وقعت جامعة الأزهر اليوم بباريس على اتفاقية تاريخية مع المعهد الكاثوليكي بباريس ترمي إلى تعزيز التعاون العلمي والتبادل الجامعي بين الجانبين في خدمة السلام والرخاء المشترك. وقام بالتوقيع على الاتفاقية رئيس جامعة الأزهر د.ابراهيم الهدهد وفيليب بوردين رئيس المعهد الكاثوليكي بباريس، وذلك وسط تواجد كثيف من مسؤولين فرنسيين وممثلي الكنائس الكاثوليكية في فرنسا. وقال د.ابراهيم الهدهد إن الاتفاق يقدم نمطا من التعاون الثقافي ليس غربيا بين الأزهر الشريف وفرنسا، ومن هنا قبل قرنين من الزمان جاء رفاعة الطهطاوي، وعاد إلى مصر وأسس مدرسة الألسن، ومن هنا عاد الإمام محمد عبدة بأفكاره التي تعلمها من تلاقي الثقافات، حيث إن الإسلام علم اتباعه ان الله قد خلق الناس مختلفين، ولكنه لم يرد لهم مع هذا الاختلاف التقاتل والعدوان، وانما أراد يكون وسيلة للتعاون وللتعارف. وأضاف الإسلام علم اتباعه دائما التعامل مع مع كل الأديان والثقافات وهي رسالة عالمية حملها الازهر، موضحا ان الله أنزل الشرائع المختلفة ولكنها جميعها تتجه الى قبلة واحدة هي الله في. وشدد على ان الذين حملوا السلاح على الآخرين لم يتعلموا في الازهر. وأكد انه في الازهر نعلم ابنائنا علوم القران وألسنة والعلوم الانسانية والتطبيقية وأن جامعة الازهر تضم 77 كلية، وبها كافة التخصصات و بها أكثر من 18 الف عضو بهئية التدريس. وأشار إلى أن الأزهر يعلم علوم الدنيا بجانب الاسلام.. فهو يستقبل الطلاب الوافدين من شتى أنحاء العالم وعندنا اكثر من 40 الف طالب من 117 دولة مختلفة بهم هدد كبير يدرسون على نفقة الازهر الذي يتواصل مع العالم كله. فنحن نؤمن بكل الرسل وكل الكتب السماوية. ووصف الدكتور اسامة نبيل المشرف العام على مرصد الأزهر الشريف باللغات الأجنبية هذا لاتفاق بالتاريخي والفريد بين الازهر وجامعة كاثوليكية، حيث سيتيح تعزيز الأبحاث الأكاديمية لا سيما في المجال الأدبي. وأضاف ان الاتفاق سيسمح بدعم الأنسانية من خلال البحث الاكاديمي والمشاركة في الأنشطة البحثية وحوار الأديان مؤكدا انه آن الاوان للانتقال من الكلام إلى الفعل و تطبيق التعاون الفعلي والميداني.