طالب أحمد بن محمد الجروان رئيس البرلمان العربي المنتهي ولايته بفرض وقف إطلاق نار شامل وكامل في سوريا حقنا لدماء السوريين. ودعا الجروان - في كلمة له في افتتاح جلسة البرلمان العربي التي عقدت اليوم لانتخاب رئيس جديد للبرلمان - المجتمع الدولي، إلى تحمل مسئولياته الإنسانية والأخلاقية تجاه الأزمة السورية، وإيجاد حل جاد وفعال ينهي هذه الأزمة التي تستمر للعام السادس على التوالي. وحث كافة المنظمات الإغاثية الدولية ومنظمات حقوق الإنسان والمرأة والطفل، وإغاثة اللاجئين، على التدخل من أجل إغاثة الشعب السوري في الداخل، مطالبين بالسماح لهم جميعا بالمرور الآمن من أجل توفير الخدمات الإنسانية، وفي مخيمات اللجوء في دول الجوار خاصة الأردن ولبنان والعراق، وبالأخص مع دخول فصل الشتاء وما يواجهونه من برد قارس، مجددا الدعوة لكافة الجهات المعنية للتجاوب مع مبادرة البرلمان العربي لإغاثة اللاجئين السوريين. وشدد رئيس البرلمان العربي على أن الوضع المزري الذي وصل اليه حال الشعب السوري الشقيق ، في العديد من مدن الداخل السوري ، والقصف المستمر عليها، لابد له أن يتوقف فورا ، وأن يسمع العالم أخيرا صوت العقل، وينهي هذه المسرحية من التجاذبات السياسية العقيمة، الذي يذهب ضحيتها أبناء الشعب السوري. وقال الجروان إن الوقت الراهن الذي تواجه فيه أمتنا العربية، أخطارا محدقة تهدد أمنها القومي، وتحديات جسيمة محلية وإقليمية ودولية تسعى للعبث بمقدرات الشعب العربي، والتحكم في مصيره. وأضاف " يحتم علينا كممثلين لهذا الشعب، أن نبذل قصارى جهدنا في عمل عربي مشترك يرقى إلى مستوى الحدث، وايمانا منه أن التعاون والتكامل العربي، في مجابهة هذه التحديات هما السبيل الأوحد للخروج بأمتنا العربية من أزماتها الداخلية ، أو ما يحاك ضدها من مخططات خارجية". وقال" إن صوت الشعب العربي وضميره ، وتاريخه المشترك، وحاضره المتضامن ، ومصيره ومستقبله الواحد، لا بد أن يعبر عنه عمل عربي مشترك قوي يكون فاعل وإيجابي، تجاه كافة القضايا العربية". وتابع" لذلك فإنني أعهد إليكم جميعا، كممثلين للشعب العربي، بالتمسك بكل قوة بأهمية هذا العمل العربي المشترك، وتوسيع نطاقاته، لتشمل كافة الجوانب الممكنة تحقيقا لتطلعات الشعب العربي الواحد، ولما فيه خير ومصلحة أمتنا العربية جمعاء". وقال الجروان" إن القضية الفلسطينية ستبقى القضية المحورية للأمة العربية ، مجددا المطالبة للمجتمع الدولي ومنظمة الأممالمتحدة بتطبيق القوانين الدولية بشأن القضية الفلسطينية، وإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف، وردع السياسات الإسرائيلية العنصرية تجاه الفلسطينيين ، والمنافية لكل القوانين الدولية ، من قتل واعتقال وتمييز ومصادرة الأراضي واستمرار الاستيطان. وجدد الدعوة لكافة برلمانات العالم إلى الضغط من أجل الاعتراف بالدولة الفلسطينية، بما يحقق العدل ويخدم مساعي السلام في المنطقة والعالم أجمع، كما طالبهم بسن القوانين اللازمة لمقاطعة المنتجات الإسرائيلية في الأراضي العربية المحتلة، مؤكدين على الدعم لمساعي توحيد الصف الفلسطيني بين كافة الفصائل الفلسطينية، دعما لمصالح الشعب الفلسطيني الأبي. وطالب الجروان النظام الإيراني باحترام مبدأ حسن الجوار ، والكف عن التدخل في شئون الدول العربية ، ووقف سياساته الهادفة إلى نشر بذور الطائفية البغيضة ، وإثارة القلاقل في مناطق مختلفة من الوطن العربي. وجدد الدعوة لإيران، من أجل التجاوب مع مطلب دولة الإمارات العربية المتحدة، في حل قضية الجزر الإماراتيةالمحتلة، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، بالتفاوض المباشر، أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية. وقال" نقف مع الشعب العراقي في حربه ضد الارهاب بكافة اشكاله ، ونؤكد على أهمية وحدة العراق وشعبه بكل مكوناته وأطيافه المحترمة، واحترام سيادته وعدم المساس بوحدة أراضيه، وهويته ومكانته العربية الأصيلة، وأدان كل أشكال الإرهاب والتدخلات الخارجية التي تتعرض لها جمهورية العراق. وشدد على ضرورة حل مشكلة النازحين الذين يزداد عددهم يوما بعد يوم، والعمل على عودتهم إلى ديارهم في أقرب فرصة ممكنة، كما نأمل أن يعود للعراق دوره الأساس والفاعل ضمن حاضنة العمل العربي المشترك. وأكد على الوقوف خلف شرعية الشعب اليمني الشقيق، وإرادته الملزمة ضد كل من يطمح إلى العبث بمقدرات اليمن، أو فرض أجندات خارجية على شعبه العربي..مضيفا"نقف خلف التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية ، ونأمل أن تثمر مساعي الحوار إلى ما فيه دعم إرادة الشعب اليمني الشقيق ، وتحقيق الأمن والسلام والحرية لكافة أبناء اليمن". وأكد رئيس البرلمان العربي وقوفه خلف الشعب الليبي، في مساعيه للتسامح والاصلاح والتنمية والازدهار، معربا عن أمله أن تعود ليبيا بسواعد كافة أبنائها منبرا عربيا للعلم والكوادر القيادية، وتسهم بفاعلية في نهضة الأمة العربية عبر العمل العربي المشترك. وجدد الدعوة الى دعم الدول العربية الأفريقية الأقل نموا كجزر القمر وجيبوتي والصومال ، وبالأخص في مجالات الصحة والتعليم والخدمات العامة، لما فيه خير ومصلحة شعوب هذه البلدان العربية الأصيلة، ودعا إلى التأكيد على هويتها العربية التي تعتز بها ،حماية لها من أطماع الدول الساعية إلى عزلها عن محيطها وانتمائها العربي. وأوضح الجروان أن الجلسة الأخيرة للبرلمان العربي في شرم الشيخ كانت خير دليل على مدى اهتمامه بتقوية العلاقات العربية الأفريقية.. مؤكدا على مخرجات الجلسة المشتركة مع البرلمان الأفريقي ، وعلى البعد الاستراتيجي، السياسي والاقتصادي والاجتماعي للعلاقات العربية الأفريقية، داعيا للحفاظ على هذا التقارب ، والدفع نحو المزيد من العمل المشترك لما فيه خير الشعبين الأفريقي والعربي .