أكد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربيةأهمية تعديل التوجه والمسار التنموي في المنطقة العربية لتكون أكثر انحيازا للفئات والقطاعات الضعيفة والمهمشة وأكثر تركيزا على الفقراء وتمكينا للشباب والمرأة وسعيا حقيقيا لتحقيق الامن والسلم الاجتماعيين بمختلف أبعادهما السياسية والاقتصادية والاجتماعية . وأشار أبو الغيط خلال الكلمة التي ألقاها نيابة عنه السفير أحمد بن حلي نائب الامين العام أمام الاجتماع الاول لنقاط اتصال الدول العربية المعنية بمجالات التنمية المستدامة والذي بدأ اليوم بمقر الامانة العامة لجامعة الدول العربية اليوم الاثنين- إلى أن التحديات والصراعات الداخلية والخارجية التي تشهدها المنطقة والتحديات التنموية الأخرى سواء الاقتصادية أوالاجتماعية والبيئية تؤكد أننا في أشد الحاجة لتعديل المسار التنموي. ودعا إلى ضرورة تحقيق التكامل بين السياسات والبرامج التنموية لتعجيل النمو والاسراع بتحقيق الرفاهية للجميع وتحقيق التوازن بين قطاعات التنمية وبين حقوق الاجيال الحالية والقادمة. وأوضح أبو الغيط أن الأمانة العامة للجامعة العربية تعكف حاليا على إعداد مبادرة شاملة تتضمن مخططا للتنمية المستدامة ترفع للقمة العربية القادمة كما تتضمن آليات للمراجعة والتنسيق والمتابعة ورصد التقدم وتبادل الخبرات . وأضاف أن الامانة العامة للجامعة تعكف أيضا على إعداد مقترح لاعادة توجيه خطط وبرامج وجهود الامانة العامة والمجالس والمنظمات العربية ومختلف الكيانات التابعة للجامعة بما يتوافق مع اهداف التنمية المستدامة . وقال أبو الغيط إن هذا الاجتماع يعد الأول منذ صدور خطة الاممالمتحدة للتنمية المستدامة 2030 كما أنه يأتي تأكيدا للسعي الجاد لوضع تصور لخطة تحرك جامعة الدول العربية في المجال التنموي وخاصة في هذه المرحلة الدقيقة والتحولات غير المسبوقة والتحديات الجسام التي تحول دون تحقيق التنمية المنشودة في الدول العربية . وأكد ضرورة تبني اهداف ومبادرات استراتيجية واليات عربية جديدة وجريئة تحدد اولويات التنمية في المنطقة العربية وتلبي احتياجات الشعوب . وأوضح أبو الغيط أن التنمية المستدامة في الوقت الراهن هى الاولوية الاستراتيجية لعمل الجامعة العربية ، مؤكدا أهمية انشاء آلية عربية للتنمية المستدامة باعتبارها بداية لخطة عمل أوسع وأشمل ستقوم بها الأمانة العامة في هذا المجال لدفع جهود الجامعة استراتيجيا لتحقيق ودعم التنمية المستدامة في المنطقة العربية. ودعا الدول العربية لاستعراض خططها الوطنية الخاصة بالتنمية المستدامة كبداية أولية لآلية الاستعراض التي سيتم انشاؤها لتعزيز الخطة العربية للتنمية المستدامة التي سيتم إعدادها. ومن المقرر أن يناقش الاجتماع على مدى يومين عددا من البنود تشمل مشروع انشاء آلية عربية للتنمية المستدامة ومناقشة مشروع خطة عمل الامانة العامة بشأن متابعة تنفيذ أهداف التنمية المستدامة 2030 على مستوى المنطقة العربية ، بالاضافة إلى استعراض الخطط والمراجعات الوطنية للدول العربية في مجال التنمية المستدامة بهدف تبادل الخبرات العربية البينية . كما يناقش مقترح النظام الأساسي للجنة الوزارية العربية للتنمية المستدامة من أجل تعزيز التعاون بين الدول العربية لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة ودعم الجهود العربية في المجال التنموي من خلال التنسيق مع المجالس الوزارية والمنظمات العربية المتخصصة والجهات الدولية الأخرى بوضع رؤية عربية موحدة لتنفيذ قرار قمة نواكشوط في هذا الشأن.