تسابق إسرائيل الزمن فى مخططاتها الرامية إلى تهويد مدينة القدس وهدم الأقصى لإقامة ما يسمى بالهيكل المزعوم على أنقاض المسجد المبارك، حيث تسعى حاليًا إلى إغلاق جسر باب المغاربة تمهيدًا لبناء جسر دائم مكانه يستخدم لأغراض السيطرة عليه بشكل كامل. فالدولة العبرية لم تكتف بمحو كل ما هو عربى وإسلامى لتزوير التاريخ والترويج لادعاءاتها وأكاذيبها، بل طالت جرافاتها تاريخًا امتد ثمانية قرون حيث أقدمت على تدمير حارة المغاربة وتسويتها على رؤوس البعض من سكانها الذين رفضوا الرحيل من منازلهم وذلك فى منتصف ليلة العاشر من يونيو لعام 67، ومن ثم تحويلها إلى مزار باسم (ساحة المبكى). كما طردت نحو 700 فلسطينى آخرين من حى المغاربة إضافة إلى 3 آلاف من حارة الشرف المجاورة التى تحولت بعد ذلك إلى حارة اليهود، فيما هدمت أهم الآثارالأيوبية والمملوكية والتراث المغربى الأندلسى المميز إضافة إلى مسجدى البراق والمغاربة والمدرسة الأفضلية وزاوية أبى مدين والزاوية الفخرية وغيرها. ولم تبق الجرافات الإسرائيلية من الحى سوى تلة ترابية تاريخية أصبحت هى الطريق الوحيد للوصول إلى باب المغاربة فى سور الأقصى، ثم تضاءل عرضها شيئا فشيئا مع استمرار سلطات الاحتلال فى تجريف طبقات الأبنية الأثرية الواقعة حولها خاصة عند الزاوية الجنوبية الغربية للمسجد بزعم القيام بحفريات أثرية. وتداعت التلة وسقطت فى عام 2004 نتيجة لعمليات التجريف والحفر المتعاقبة وسط مزاعم سلطات الاحتلال بأن هدمها جاء نتيجة عوامل طبيعية..واعترف آثاريون تابعون للدولة العبرية بالعثور على غرفة صلاة إسلامية تعود لعهد صلاح الدين الأيوبى تحت الطريق. ولاتزال سلطات الاحتلال ترفض قيام الأوقاف الإسلامية المشرفة على الأقصى بترميم التلة، وتصر على تدميرها بالكامل وإقامة جسر ضخم يتيح لها مزيدًا من السيطرة على المسجد وسط صمت عربى وإسلامى ودولى.