مزارعو قليوب : نعانى أزمة كبيرة فى نقص المياه ونطالب محافظ القليوبية بحل الأزمة انخفاض إنتاجية الفدان وانتشار الأمراض بسبب استخدام مياه الصرف الصحى فى ري المحاصيل وكيل وزارة الرى حملات مكثفة لتطهير الترع والمصارف حالة من الاستياء تسود بين عدد كبير من المزارعين بقرى مدينة قليوب بسبب انسداد ترع مياه الرى التي يقومون من خلالها بري أراضيهم الزراعية وعدم تطهيرها بصفة مستمرة وإلقاء المخلفات بها، ما هدد بتبوير الأراضى الزراعية وقيام بعضهم باللجوء إلى استخدام مياه الصرف الصحى فى الرى والزراعة. فى البداية، يقول صلاح حسب الله: "المزارعون في سنديون وقلما يعشون مأساة حقيقية بسبب جفاف الترع وانسدادها"، مشيرا إلى أن هناك ترعة تمر علي قريتي قلما وسنديون وتسمى ترعة أبو المنحا، وهذه الترعة تعانى من الإهمال خلال السنوات الماضية. وأضاف حسب الله: "ترعة أبو المنجا تروى آلاف الأفدنة بقرى قلما وسنديون، ورغم ذلك فالترعة لم تصل إليها المياه منذ سنوات نتيجة تغطيتها بالخطأ، ولم يعالج ضعف منسوب المياه بها التي لا تصل إلى الأراضي الزراعية، ما اضطر الأهالي لدق طلمبات ارتوازية لرى عدد من مساحات الأراضى المعرضة للبوار". وتابع: "للأسف معظم أهالي قرية سنديون قاموا بعمل مواسير للصرف مباشرة على ترعتي خليج الشامي وأبو المنجا نتيجة عدم وجود صرف صحي في سنديون، ورئيس الوحدة المحلية في سنديون يعلم بذلك، ما أصاب الزرع والمزارع بالتلوث". وأشار إلى أن قريتي سنديون وقلما تعتبران سلة الغذاء في القاهرة الكبرى، ورغم ذلك نجد المزارع أصابه فيروس "سي" والفشل الكلوي ولا يجد من يعالجه بسبب تلوث المياه في ترعتي خليج الشامي وأبو المنجا. وقال عاطف سابق إن بعض الأهالى هجروا الأراضي وباعوها وتحولوا إلى سماسرة ومافيا تقسيم الأراضي الزراعية بسبب صعوبة زراعتها وريها، والبعض الآخر يقوم برى أرضه من المياه الجوفية حتى ملحت الأراضي لعدم وصول مياه النيل إليها. وأضاف أن من ضمن أسباب عدم وجود مياه رى، هو أن الترع والمصارف يطفو على سطح مياهها ورد النيل الذى يمتص كميات كبيرة من المياه التي نحن في أشد الاحتياج إليها، فضلا عن الحشائش الموجودة التى تتراكم بقاع الترع، والتى من أجلها يرى الفلاح مشقة في ري أرضه حتى لا تتعرض للبوار، بالإضافة إلى وجود هذا النبات بكميات كبيرة في مجرى النهر والترع المتفرعة منه، ما يعطل حركة سريان الماء ويفقده تدفقه ويهدر منه الكثير. وأشار "سابق" إلى أن منظر الترع سواء ترعة أبو المنجا أو خليج الشامي لا يسر عدوا ولا حبيبا، لافتا إلى أن المشكلة أن المزارع يسمع في وسائل الإعلام المختلفة عن الحفاظ على مجرى نهر النيل وهناك وثيقة حماية النيل ولم تفعل، وهناك مزارعون تعدوا على حرم الري، ومنهم من باع أرضه كتقسيم في غفلة من حماية الأراضي الزراعية ومسئولي الرى. وقال محمد عليوة: "إننا نعانى من أزمة فى نقص المياه بسبب انسداد الترع بالقرية"، مشيرا إلى أن المزارعين يجلسون بجوار الترع انتظارا للفرج ووصول قطرة مياه لرى أراضيهم، مؤكدا أن المخلفات تعيق وصول مياه النيل للأراضى، فضلا عن أن عمليات تغطية الترع تتم بصورة عشوائية تتسبب فى إعاقة وصول مياه الرى للأراضى. وأضاف عليوة أن أكثر من 8 آلاف فدان بمنطقة سنديون وصنافير وعزبة الزيتون وقرى المدينة أصبحت على وشك الجفاف بسبب عدم وصول مياه الرى إليها، ما يهدد بتلف المحصايل الزراعية والخضراوات، حيث لا تصل مياه الرى إلى نهايات الترع الرئيسية التى تغذى هذه الأراضى بمياه الرى. ووجه الفلاحون استغاثة للواء عمرو عبد المنعم، محافظ القليوبية، بالنظر إلى تلك المشكلة، حيث أدى انسداد تلك الترع إلى لجوئهم للري عن طريق مياه الآبار، والتي تكلفهم مبالغ مالية كبيرة، مؤكدين أنه فى بعض الأحيان تضطرهم مشكلة نقص المياه الري إلى ري أراضيهم من خلال مياه الصرف الصحي "الرشاح" فى بعض المناطق، ما يؤدي إلى زيادة تكلفة المالية لزراعة الأراضي بسبب بعد منافذ المياه عن أراضيهم، إلى جانب انخفاض إنتاجية الفدان وإصابتهم بالعديد من الأمراض. من ناحية أخرى، شكا أهالي منطقة ترعة الزيتون بقليوب من انقطاع مياه الشرب عن المنطقة منذ فترة طويلة واعتمادهم على الطلمبات الحبشية التي تسبب الأمراض المزمنة لاختلاطها بمياه الصرف الصحي. من جانبه، أكد المهندس طه مهدى، وكيل وزارة الرى بالقليوبية، أنه تم إطلاق حملات لتطهير الترع والمصارف وإزالة المخلفات، وذلك للحفاظ على الصحة العامة للمواطنين والحد من التلوث، حيث بدأت الحملات عملها بكفر شكر وبنها لإزالة كميات كبيرة من المخلفات بتلك الترع، والتى كانت تعوق وصول مياه الرى للأراضى وتعد سببا من أسباب التلوث. وقال مهدى إن حملات التطهير سوف تشمل جميع قرى ومناطق المحافظة، فضلا عن تنفيذ عدة حملات لإزالة التعديات على الرى وأملاك طرح النهر بمختلف مدن المحافظة، وتحرير محاضر للمخالفين طبقا للقانون.