محللون: طارق فهمي: اضطهاد السود يهدد أمريكا ب"حركات انفصالية" خلال 10 سنوات جهاد عودة: احتجاجات "دالاس" تحتاج لتغيير فكر القيادة الأمريكية سعيد عيسى: المجتمع الأمريكي «مسلح» وبحاجة لتشريعات توقف اضطهاد السود الطرشوبي: أمريكا تأسست على العنصرية ومرور الوقت يعمق من الأزمة حرب شوارع ب"دالاس" .. هكذا تحول المشهد الذي تمارسه الشرطة الأمريكية ضد المواطنين السود إلى عنف مضاد على عمليات إطلاق النار القاتلة. فقد قُتل الجمعة، الماضية، خمسة من رجال الشرطة، وأصيب أكثر من 6 آخرين ومدني بجروح في مدينة دالاس الأمريكية خلال تبادل إطلاق النار مع قناص في الوقت الذي يقوم فيه الرئيس الأمريكي باراك أوباما بزيارة عمل إلى بولندا، للمشاركة في اجتماع حلف الناتو، والذي اكتفى بالدعوة إلى تطهير الشرطة، في حين منعت السلطات الأمريكية الرحلات الجوية فوق مدينة دالاس. وجاءت تلك الأحداث على خلفية قتل الشرطة الأمريكية اثنين من المواطنين السود، لتؤكد انتشار ظاهرة العنصرية، وازدواجية تعامل السلطات مع المواطنين الأمريكيين؛ ما أثار حنق السود وغيرهم من سياسة التمييز العنصري. هذا الأمر الذي طرح تساؤلًا وحيدًا في نفوس الكثير.. "ما مصير الولاياتالمتحدةالأمريكية بعد 10 سنوات قادمة". السطور القادمة تجيب عن ذلك. "تفكك أمريكا وشيك" في البداية، أكد الدكتور طارق فهمي، أستاذ السياسة العامة والخبير في الشئون السياسية بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط وعضو شبكة مراكز الأبحاث الاستراتيجية بواشنطن، أن الاحداث التي تشهدها الولاياتالمتحدةالأمريكية وخاصة ولاية "دالاس" من احتجاجات ضد ممارسات العنفالتي تستخدمها قوات الشرطة ضد "السود" لم تكن جديدة، مشيرًا إلى أن هناك احتجاجات داخليةدائمة بأمريكا ضد أزمات الأقليات وتنديد بالعنصرية. وأوضح "فهمي" في تصريحات ل"صدى البلد" أن القيادة الأمريكية لم تسع لحل أزماتها الداخلية خشية التفكك عقب ما حدث في الإتحاد السوفيتي و كذلك الأوروبي وخروج بريطانيا منه، مؤكدًا أن هناك سيناريو محتملا بأن تنتفض بعض الولاياتالأمريكية للخروج من النظام الفيدرالي - حركات انفصالية- وأن تحقق لها سيادة مستقلة من أجل الحصول على حقوقهم دون اضطهاد أو تقليل وعنصرية. وأشار إلى أن، السيناريو الآخر هو احتواء الأزمات والاحتجاجات الداخلية والفراغات المستمرة بالولايات المختلفة، لافتًا إلى الأزمات الداخلية سيكون ملف مفتوح أمام الرئيس الأمريكي القادم ويستعرض كيفية حلول أزمة المهاجرين والمعاملات مع السود من الأمريكيين و كذلك معاملة الأقليات. "مطلوب تغيير تفكير القيادة" ومن جانبه، أكد الدكتور جهاد عودة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان، أن المجتمع الأمريكي به اضطرابات واحتجاجات داخلية كبيرة، فضلًا على الانقسامات بين افراد الشعب، مشيرًا إلى أن هناك أزمة كبيرة إذا لم يتم احتواؤها حاليًا ستتفاقم. وأوضح "عودة" في تصريحات ل"صدى البلد" أن الإنتخابات الرئاسية ستزيد من الأزمة لعدم رغبة المرشحين هيلاري كلينتون أو دونالد ترامب عرض حلول لإحتواء أزمات الولاياتالمتحدةالأمريكية، والتفكير بطريقة جديدة تدعو لتغير ثقافة العنصرية التي تربى عليها الشعب الأمريكي. كما استبعد أن تؤدي الإحتجاجات الداخلية بالولاياتالمتحدةالأمريكية إلى انقسامات الولايات من الدولة. "لن تتغير" فيما أكد سعيد عيسى، الخبير بالعلوم السياسية بمركز الأهرام الإستراتيجي، أن مستقبل الولاياتالمتحدةالأمريكية عقب 10 سنوات من الآن في ظل اضطهاد الشرطة الأمريكية للسود لن يتغير وستظل الولاياتالمتحدةالأمريكية كما هى، مشيرًا إلى أن الشعب الأمريكي يتعامل بعنصرية منذ القدم والعنصرية مُتجذرة بالشعب ولا يمكنه الاستغناء عنها كونها قناعة ولا يمكن التعامل بين الشرطة والسود بشكل فيه ضبط للنفس. وأوضح "عيسى" في تصريحات ل"صدى البلد" أن المجتمع الأمريكي يعاني مشكلات جعلت حوادث القتل على يد رجال الشرطة متكررة وشبه دورية، منها فكرة حرية حق امتلاك السلاح لجميع المواطنين دون تقنين، فأصبح المجتمع الأمريكي مجتمعًا مسلحًا، فضلًاُ على أن السود ينحدرون من مناطق تنتشر بها الجريمة والشرطة الأمريكية تتعامل مع السود كمجرمين ومشروع مجرم فلذلك تستخدم السلاح وتقتل الشخص الأسود لقناعة وثقافة الأجهزة الأمنية بذلك، مؤكدًا أنه في الحوادث التي وقعت قبل ذلك لم يتم التحقيق مع ضابط شرطة أمريكي تسبب في مقتل رجل أسود. وشدَّد على أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تسعى لإيجاد تشريع يحد من امتلاك السلاح في يد المواطنين، وهو الأمر الذي يرفضه الحزب الجمهوري وإذا نجح المرشح الجمهوري دونالدترامب لن يكون لهذا التشريع محل للطرح، والحل أيضًا يمكن بإقناع الشعب الأمريكي بضرورة ترك السلاح والاستغناء عنه حفاظًا على الدماء. وأشار إلى أن المجتمع الأمريكي نظام فيدرالي مستقل فلذلك لم يكن لحوادث القتل على يد رجال الشرطة أصداء، وتكون الحادثة داخل الولاية التي حدثت بها الواقعة، مؤكدًا أن انتشار حادثة دالاس كان بسبب تصوير أحد الشباب للحادث ونشره على "السوشيال ميديا" مما جعل للأمر أهمية عالمية وتحرك على أثرها الرئيس الأمريكي باراك أوباما، ليزور دالاس. "ترامب" سيعمق من العنصرية وفي السياق ذاته، أكد الدكتور محمود الطرشوبي الباحث في العلاقات السياسية، أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تأسست علي العنصرية، مشيرًا إلى أنه في الأصل كان يعتقد الشعب الأمريكي أن أصل أمريكا هم الهنود الحمر وغيرهم ضيوف على دولتهم، وتطورت العنصرية في عمر الولاياتالمتحدةالأمريكية حتى وصلت إلى اضطهاد السود. وأوضح "الطرشوبي" في تصريحات ل"صدى البلد" أنه إلى فترة قريبة كانت بعض المحال التجارية بالولاياتالمتحدةالأمريكية تكتب على أبوابها "ممنوع دخول الكلاب والسود"، حتى شٌرعت قوانين لإلغاء تلك اللافتات حدًا من العنصرية، وكذلك عندما ترشح الرئيس الأمريكي باراك أوباما لمنصب رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية كتبت الصحف "أول مرشح أسود"، فلهذا تعمقت العنصرية بين الشعب الأمريكي. وأضاف: "العنصرية ستكون سبب من أسباب تفكك أمريكا يوما ما، ولكن هناك العديد من الأمريكان يريدون أن تظل بلادهم بالإتحاد الفيدرالي حتى لا يفقدون قيمة الدولة الأمريكية". كما أشار إلى أن نجاح المرشح الجمهوري دونالد ترامب سيعمق أزمة العنصرية في الشعب الأمريكي ويعمل على زيادة أزمات بلاده مع الدول الأخرى، وقد يلجأ البعض لعمل حركات انفصالية وانقسامات بالولايات خلال السنوات العشر المقبلة.