ماكين عن فوز منافسه أوباما: أول أمريكي من أصل أفريقي يصبح رئيسًا أل جور: هذه أمريكا ونحن نضع البلاد قبل الحزب نيكسون اعترف بهزيمته أمام كنيدي ولاحقا أصبح رئيسا يترقب الأمريكيون والعالم ما ستسفر عنه الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، المقرر انعقادها في 8 نوفمبر الجاري، ما بين الديمقراطية هيلاري كلينتون والجمهوري دونالد ترامب، نظرا للتقارب الشديد بينهما في استطلاعات الرأي. ووفقا لتاريخ الانتخابات الرئاسية الأمريكية، لا تذهب الأضواء عن الخاسر، بل ينتظر الناخبون المؤيدون له والمعارضون خطابه، والذي يعد بحسب خبراء، الخطاب الأكثر تشديدًا على قوة الديمقراطية الأمريكية، حيث يتعهّد الخاسر علنًا بدعم الرئيس الجديد ويقرّ بشرعية الانتخابات، وذلك منذ انتخابات 1800، عندما اعترف جون آدامز بهزيمته أمام منافسه توماس جيفرسون. وتلك أبرز خطابات الخاسرين جون ماكين، 2008 أقرّ عضو مجلس الشيوخ عن ولاية أريزونا خلال خطابه بأهمية فوز منافسه أنذاك باراك أوباما، وهو "الفوز الذي جعل من أول أمريكي من أصل أفريقي يصبح رئيسًا في البيت الأبيض"، حسب تعبيره. وقال ماكين: "هذه أوقات صعبة بالنسبة لبلدنا، وإنني أتعهّد له هذه الليلة بأن أبذل كل ما بوسعي لمساعدته في قيادتنا خلال التحديات الكثيرة التي نواجهها". وصرح ماكين مؤخرا: "لم تسعدني نتائج انتخابات العام 2008. ولكن كان من الواجب عليّ القبول بها. والقبول ليس مجرّد تهذيب لائق، وإنما هو فعل احترام لإرادة الشعب الأمريكي، فعل يعدّ من أولى مسؤوليات كل زعيم أمريكي". أل جور 2000 ألقي آل جور خطابه بعد 36 يومًا من الانتخابات بسبب التقارب الحاد في الأصوات بين المرشحين في ولاية فلوريدا ذات الأهمية الحاسمة، واستغرق الأمر فترة طويلة لصدور حكم المحكمة العليا في الولاياتالمتحدة حول صناديق الاقتراع المتنازع عليها في ولاية فلوريدا لضمان فوز حاكم ولاية تكساس جورج دبليو بوش. وقال أل جور في خطابه: "هذه هي أمريكا، ونحن نضع البلاد قبل الحزب. سوف نقف معًا وراء رئيسنا الجديد". جورج بوش الأب 1992 تميز خطاب بوش بلهجته الإيجابية حول الاعتراف بنجاح حاكم ولاية أركنسو بيل كلينتون، حيث أن بوش، الذي كان من بين رؤساء الولاياتالمتحدة الذين لم يعد انتخابهم، قال: "هناك عمل مهم ينبغي القيام به، وأمريكا يجب أن تأتي دائمًا في المقام الأول. ولذا فإننا سوف نقف وراء هذا الرئيس الجديد ونتمنى له التوفيق". ووفقا لخبراء، كانت الانتخابات الرئاسية في 1960 من أكثر الانتخابات التي كان التنافس فيها متقاربًا في تاريخ الولاياتالمتحدة، لدرجة أن مؤيدي نائب الرئيس حينذاك ريتشارد نيكسون حثوه على الطعن في النتائج، لكن نيكسون رفض ذلك. وشرح نيكسون رفضه بقوله: "حتى لو تمكنا من الفوز في نهاية المطاف، فإن كلفة ذلك من حيث التأثير على الرأي العام العالمي وعلى الديمقراطية في أوسع معانيها، قد يكون ضارًا"، وقام نيكسون بدلا من ذلك بمهامه نائبًا للرئيس، وأبلغ مجلس الشيوخ رسميًا بانتخاب جون كنيدي. بدأ نيكسون بيانه بالقول: "إنها المرة الأولى منذ 100 عام، التي يعلن فيها مرشح رئاسي نتائج انتخابات خسر فيها ويعلن فوز خصمه. لا أعتقد أنه يمكننا أن نحصل على مثال أكثر بروزًا حول استقرار نظامنا الدستوري والتقليد الذي يعتز به الشعب الأمريكي في تطوير واحترام وإجلال مؤسّسات الحكم الذاتي. ففي حملاتنا الانتخابية، وبغض النظر عن شدة المنافسة فيها، ومهما كانت نتائج الانتخابات متقاربة، فإن الذين خسروا يقبلون القرار ويدعمون الذين فازوا". يذكر أن نيكسون انتخب لاحقا في 1968 ليكون الرئيس السابع والثلاثين للولايات المتحدة.