أكد فالير فرانكو سفير سلوفاكيا بالقاهرة أن بلاده التي سترأس الاتحاد الأوروبي في أول يوليو المقبل مستعدة أن تلعب دورا نشطا في عملية خروج بريطانيا من الاتحاد وأن سلوفاكيا تؤمن أن الاتحاد هو أفضل طريق لها وللقارة الأوروبية معربا عن اسفه لنتائج استفتاء بريطانيا علي عضويتها. جاء ذلك في حديث خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط بمناسبة تولي بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي بدءا من أول يوليو المقبل. وقال "إننا سوف نبذل ما وسعنا لإيجاد حلول دائمة للأزمة التي تواجه الاتحاد الأوروبي وأن تكون مقبولة من جميع دول الاتحاد بينما نركز علي إطلاق مشروعات أوروبية يمكن أن تسهم في تحسين الأحوال المعيشية لمواطني الاتحاد الأوروبي". وأضاف "إننا نطمح خلال رئاستنا أن ندعم المرونة الداخلية والخارجية للاتحاد واستعادة الثقة فيها و التغلب علي التمزق المستمر للاتحاد والسعي للتوصل إلي النتائج التي سوف تسهم في ربط أفضل للدول الأعضاء في السوق المشتركة"، مشيرا إلي أن برنامج سلوفاكيا يرتكز علي أربع مجالات ذات أولوية وهي دعم أوروبا اقتصاديا بهدف تطوير مناخ موات للاستثمار ونمو اقتصادي أفضل وخلق فرص عمل في الاتحاد الأوروبي . وأردف قائلا "العمل علي تطوير السوق الموحدة من أجل المواءمة مع الواقع والتوسع في مجالات جديدة يمكن استغلالها بالكامل من خلال تنفيذ مبادرتين أساسيتين وهما سوق رقمية موحدة و حزمة للطاقة للاتحاد فضلا عن تبني توجه شامل لإدارة أزمة الهجرة وأخيرا تعزيز قدرات أوروبا للاستجابة للتحديات والإسهام في استقرار المناطق المجاورة و دعم مواقفها دوليا . وأكد فرانكو أن سلوفاكيا سوف تستمر في دعم سياسات الجوار الأوروبي بتوجهها جنوب المتوسط بما في ذلك مصر لافتا إلي أن التبادل التجاري بين البلدين بلغ 205 ملايين يورو بنهاية عام 2015 بمعدل زيادة ثلاث مرات عن الأعوام ما قبل عام 2011 وأفاد بأن سلوفاكيا تمتلك إمكانيات في قطاع السيارات والهندسة والالكترونيات والكيمياويات و الطاقة والمطاط و لديها خبرة كبيرة في البنية التحتية وأن الشركات السلوفاكية يمكن أن تقدم إنتاج منافس يمكن أن يستخدم في برامج التنمية المخطط لها وتحديث البنية التحتية والصناعة في مصر ...معربا عن اعتقاده بأنه بالرغم من نمو التجارة الثنائية ألا أن هناك إمكانيات كبيرة للتوسع والتعاون في مجالات كثيرة . ونوه إلي الزيارة التي قام بها ميروسلاف لاجاك نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية والشئون الأوروبية السلوفاكي للقاهرة في مارس الماضي حيث التقي بالرئيس عبد الفتاح السيسي وبوزير الخارجية سامح شكري حيث تم التأكيد علي قوة العلاقات المصرية السلوفاكية التي تتسم بالصداقة والتطور والرغبة المشتركة بتعزيزها أكثر . وأعرب فالير فرانكو سفير سلوفاكيا بالقاهرة عن تقديره لجهود الحكومة المصرية والخطوات الثابتة التي اتخذتها لتطوير مناخ الاستثمار ليكون أكثر تنافسا وجاذبا للاستثمار الأجنبي مشددا علي ضرورة كسب ثقة المستثمرين الأجانب وإقناعهم بالاستثمار في مشروعات تعود بالفائدة في مناخ مستقر و منافس. وأفاد بأن استراتيجية الحكومة المصرية 2030 التي تتضمن مشروعات للتنمية طموحة سوف تنقل الاقتصاد المصري والأحوال المعيشية للشعب المصري لمستوي أعلي وبالطبع فإن قناة السويس الجديدة لها تأثير إيجابي علي نمو التجارة الإقليمية والعالمية بين أوروبا وآسيا وشرق أفريقيا . وأوضح أن بلاده علي استعداد لتقاسم خبرتها مع الشركاء المصريين حيث مرت بمرحلة انتقالية اقتصادية وسياسية واجتماعية عميقة من أجل بناء مجتمع ديمقراطي واقتصاد السوق. وردا علي سؤال حول السياحة الوافدة ، أكد فرانكو أهمية توفير الأمن للسائحين وأن الحكومة المصرية تولي اهتماما كبيرا بهذا المجال مشيرا إلي أن كثيرا من السائحين السلوفاكيين يحبون زيارة المنتجعات السياحية المطلة علي البحر الأحمر والأماكن التاريخية والأثرية في مصر . وردا علي سؤال حول مكافحة الإرهاب ، رحب بمشاركة مصر في جهود المجتمع الدولي لمكافحة الإرهاب في إطار التحالف الدولي الموسع لمكافحة داعش بقيادة الولاياتالمتحدة، مضيفا أن سلوفاكيا عضو في هذه التحالف وتعمل بنشاط في إحدي مجموعات العمل وهي مجموعة العمل لمكافحة تمويل داعش .. مؤكدا إدانة بلاده لكافة أشكال الإرهاب بغض النظر عن جنسية أو ديانة مرتكبيه. وردا علي سؤال حول الأزمة في سوريا ، أكد أهمية وضع نهاية للعنف في كثير من المناطق بسوريا ، وقال " هناك حاجة إلي ممارسة مزيد من الضغوط للالتزام بوقف إطلاق النار خلال شهر رمضان والعمل علي استئناف المباحثات السياسية في أقرب وقت ممكن التي لابد أن تركز دعم وقف إطلاق النار و تحسين إيصال المساعدات الإنسانية ووضع إطار لمرحلة انتقالية سياسية"، ونوه إلي مساهمة بلاده منذ عام 2012 ب 65ر8 مليون يورو لكافة الصناديق للتعامل مع أسباب أزمة الهجرة خاصة النزاع في سوريا . وحول الأزمة الليبية ، أكد أن حكومة الوفاق الوطني هي الفرصة الوحيدة للأمام وتستحق الدعم الكامل وأن هناك مجالا لتسوية حقيقية وأنه من المهم محاربة التشدد والإرهاب، موضحا أن الهجرة غير الشرعية أصبحت أكثر المصادر ربحية للدخل في ليبيا التي ستبقي عنصرا غير مستقر لأوروبا ولأفريقيا.