أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، اليوم /الأربعاء/ أن استضافة القمة العربية القادمة في الأردن وتواجد الأمة العربية بكاملها في عمان يعد رسالة قوية لكل أصحاب الفوضى والنوايا الشريرة والسيئة للأمة العربية والإسلامية. وقال أبو الغيط -خلال مؤتمر صحفي مشترك عقب لقائه نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني ناصر جوده بعمان اليوم الأربعاء- إن الأردن ورغم وجوده في خضم مواجهة خطيرة، يقف بقوة وصلابة ويدعم الجامعة العربية وأمينها الجديد الذي يحتاج إلى هذا الدعم في ظرف عربي بالغ الصعوبة، فهناك دول عربية إما تم تدميرها أو فقدت السيطرة الكاملة على أراضيها.. وإن احتضان الأردن للقمة القادمة هو رسالة قوية لكل أصحاب الفوضى والنوايا الشريرة والسيئة للأمة العربية والإسلامية. وأضاف أنه عرض على الأردن رئاسة القمة العربية بعد اعتذار اليمن، وأن العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني قبل على الفور رئاسة بلاده للقمة.. مؤكدا أن الأمانة العامة سوف تتواصل مع وزارة الخارجية الأردنية خلال الأسابيع القليلة القدمة لإتمام الاتفاق على كل عناصر هذه القمة بما يؤمن عقد قمة قادرة وقوية ومختلفة من حيث النتائج والقدرة على مواجهة هذا الخطر الذي استشعرته الجامعة العربية.. لافتا إلى أن القمة العربية القادمة ستعقد خلال شهر مارس المقبل. وأوضح أن مشاوراته اليوم مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، وعدد من كبار المسئولين الأردنيين، ستتناول عددا من الملفات والقضايا المتعلقة بتطوير آليات العمل بالجامعة العربية، وترتيبات القمة القادمة بعمان، فضلا عن بحث آخر مستجدات الأوضاع على الساحة العربية. وأشار إلى أنه سيقوم كذلك بزيارة لأحد مخيمات اللاجئين بالأردن للتعبير عن التواصل والدعم لأبناء الشعب السوري.. مؤكدا أن الجامعة العربية متنبهة للضغوط التي تتعرض لها الأردن في أزمة اللجوء السوري، وأنها تدعم المملكة في هذا الصدد. وبخصوص العمل العربي المشترك من خلال الجامعة العربية، قال أبو الغيط إن الأمانة العامة تتحرك بقوة لخدمة أداء الجامعة، ونعمل على تنشيطها وتحفيزها للقيام بدورها، فضلا عن اقترابنا من إعادة هيكلتها.. مشيرا إلى أن هناك أبعاد أخرى بخلاف الدور السياسى للجامعة؛ ولاسيما معالجة الأزمات السياسية، يتعرف عليها من يمارسونها، لعدم وصولها للمواطن بشكل مباشر، كالبعد الاجتماعي والصحي والثقافي والاقتصادي. وفيما يتعلق بتطوير الجامعة العربية، قال أبوالغيط إن التطوير يأتي من خلال الإرادة المشتركة على التغيير والتحرك، مشددا على أهمية التعاون والتشارك والمصارحة والوصول إلى لب المشكلات ومعالجتها. بدوره، رحب الوزير ناصر جودة بزيارة الأمين العام لجامعة الدول العربية إلى الأردن والتي تعد الأولى له منذ توليه منصبه، مشيدا بحرص الأمين العام على لقاء الملك عبدالله الثاني، وبحث آخر تطورات الأوضاع والملفات الواضحة مثل الأزمة السورية وتداعياتها والعراق وليبيا واليمن، وأم القضايا وهي القضية الفلسطينية. وشدّد جودة على أن العنف والصراعات التي تشهدها المنطقة والوضع غير المستقر بها وغيرها من العوامل الأخرى تتطلب النهوض بالجامعة العربية ليكون لها دور فاعل في الأزمات العربية وأن تكون الموحد للأمة. وأكد أن موقف الأردن هو مع الحل السياسي للأزمة السورية وإنهاء حالة عدم الاستقرار والوصول إلى سوريا موحدة.. مشيرا إلى أنه تم بحث الوضع مع الأمين العام وفي تشاور مستمر معه، وأن الأردن يتحمل عبء الأزمة السورية نيابة عن المجتمع الدولي، وأن الأزمة هي مسئولية دولية.. داعيا المجتمع الدولي لأن ينهض بمسؤولياته ويهب لنجدة السوريين. وفيما يتعلق بأزمة منطقة الركبان، قال الوزير الأردني إن الحادث كان مفجعا، مؤكدا أن المجتمع الدولي يدرك تماما الموقف الأردني الثابت بأن المملكة ملتزمة بتحمل مسؤوليتها الإنسانية، إلا أنها لن تتخذ أي قرار يمس بمصلحة وأمن الأردن والمواطن الأردني، ولن يقبل أي ضغط عليه من المجتمع الدولي في هذا الصدد، مشددا على أن أمن الأردن مقدس. وأشار إلى أن المملكة تتشاور مع المنظمات الدولية المعنية حول إيجاد آليات لإيصال المساعدات لمن يستحق وليس لتجمعات قد يكون فيها عناصر قد تمس الأمن الأردني.