أجرت جريدة "نيويورك تايمز" الأمريكية حوارا مع عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، النائب بالمجلس التشريعى، محمد دحلان، في مقر إقامته الفاخر الحالي بمدينة أبو ظبي. وتقول الصحيفة إن دحلان لم يطأ الأراضي الفلسطينية منذ خمس سنوات، وإن الرئيس الفلسطيني محمد عباس يواجه أي شخص يظهر الدعم لدحلان، كما أن الاعتقالات والمظاهرات وعمليات التطهير التي تواجهها السلطة الفلسطينية تظهر حربا بالوكالة بين الحرس القديم المتمسك بالشرعية وجيل جديد ذو ماض مليء بالشكوك. قال رجل الأعمال الفلسطيني محمد دحلان إن عباس يشعر بالخوف من عودته إلى المشهد الفلسطيني، بسبب ما قام به "عباس" خلال الأعوام العشرة الأخيرة، وإنه يعلم أن دحلان يعلم كل ذلك، إلا أن دحلان نفسه متهم بالقمع عندما كان مسئولا عن الأمن في قطاع غزةالفلسطيني، كما يتهمه البعض بالتسبب في سيطرة حماس على القطاع عام 2007، كما يتهمه البعض بالعمل لصالح إسرائيل، إلا أن دحلان يعد الشخص المفضل لبعض الدول العربية مثل الأردن والسعودية والإمارات العربية المتحدة. ونفى دحلان خلال المقابلة الاتهامات الموجهة إليه، إلا أنه كال الكثير من الاتهامات للرئيس عباس، مؤكدا فشله في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وقال دحلان إن السلطة الفلسطينية حولت ما تبقى من السلطة الفلسطينية إلى آلة أمنية. ويحاول القادة العرب الدفع بجيل آخر من القادة في فلسطين، ومن بينهم ناصر القدوة، ابن أخو الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وأيضا مروان البرغوثي المحبوس في السجون الإسرائيلية اليوم، وهو شخص يدعمه دحلان. ولا يحظى دحلان بالدعم اللازم في الضفة الغربية بسبب سمعته وأصوله التي تعود إلى قطاع غزة. ونفى دحلان بوضوح رغبته في خوض الانتخابات الرئاسية الفلسطينية، وذلك خلال المقابلة مع الجريدة التي امتدت لساعتين. وأعرب عن رغبته أن يكون جزءا من فريق يعمل وفق رؤية وخطط وقيادة حقيقية، إلا أن هذا لا يعني أن أشخاصا مثل ناصر القدوة قد يقبلون بهذا العرض، وقال إن عودة دحلان في مثل هذا الوقت غير محتملة، "لأن جميع الجسور اليوم قد حُرقت". اليوم لا توجد انتخابات رئاسية في فلسطين، وتم تأجيل الانتخابات البلدية، كما أن عباس قام بجولة زار فيها قطر وتركيا، حتى أنه جلس مع قادة حماس، لمحاولة تفادي الضغوط التي تمارسها عليه الدول العربية. ويقول محللون إن عباس من أكثر السياسيين المحللين في المنطقة العربية، من حيث قدرته على التغلب على خصومه، حيث قام في الفترة الأخيرة بطرد خصومه من منظمة فتح واعتقل آخرين، كما دعا إلى اجتماع خلال الشهر الحالي سعيا لطرد حلفاء دحلان من المنظمة. وخلال الشهر الماضي، تعرض منزل أحد المعارضين لعباس لإطلاق نار، وهو فادي السلامين الذي يدير صفحة على موقع "فيس بوك" تنتقد الرئيس عباس. ويقول فادي إنه يعمل لإعداد مبادرة دولية مع دحلان، إلا أنه لا تربطه علاقة بدحلان داخل فلسطين، وأكد على أن الرئيس الفلسطيني يسمي كل المعارضة دحلان. كما يؤكد يوسف منير، مدير الحملة الأمريكية للحقوق الفلسطينية، أن دحلان لا يتمتع بمصداقية كبيرة في الشارع الفلسطيني، مشيرا إلى أن الحكومات الأجنبية عادة ما تبحث عنه للقيام بالأعمال المشبوهة، وأنه على استعداد للقيام بذلك. وقد ولد دحلان في قطاع غزة، وانضم للصراع المسلح ضد إسرائيل خلال فترة المراهقة، وتعلم العبرية خلال فترة خمسة سنوات في السجون الإسرائيلية، حيث اعتقل 11 مرة، ثم أصبح بعد ذلك رئيس الأمن الفلسطيني في غزة. كما شارك في المفاوضات الفلسطينية في كامب ديفيد عندما حاول الرئيس الأمريكي بيل كلينتون التوسط في عملية السلام. يقول محللون إن دحلان حاول إقناع الأمريكيين بتهميش الرئيس الفلسطيني عباس. وفي غزة، تورط دحلان في عمليات تعذيب ضد السجناء، ما دفع البعض لتسمية غزة "دحلانستان"، إلا أنه كان في الخارج وقت سيطرة حماس على القطاع، ما دفع البعض إلى القول بأن دحلان ترك أرض المعركة. ثم انتقل إلى الضفة الغربية، وخدم كوزير للداخلية في حكومة عباس، حتى تبادل الطرفان اتهامات الفساد عام 2011، وهرب دحلان إلى أبو ظبي. وفي نهاية الحوار، قال دحلان: "لا أنكر أنني غني، كما أنني لا أنكر أيضا أنني قوي، وأعمل جاهدا لرفع مستوى معيشتي". ويقول دحلان – أب لأربعة أبناء - إنه يعمل طوال الوقت، وأنه لا يقضي أي وقت في حديقته الخلفية، إلا عندما يريد أن يريها لضيوفه، مؤكدا أنه عاشق للإنجاز.