أعربت مصادر في العاصمة الليبية، طرابلس، عن خشيتها من تجدد الاشتباكات بين الجماعات المسلحة المتناحرة؛ حيث رفعت في شوارع عدة «سواتر ترابية وأسمنتية» معاستمرار التوتر بعد يومين من المواجهات الدامية. ونقل موقع «بوابة الوسط» الإلكتروني، عن شهود قولهم إن «تحركات لأسلحة ثقيلة» شهدتها منطقتا «وادي الربيع» و«بئر الأسطى ميلاد» شرق طرابلس. وفي الأشهر الماضية، تصاعدت الخلافات بين الميليشيات لتصل إلى مرحلة المواجهة المسلحة في طرابلس التي شهدت جولات قتال عدة، كان آخرها اشتباكات عنيفة اندلعت الخميس واستمرت ليومين، موقعة أكثر من 8 قتلى. ودفعت الجولة الأخيرة موفد الأممالمتحدة إلى ليبيا، مارتن كوبلر، إلى إصدار بيان، يعرب فيه عن «جزعه البالغ إزاء المواجهات الجارية في طرابلس.. ويناشد القوات المنخرطة في أعمال العنف هناك أن توقف القتال فورًا..». وأكد أنه من غير المقبول على الإطلاق أن تتقاتل الجماعات المسلحة لفرض مصالحها وسيطرتها، وخاصة في المناطق السكنية، حيث أدى ذلك إلى ترويع السكان، مضيفا أن البعثة الدولية "على تواصل مع الأطراف الموجودة على الأرض..». وبعد سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، دخلت البلاد في دوامة من الفوضى والعنف تصاعدت حدتها بعد سقوط «جماعات الإسلام السياسي» في الانتخابات البرلمانية في 2014، وسيطرت أذرعها المسلحة على مناطق عدة. وتتنوع ولاءات الجماعات المسلحة، فبعضها يوالي المجلس الرئاسي، وأخرى تساند "فلول" المؤتمر الوطني المنتهية ولايته، في حين تأتمر ميليشيات متشددة مرتبطة بالقاعدة من المفتي المعزول الصادق الغرياني. والاشتباكات الأخيرة اندلعت، وفق ميليشيات تابعة لحكومة الوفاق الوطني، بهدف طرد مجموعة من "المتطرفين" سيطرت على موقع في غابة تحيط بفندق ريكسوس حيث يقيم خليفة الغويل، رئيس سلطة أمر واقع سابق كان قد عين من المؤتمر الوطني. وقالت الجماعة، التي تطلق على نفسها «كتيبة ثوار طرابلس» إن «ماحدث في طرابلس من اشتباكات هو عملية استباقية هدفت إلى حماية العاصمة مما وصفته محاولة بعض الكتائب والتشكيلات المسلحة زعزعة الأمن فيها..». وأضافت أن «كتيبة ثوار طرابلس والأمن المركزي-أبوسليم والأمن المركزي-بن عاشور والمباحث العامة فرع طرابلس" اجتمعت "لمحاصرة واقتحام غابة النصر»، إلا أن البيان لم يشر إلى فندق ريكسوس. يشار إلى أن الغويل كان اقتحم، في أكتوبر الماضي، مقر مجلس الدولة الذي يترأسه عبد الرحمن السويحلي ويتبع للمجلس الرئاسي، معلنا استعادة سلطة الأمر الواقع ومنقلبا على حكومة الوفاق الوطني. وخطوة الغويل الانقلابية عكست يومها النزاعات المستمرة منذ أشهر في طرابلس بين الميليشيات التي حاولت حكومة الوفاق المدعومة من الأممالمتحدة احتوائها بعد أن بدأت عملها في مايو الماضي بالعاصمة.