أصدرت محكمة جزئية في الولاياتالمتحدة اليوم موافقة مبدئية على العرض المقدم من "فولكس فاجن" لتسوية فضيحة تلاعبها في نتائج اختبارات معدل العوادم في سياراتها التي تعمل بمحركات ديزل (سولار) والمتضمن تسوية للعملاء، من أجل إسقاط جزء من المشاكل القانونية للشركة في الولاياتالمتحدة. واعتبر القاضي تشارلز براير عرض التسوية المقدر ب7ر14 مليار دولار "عادل ومعقول" وذلك في جلسة عقدت اليوم في مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية واستمرت ساعتين حيث استمع إلى ممثلي السلطات والمدعين بالحق المدني وشركة صناعة السيارات الألمانية. ويتضمن الاتفاق، الذي وافقت عليه فولكس فاجن الشهر الماضي، تخصيص الشركة لما يصل إلى عشرة مليارات دولار لإعادة شراء أو إصلاح نحو 475 ألف مركبة ديزل تحمل العلامتين التجاريتين فولكس فاجن وأودي وهي السيارات التي كانت مزودة ببرنامج كمبيوتر معقد لتخفيض كميات العوادم المنبعثة من السيارات أثناء الاختبارات مقارنة بالكميات الحقيقية المنبعثة أثناء السير في ظروف التشغيل العادية. كما وافقت الشركة على دفع تعويضات تتراوح بين 5100 وعشرة آلاف دولار لكل مالك مركبة على سبيل التعويض. كما ستنفق الشركة 7ر2 مليار دولار لدعم مشروعات بيئية، إلى جانب تخصيص ملياري دولار أخرى للأبحاث المتعلقة بتخفيض انبعاثات العادم. وسينهي الاتفاق مئات الدعاوى المدنية التي أقامها مستهلكون أمريكيون ضد فولكس فاجن، حيث يمكن لهؤلاء المستهلكون إما قبول العرض الذي قدمته الشركة الألمانية أو الاستمرار في مقاضاتها للحصول على تعويضات أكبر. ويحتاج الاتفاق إلى تصديق القاضي براير الذي ينظر الدعاوى القضائية المقامة ضد فولكس فاجن في الولاياتالمتحدة قبل أن يدخل حيز التطبيق. ومن المقرر أن تعقد المحكمة جلسة استماع نهائية بشأن القضية يوم 18 أكتوبر المقبل. من ناحية أخرى مازالت بعض النقاط في العرض الألماني غير محسومة مثل الخطة النهائية لإصلاح السيارات المتضررة من فضيحة التلاعب. في الوقت نفسه فإن تداعيات فضيحة التلاعب في اختبار العوادم تواصلت في ألمانيا اليوم حيث أضاف الادعاء العام 4 أشخاص جدد إلى قائمة المتورطين في الفضيحة ليصل إجمالي عدد المتهمين إلى 21 متهما، حيث قال المدعي العام كلاوس تسايه لوكالة الأنباء الألمانية : "كما كان الحال من قبل، لا يوجد أعضاء من مجلس الإدارة في هذه المجموعة" الأخيرة من المتهمين. تأمل فولكس فاجن في أن تساعد موافقة براير على الاتفاق الشركة في الخروج من دائرة الفضيحة، التي تفجرت في أيلول/سبتمبر الماضي عندما اعترفت فولكس فاجن بالتلاعب في نتائج اختبارات العوادم في حوالي 11 مليون سيارة من سياراتها في مختلف أنحاء العالم. يذكر أنه في أعقاب موافقة براير على الاتفاق سيكون من حق المدعين قبول عرض التسوية أو رفضه. وستكون موافقة المحكمة على العرض نجاحا جديدا يضاف إلى سلسلة النجاحات المالية التي حققتها فولكس فاجن مؤخرا. كانت بيانات المركز الألماني لإدارة السيارات قد أظهرت أن سيارات فولكس فاجن بما فيها أودي وبورشه قد تفوقت في المبيعات على الشركات المنافسة مثل تويوتا وجنرال موتورز خلال النصف الأول من العام الحالي. وكانت فولكس فاجن قد فاجأت الأسواق بإعلان نتائج النصف الأول من العام الحالي يوم الأربعاء الماضي، والتي أظهرت تراجع أرباح التشغيل بنسبة 22% إلى 3ر5 مليار يورو مقارنة بالنصف الأول من العام الماضي، حيث كانت أرباح التشغيل 8ر6 مليار يورو. وذكرت فولكس فاجن أنها رصدت 2ر2 مليار يورو إضافية للمساهمة في تغطية المخاطر القانونية ذات الصلة بمبيعات السيارات المزودة ببرنامج كمبيوتر معقد للتلاعب بمعدلات العوادم المنبعثة منها في أمريكا الشمالية.