تبادلت تركيا والعراق مذكرات الاحتجاج خلال 24 ساعة فقط إثر الزيارة المفاجئة المثيرة للجدل من جانب وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو لمدينة كركوك شمال العراق وذلك بعد زيارته لمدينة أربيل التي أجرى خلالها محادثات مع رئيس إقليم كردستان العراق بشأن التطورات الجارية في شمال سوريا على الحدود مع تركيا. فقد سلمت وزارة الخارجية العراقية أمس الجمعة مذكرة احتجاج إلى أنقرة بعد أن استدعت القائم بالأعمال السفارة التركية في بغداد كون السفير التركي يزور أنقرة حاليا . وطالبت مذكرة الاحتجاج بتفسير عاجل من أنقرة بشأن زيارة وزير الخارجية أحمد داود أوغلو إلى مدينة كركوك دون علمها. ولم تتأخر أنقرة في الرد ، فقد استدعت أيضا السفير العراقي لدى تركيا عبد الامير أبوطبيخ إلى وزارة الخارجية التركية والتقى معه وكيل وزارة الخارجية التركية فريدون سينرلي اوغلو الذي اعرب له عن عدم ارتياح الحكومة التركية من تصريحات المسؤولين العراقيين. وأكد المسؤول التركي أن السياسة الخارجية التركية "واضحة وشفافة ولا توجد لتركيا أجندة سرية ضد العراق" . وكان داود أوغلو قد توجه من أربيل إلى كركوك الغنية بالنفط أمس الأول الخميس في أول زيارة للمدينة من مسؤول تركي على هذا المستوى منذ 75 عاما. وجاء استدعاء السفير التركي لدى بغداد جراء استياء حكومة المالكي من تطورين الأول زيارة وزير الخارجية داود أوغلو الى مدينة كركوك دون علمهم التي اعتبرها انتهاكا لسيادة العراق ، ثانيا وصول زعيم القائمة العراقية بالبرلمان العراقي إياد علاوي إلى أنقرة فى نفس يوم وصول داود أوغلو إلى كركوك والتقى يوم الخميس الماضي مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان والتقى أمس مع وزير الخارجية أحمد داود أوغلو مما أثار غضب واستياء حكومة نوري المالكي في بغداد لأن الحكومة التركية تقول إنها تعمل على اجتياز كل الخلافات بين زعماء القائمة العراقية "صالح مطلك وإياد علاوي " . ويرى المراقبون أنه من منطلق معارضة إياد علاوي لسياسة المالكي ووقوفه في جبهة ضده فإن زيارته للعاصمة أنقرة مهمة للغاية لان هناك خلافات بينه وبين المطلك الذي يعمل على تولي زعامة القائمة العراقية وهذا الأمر يخدم مصلحة نوري المالكي ولايخدم مصلحة الحكومة التركية.