قالت أكبر وكالة حكومية تراقب إنفاق المساعدات الأمريكية في أفغانستان إن الولاياتالمتحدة أهدرت مليارات الدولارات في مساعدات لإعادة إعمار البلاد خلال السنوات العشر الماضية والآن أصبحت أنشطة طالبان التي استعادت قوتها تهدد ما تحقق من مكاسب. وقال جون سوبكو المفتش العام على عمليات إعادة الإعمار في أفغانستان لرويترز "الأساس أننا أهدرنا الكثير من المال. أنفق مال كثير في بلد صغير ودون مراقبة تذكر. وإذا استمر تدهور الأوضاع الأمنية فإن الخطر قد يهدد حتى المناطق التي أنفق فيها المال بحكمة وتحققت فيها مكاسب." وخصص الكونجرس نحو 113 مليار دولار لعمليات إعادة الإعمار منذ 2001 حين قادت الولاياتالمتحدة قوات غزت أفغانستان وأطاحت بحكم طالبان. لكن إنفاق هذه الأموال شابه فساد وإهدار وسوء إدارة مثلما ورد في سلسلة تقارير أصدرها سوبكو. وعين سوبكو بقرار من الرئيس الأمريكي باراك أوباما ويقود هيئة الرقابة تلك منذ نحو أربع سنوات. وقال سوبكو إن الخفض المزمع للقوات الأمريكية قد يعقد المشاكل التي تواجه عمليات إعادة الإعمار ويزيد من المبالغ التي أهدرت بالفعل وهو يقدرها بمليارات الدولارات. ووفقا لتقرير لسوبكو صدر في أبريل نيسان الماضي تشمل المبالغ التي خصصتها الولاياتالمتحدة لإعادة إعمار أفغانستان تمويل مشاريع لبرامج من أجل مكافحة تجارة المخدرات ومد خطوط كهرباء وتطوير صناعات جديدة وتحسين النظامين البنكي والقضائي وتحديث الزراعة التي يقول التقرير إن العاملين بها يمثلون أكثر من 50 في المائة من القوة العاملة. وبينما رفض سوبكو التعليق على عدد القوات الأمريكية التي يعتقد أنها يجب أن تبقى في أفغانستان فإن تحذيره الجديد قد يزيد الضغط على أوباما لإعادة النظر في الجدول الزمني لخفض عدد القوات الأمريكيةبأفغانستان من نحو 9800 حندي حاليا إلى 5500 بحلول موعد تركه للمنصب في يناير المقبل. وقال مكتب سوبكو إن نحو 951 مليون دولار- أي أقل من واحد بالمئة- من أموال المساعدات تم توفيرها في صورة "تعويضات وغرامات وأملاك مصادرة ومبالغ مستردة ومدخرات وتسويات مدنية" وإنه خلال الفترة بين 2015 و2016 منع 107 من الأشخاص والشركات من التعامل مع الحكومة الأمريكية لمخالفات ارتكبها المتعاقدون. وأضاف سوبكو "حين أنشئت وكالتنا كان نصف هذه المبالغ أو أكثر قد أنفق بالفعل." وخصصت 60 بالمائة تقريبا من أموال إعادة الإعمار البالغة 113 مليار دولار لتدريب وتسليح قوات الأمن الأفغانية. لكن سوبكو قال إن التساؤلات لا تزال تحيط بمدى كفاءة القوات الأفغانية في محاربة طالبان. وقال "إذا لم نستطع معرفة ذلك فلن نتمكن من معرفة إن كانت القوات تحصل على أحذية أو طلقات رصاص أو قنابل أو تحصل على رواتبها. الوضع الأمني سيكون له أثر على كل هذا".