كشف الدكتور محمد ختار جمعة، وزير الأوقاف، عن أن إيران بدأت مؤخرا في انتهاج سياسة استغلال الطلاب الأزهريين من دول أفريقيا، الذين تعلموا اللغة العربية والفقه بالأزهر، وإعادة تدريبهم بعد عودتهم إلى بلدانهم للاستعانة بهم في نشر الفكر الشيعي، وتكليفهم بالعمل على توغل هذا الفكر، وذلك مقابل مرتبات مغرية، وهو ما يسعى الأزهر حاليا للتصدي له، والعمل على تسليح خريجي الأزهر من الدول الأفريقية بالفهم المتعمق للفكر الوسطي المستنير، إضافة إلى عمل برامج للاستعانة بخريجي الأزهر بالدول الأفريقية كمبعوثين رسميين للأزهر برواتب شهرية. وقال وزير الأوقاف، أثناء استعراض رؤيته حول خطة وزارته للدخول إلى أفريقيا أمام اجتماع لجنة الشئون الأفريقية، اليوم، الاثنين، برئاسة اللواء حاتم باشات، إن بعض الدول الأفريقية تسمح بإقامة مجمع إسلامي متكامل بها، بينما دول أفريقية أخرى تطلب بناء الجامع وتقولل لنا "اتكلوا على الله إدارته من حق السيادة الداخلية للبلاد".
وأكد جمعة أن نجاح مصر في نشر الإسلام الوسطي خارجيا من خلال بعثاتها الدينية يتوقف على نجاح الخطاب الديني داخليا، مشددا على أن ضوابط خطبة الجمعة ليس الهدف منها القيد والقمع، وإنما أن نقود الفكر المستنير في العالم، وأنها تأتي مع منظومة متكاملة لتجديد الخطاب الديني، وعودة نظام الكتاب ولكن بشكل عصري لا يسمح للجماعات الإرهابية بخطف رواده من الأطفال وتجنيدهم، خاصة أن الوزارة رصدت مراكز للثقافة الإسلامية بمصر "بتبوظ الدماغ" . وأضاف وزير الأوقاف أن هناك لجنة متكاملة من بين أعضائها أساتذة لعلم النفس والاجتماع لإعداد خريطة ب54 قضية في العام لخطبة الجمعة، لافتا إلى أن خطبة الجمعة المقبلة عن النظافة وستصاحبها حملة دعائية. وقال النائب سيد فليفل إنه على الوزارة أن تقوم بعمل خريطة لمراكز التنصير والتشيع في أفريقيا، التي باتت تأخذ شكل صليب تتمركز غالبية نقاطه بأفريقيا في منطقة حوض النيل، لافتا إلى أن المراكز الإسلامية بإثيوبيا عملت على اختراع مذهب إسلامي جديد هو المذهب الحبشي، وهو خلطة شيعية للمذاهب الإسلامية أدت إلى ترك مذاهب الأئمة الشوافع. وأضاف فليفل أن مصر ممثلة فى الأزهر والأوقاف دورها غائب تمامًا عن بعض الدول الأفريقية، مثل الصومال. وعقب وزير الأوقاف قائلا إن الطرق الصوفية لها تقديرها بالصومال، مشيرًا إلى أنه سيكون هناك اجتماع مع وزيرة التضامن الاجتماعى، والنائب عبد الهادى القصبى، بصفته شيخ مشايخ الطرق الصوفية، وبعض الجمعيات المدنية، لاسيما وأن الأخيرة كانت رصدت 9 ملايين دولار من أجل الصومال منذ فترة طويلة ولم يتم استغلالهم، وسيتم التنسيق معهم للعمل تحت مظلة الدولة. واقترح الوزير تدريب طلابها الوافدين إلى مصر، حتى يذهبوا لبلادهم بأفكار الأزهر بعكس المبعوثين الذين يمكثون لمدة 3 سنوات ويعودوا دون أن يتغلغلوا فى الأحراش. وردًا على تساؤل النائبة مى محمود، أمين سر اللجنة، بشأن عدم وجود مجمع إسلامي مصرى فى جنوب أفريقيا على غرار الجامع التركى فى جوهانسبرج الذى يضم مراكز تعليمية وترفيهية على أعلى طراز، قال الوزير إن "بعض الدول تسمح بإقامة مجمع إسلامى كامل على أراضيها، وتُسلمنا قيادته للإشراف والتعليم والتدريب، ودول أخرى ترفض ذلك، وتقول ابنى الجامع واتكل على الله". وشدد الوزير على أن النجاح الخارجى يتوقف على تجديد الخطاب الدينى، مؤكدًا أن الخطبة المكتوبة ليست قيدًا، وتتحدث عن موضوعات مهمة، مثل الأسبوع الماضى تحدثنا عن عفة اللسان، والأسبوع الحالى سيكون عن النظافة والسلوكيات وهى وسيلة للوصول إلى الدول من خلال ترجمة الخطبة وتصويرها صوت وصورة كاستراتيجية من خطة الدولة لتقديم وتسويق نفسها، والعودة بالكتاب المصرى حتى لا يتم ترك الأطفال فى أيدى الجماعات المتطرفة.