في المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية أنفاسها الأخيرة مساء أمس وتبدأ مراسم الصمت الانتخابي غدا الاثنين وتستمر طوال 48 ساعة استعدادا لانطلاق الجولة الثانية من الانتخابات يومي الأربعاء والخميس المقبلين. وفي البحيرة ، شهدت المعركة الانتخابية كافة أساليب وأنواع الدعاية الانتخابية ومنها استخدام وصلات الدش المركزي والقنوات الفضائية والبوسترات واللافتات على المنازل والاعمدة الكهربائية والتوك توك وجميع أنواع السيارات وحضور المعازي والافراح والجلسات العرفية لقراءة الفاتحة على مساندة المرشحين، ولم يخلو الأمر من الرشاوى الانتخابية المتمثلة في تخليص المصالح والرشاوى المالية ورشاوى السلع الغذائية. وهناك تكهنات باستخدام مرشحي أحزاب الحرية والعدالة الجناح السياسي لجماعة الاخوان المسلمين وحزب النور السلفي التابع للتيار السلفي كافة انواع واساليب الدعاية الانتخابية متخطين السقف المسموح لحملات الدعاية مما تسبب فى إضعاف مرشحي الاحزاب الصغيرة الناشئة بعد الثورة مثل حزب العدل وائتلاف تحالف الثورة مستمرة ومرشحي ائتلاف شباب الثورة حيث تظهر عدم تكافؤ الفرص بين الاحزاب فى عمليات الدعاية الانتخابية. وفي السويس ، فإننا نجد أن أهم المستفيدين من لعبة الانتخابات هم أصحاب محلات الفراشة وتجار المواد الغذائية والجزارين وأصحاب المقاهي وشركات الدعاية بالإضافة إلى فئات أخرى مثل البلطجية الذين أصبح وجودهم ضرورياً ومفيداً للغاية ويلعبون دوراً كبيراً في الانتخابات، وهناك أيضا مطلقو الشائعات ومن يسمى ب"مفتاح الدائرة" وهو الشخص الذي يسيطر على عدد كبير من الأصوات وفى الغالب يسمى كبير العائلة أو القرية او المدينة وهو كبيرهم في السن أو النفوذ أو كبيرهم ماديا. وتحوى دائرة المستفيدين من الانتخابات البرلمانية العديد من المفاجآت والكواليس والأسرار التي لا يعرفها الناخب صاحب النوايا الحسنة والذي يريد انتخاب مرشح يثق في فكره ويتناسب مع احتياجات محافظه السويس ومصر الثورة، فمثلا قليل من المواطنين يخفى عليهم أن هناك تربيطات مشبوهة تمت بين عدد من مرشحي مجلس الشعب والبلطجية واتضح ذلك في الأيام القليلة الماضية مع كثير من المرشحين. ويستخدم المرشحون لعضوية مجلس الشعب العديد من الأسلحة لخوض الانتخابات أهمها البلطجية الذين ينقسمون إلى عدة فئات فمجموعة تقوم بحماية الدعاية الانتخابية للمرشح مجموعة تهتف له ومجموعة تقوم بتأمين مؤتمرات المرشح وإثارة البلبلة ضد المرشح المنافس. وفي أسوان ، يرى الشارع السياسي داخل ربوع المحافظة بشكل عام أن التنافس بين القوائم الحزبية شبه محسوم لحزب الحرية والعدالة، حيث من المتوقع حصوله على مقعدين من أصل أربع مقاعد، فيما من المتوقع أن يحصل حزب النور على مقعد واحد ويبقي المقعد الرابع حائراً مابين الكتلة المصرية والثورة مستمرة والوفد والمحافظين ، ولهذا تكثف كافة القوائم الحزبية المتنافسة في الانتخابات عقد العديد من المؤتمرات الجماهيرية التي تجمع ما بين المرشحين والناخبين من أجل وحدة الصف ، وهو ما قامت به أحزاب الحرية والعدالة والنور والوفد حتى الآن. وعقد حزب النور السلفي مؤتمراً جماهيرياً كبيراً مساء اليوم الأحد بميدان الشهداء ( المحطة سابقاً ) أطلق عليه "مؤتمر سياحي شعبي" تحت رعاية عدد من الشركات السياحية والفنادق بمدينة ، ويبدو أن حزب النور يشعر قلق بشأن مدى النجاح الذي يمكن لمرشحيه أن يحققوه فى محافظة أسوان وخاصة أن الجزء الأكبر من اقتصاد أسوان يقوم علي السياحة. فيما عقد حزب الحرية والعدالة مؤتمراً جماهيرياً عصر الأحد بميدان الشبان المسلمين بمدينة ادفو بحضور الدكتور محمد البلتاجي الأمين العام لحزب الحرية والعدالة ولفيف من قيادات وكوادر الحزب. وفي الجانب الأخر عقد حزب الوفد مساء الأحد بمدينة كوم امبو مؤتمراً جماهيرياً بحضور السيد البدوي رئيس الحزب لحث المواطنين علي اختيار مرشحي الوفد وعرض البرنامج الانتخابي الكامل للحزب . فيما اكتفت باقي الأحزاب الأخرى ال 16 بعقد مؤتمرات ليست لها جماهيرية كبري مثل باقي أحزاب الحرية والعدالة والنور والوفد ، والاتجاه لتعريف المواطنين ببرامج أحزابهم وأسماء مرشحين كل حزب منهم عن طريق سيارات تحمل مكبرات صوت تجوب مختلف المدن والمراكز لعرض البرامج الانتخابية لهذه الأحزاب. أما بالنسبة للدعاية الانتخابية فشكلها لم يتغير كثيراً عن الانتخابات السابقة ، إلا أننا نجد بعض المرشحين اتجهوا لكسب ود الناخبين من خلال توفير المطالب الأساسية لهم وعلي رأسها مثلاً السعي لتوفير أنبوبة بوتاجاز واستغلال الأزمة التي حدثت منذ أيام في تنفيذ هذا الغرض ، أما باقي الدعاية الانتخابية لكسب الأصوات فاغلبها تتركز في زيارة العائلات والأفراد في الأفراح والأحزان والوقوف بجانبهم عند حدوث أي مشكلة لهذا أو ذاك لعمل ثقل في الشارع وتعريف اكبر شريحة من المواطنين بخدماته الجليلة لهم . أما الكتلة المصرية فتكثف قبل أيام من الانتخابات من تحركاتها لإقناع الناخبين بالتوازن المطلوب في محافظة أسوان وخاصة بعد النجاح الغير مسبق للتيارات الدينية مما أصاب الكتلة بالقلق من إمكانية حصد الأصوات لصالح مرشحيها ولا توجد هناك حتى الآن أي نوايا للتربيط بين باقي الأحزاب لمواجهة التيارات الدينية التي تلقي إقبالاً ملحوظاً في الشارع الأسواني . أما فيما يتعلق بالرشاوى الانتخابية فهي أيضاً لا يوجد بها الجديد فلم تتعدي الوعود من قبل المرشحين للناخبين من إعطاؤهم أجهزة محمول أو أجهزة كهربائية أو خلاف ذلك ، وهذا يعد غير معلن من قبل المرشحين التزاماً منهم أننا نعيش حياة ديمقراطية بعد نجاح ثورة 25 يناير ، وأن الشعب يختار من يصلح . ومن جانب أخر نجد أن هناك الآلاف من المنشورات يتم توزيعها علي المواطنين في الشوارع وعلي المقاهي والكافتيريات والأماكن العامة بمختلف مدن وقري المحافظة والتي تحذر المواطنين من عدم التصويت في الانتخابات لصالح فلول الحزب الوطني والذين يصل عددهم إلي 13 مرشحاً من بين 107 مرشح فردي فيما عقدت وتعقد اللجان الشعبية بأسوان عدة اجتماعات مع القوات المسلحة والشرطة للاتفاق علي إدارة العملية الانتخابية وإخراجها بالشكل المطلوب من خلال تحقيق السيطرة الكاملة عليها حيث تقوم اللجان الشعبية بحماية اللجان من الخارج، علي أن تقوم القوات المسلحة والشرطة بحماية اللجان من الداخل. وفي سوهاج ، تشير التوقعات إلى أن التيار الديني لحزبي الحرية والعدالة والنور السلفي سيسيطر على نصف مقاعد القوائم بمحافظة سوهاج البالغ عددها 20 مقعداً ، بواقع 12مقعد للدائرة الشمالية و8 مقاعد للدائرة الجنوبية، في الوقت الذي تثار فيه التكهنات بأن فيه الحزبين الاسلاميين سيبتعدا عن دائرة المنافسة على المقاعد الفردية. وشهدت محافظة سوهاج عدة مسيرات خلال اليومين الماضيين لحزبي النور والحرية والعدالة كانت تتسم بحشد عدد كبير من أنصارهما لإقناع الشارع أن غالبية كبيرة من المواطنين تؤيدهما ولقد أدت تلك المسيرات الى إقناع عدد كبير وخاصة من الشباب بتوجيه أصواتهم إلى التيار الديني في حين عجزت باقي الأحزاب عن المنافسة ما عدا الدائرة الشمالية التي ينافس فيها حزب الوفد ويتوقع الكثيرون حصول حزب الوفد على مقعدين على الأقل بتلك الدائرة على الرغم من حدوث انشقاقات داخل الحزب واستقالة نور البهنساوى سكرتير حزب الوفد وانضمامه إلى قائمة الحرية والعدالة.
وفى الدائرة الشمالية يتوقع حصول حزبي الحرية والعدالة والنور السلفى على 6 مقاعد من إجمالي 12 مقعد وحزب الوفد على مقعدين وباقي الأحزاب على 4 مقاعد، أما الدائرة الجنوبية البالغ عدد مقاعدها 8 مقاعد يتوقع حصول التيار الديني على 4 مقاعد وحزب المواطن المصري على مقعدين والكتلة المصرية والوسط مقعدان في حين تشير غالبية التوقعات على خروج حزب الوفد من المنافسة. وفي بني سويف ، تمثلت الرشاوى الانتخابية في المحافظة بشكل أساسي بين مرشحي الفردي المستقل، واندرجت أغلبها على توفير اسطوانات البوتاجاز في موسم الشتاء، والتي تعتبر رشوة مقنعة حيث قام العديد من المرشحين بالتعاقد مع مستودعات البوتاجاز والحصول علي كمية من الانابيب لبيعها بسعر منخفض في دائرته معلنا ذلك رسميا لمن يريد الاستبدال. كما تمثلت الرشاوى الانتخابية في استئجار عددا من البلطجية في المؤتمرات والندوات الخاصة ببعض المرشحين والاحزاب ببني سويف للتصفيق والتهليل للمرشح دون إثارة مشاكل بمقابل مادي كبير. كذلك تغيرت الخريطة الانتخابية في مدينة بني سويف من حيث تكاتف الاحزاب باستثناء الحرية والعدالة وحزب النور السلفي مع وجود تربيطات من اسفل الترابيزة مع المرشحين المستقلين لتبادل الاصوات. كما تغيرت شكل الدعاية من حيث الاستغناء عن اللافتات القماش ووضع لافتات (بانرز) كذلك اختلف المضمون للدعاية حيث كثرت المؤتمرات الفردية والجماعية بشكل مكثف وكذلك المسيرات بمكبرات الصوت فوق السيارات للتأييد في اليومين الاخيرين. وفي الشرقية ، اشتعلت المعركة الانتخابية ، حيث بدأ المئات من المرشحين لمجلس الشعب حرب اللافتات والبوسترات لأنفسهم حيث اعتلت هذه اللافتات الشوارع الرئيسية للمدن والقرى وعلى كل حوائط الأماكن العامة سواء حكومية او غيرها حتى وصلت إلى مبنى ديوان عام محافظة الشرقية والتي شملت معظمها الوجوه الجديدة التي تظهر لأول مرة بعد الثورة والعديد من مرشحي التيارات الاسلامية وانتشرت صور المرشحين وبطاقات تعريفية لهم فى معظم الندوات والمؤتمرات العامة يقوم المرشحين بتوزيع البطاقة التعريفية لهم على الحضور. ولم يصدر الدكتور عزازى محافظ الشرقية أي قرارا بشأن العملية الانتخابية والغرامة المقررة، ولكنه يعمل على التنسيق مع مديرية الأمن وعمل خطة للسيطرة على الانفلات الأمني والبلطجة مشيرا إلى أن غياب رموز الحزب الوطني المنحل يقلل من حدة البلطجة في الانتخابات. ولم تشهد الشرقية أي تحالفات بين أي من التيارات الاسلامية ولا الاحزاب السياسية. ولكن حزب الكرامة هو الذي بدأ الحرب على حزب الحرية والعدالة رغم دخول الدكتور مجدى زعبل امين الحزب بالشرقية ضمن قائمة التحالف الديمقراطي الذي يقوده حزب الحرية والعدالة، حيث دفع الكرامة بأحمد النجار المرشح فردى بالدائرة الثانية عمال ليواجه " محمد عبد الرءوف غيث مرشح الحرية والعدالة فردى فء نفس الدائرة كما تشهد الدائرة الثالثة عدة صراعات بسبب ترشح الدكتور على المصيلحى وزير التضامن السابق ، حيث دفع الحرية والعدالة بأحد كوادره لمواجهة المصيلحي، كما تقع العديد من الصراعات كل يوم بين المصيلحى وشباب الثورة الذين يرصدونه فى كل جولاته ويهاجمونه بلافتات " لا لفلول الوطنى ورموز النظام السابق". وتشهد الدائرة الثانية بمحافظة الشرقية ومقرها مركز شرطة بلبيس والتى تضم مراكز العاشر من رمضان وبلبيس ومشتول السوق ومنيا القمح ، منافسة قوية علي المقعد الفردي حيث يتنافس فيها 65 مرشحا و تنحصر المنافسة على مقعد الفئات ، بين كل من الدكتور أمير بسام مرشح حزب الحرية والعدالة،مع الدكتور صلاح زغلول ، مرشح حزب النور السلفى وثالثهم العمدة إبراهيم حجازى، والدكتور محمد صلاح عبد البديع رئيس قسم القانون الدستورى بكلية الحقوق بجامعة الزقازيق. إلى جانب معركة أخرى لاتقل شراسة على نفس المقعد بين الدكتور محي حافظ عثمان عثمان، أمين شباب الحزب الوطني بالعاشر سابقا، وأحد المقربين من رئيس ديوان رئيس الجمهورية السابق زكريا عزمي، والذي انضم مؤخرا لحزب الوفد للترشح تحت لوائه ، وعمه حمدي حافظ عثمان عثمان ، عضو حزب النور والمرشح أيضا لنفس المقعد، مما يشعل الصراع داخل الدائرة والعائلة معا، فالأول له نفوذه وشركاته وعلاقاته ولديه المال الوفير، في حين أن العم له تواجده ومقيم بذات الدائرة ويعتمد على شعبيته الجارفة فى الدائرة . ويدخل المنافسة بقوة أيضا العمدة فيصل جيرة الله وهو الشقيق الأكبر لعضو مجلس الشعب السابق عن الحزب المنحل نايف جيرة الله ويخوض جيرة الله الانتخابات معتمدا على شعبية شقيقه.