في فيلم الزوجة الثانية .. الفلاح يقف مكتوف الأيدي امام ظلم وجبروت العمدة " ابن النيل" يكشف زهد الفلاح في الأرض الزراعية وهجرته للمدينة فيلم "الحرام" يتحدث لأول مرة عن عمال "التراحيل" الشريحة الاجتماعية المعدومة بعد تصاعد ازمة الفلاح المصري في مجلس النواب والتي نشأت من خلال عدم تصريف غلاتهم الزراعية وخاصة محصول ( القمح )، ما جعل مجلس النواب ينتهي إلى إنشاء مجلس أعلى للزراعة المصرية ليقضي على مشاكل الفلاح الحقيقية وضرورة الاهتمام بالفلاح المصري وحل مشاكله. "صدى البلد" يفتح ملف الفلاح المصري علي الشاشة السينمائية وكيف صورته الاعمال السينمائية هل انصفته .. وكشفت عن مشاكله والتحديات التي واجهته ..أم أن السينما تجاهلت تلك المشاكل وجملت صورته. " الزوجة الثانية" من انتاج عام 1967 هذا الفيلم يعتبر من أهم الاعمال الفنية التي تناولت صورة الفلاح المصري الذي يقف عاجزا امام جبروت وسطوة وفهر السلطة المتمثلة في هذا الفيلم في (عمدة ) القرية فقد تناول الكاتب احمد رشدي صالح في روايته والتي قام الفنان سعد الدين وهبة مع المخرج صلاح ابو سيف بعمل السيناريو والحوار لتلك الرواية كيف تغلبت سلطة وسطوة المسئول علي الفلاح المصري وسلبه ابسط حقوقه وهي العيش في هدوء ينعم بزوجته وأولاده. فقد كشف مخرج الوافعية صلاح ابو سيف مدي الظلم الذي تعرض له الفلاح المصري من جراء جبروت العمدة بطريقة فنية غاية في البساطة من ظهور تلك المعاناة النفسية عندما يسلبه سعادته وامنه في منزله المتواضع بعدما اصر العمدة ان يتزوج من الخادمة (فاطمة ) التي تعمل في منزله والتي جسدت دورها الفنانة الراحلة سندريلا الشاشة سعاد حسني بالتالي اجبر زوجها (ابو العلا ) الذي جسد دوره الفنان الراحل شكري سرحان علي تطليقها والزواج منها لتأتي اللقطة الفنية الصادقة عندما قررت الزوجة ان تنتقم من العمدة والرجوع الي زوجها واولادها. "ابن النيل" من انتاج عام 1952 هذا الفيلم من اشهر الافلام التي تحدثت عن الفلاح المصري والذي اخرجه المخرج العالمي يوسف شاهين وهو لا يزال في اوائل العشرينيات من عمره فقد تعرضت السينما في ايام الفن في الزمن الجميل لزهد الفلاح عن العمل في الارض الزراعية ورغبته في الانتقال الي الحضر والنزوح الي المدنية فقد درات قصة الفيلم التي كتبها يوسف شاهين مع نيروز عبد الملك حول الفلاح (حمدان ) الذي جسد دوره الفنان شكري سرحان الشاب الريفي الذي يستغل سذاجة(زبيدة) التي جسدت دورها الفنانة فاتن حمامة ويعتدي عليها برغم حبه لها ليصاب بالتخبط وفقدان توازنه ,يظهر تذمره من حياته الريفية فهو يضيق بحياة الريف وذلك الوادي الضيق الذي يحرمه من تحقيق طموحاته ليفوم بالتعلق بالقطار الذي يمر ببلدته الي القاهرة ليهرب من واقعة المؤلم. وقد وصل الراحل يوسف شاهين الي العالمية فقد شارك به في مهرجان (كان ) لبيهر صناع السينما العالميين عندما شارك به في دورات مهرجان (كان ) عام 1956. "الحرام" من انتاج عام 1965 الفيلم يعتبر من روائع الانتاج السينمائي فقد اكتملت جميع عناصر نجاحه حيث كتبه الكاتب والاديب يوسف ادريس وقام الكاتب سعد الدين وهبة بعمل السيناريو والحوار له ليقوم المخرج هنري بركات بإخراجه مع نخبة من ألمع نجوم الزمن الجميل فقد جسدت دور (عزيزة ) الفنانة فاتن حمامة تلك الفلاحة وزوجها الذين عملوا ضمن عمال (التراحيل) حيث يصاب الزوج ذلك الفلاح الفقير الكسير الذي جسد دوره الفنان عبد الله غيث بالمرض يقعده عن العمل لتقوم الزوجة باعالة اسرتها والترحل مع العمال الي القري الاخري لتنقيه (الدودة ). وقد استحق الفيلم أن يحصل على الترتيب الرابع في قائمة افضل عشر افلام في تاريخ السينما المصرية من خلال تعرضه لدراما ملحمية تعبر عن الواقع في الريف المصري ويتحدث لاول مرة عن شريحة اجتماعية بائسة معدمة من قاع السلم الاجتماعي وهي شريحة عمال التراحيل التي تحوي بها تلك الفلاحة الفقيرة التي تتحمل قدرا كبيرا من الضغوطات النفسية الاجتماعية والمعيشية في سبيل اعاشة اسرتها وتعرضها للاغتصاب من قبل احد شباب القرية وبالتالي فهو سلط الضوء علي السقوط الاخلاقي في العلاقات السائدة في الريف المصري. "الأرض" من إنتاج عام 1970 هو أحد أهم افلام السينما المصرية التي تعرض لواقع الفلاح المصري الاجير مع ملاك الارض فقد تناول معاناة الفلاح مع السلطة المتحكمة في تحديد حصة مياة الري والتي تعد من اهم اساسيات الحياة في الريف المصري ففي احداث الفيلم يفاجأ اهل القرية بقرار حكومي بتقليل نوبة الري الي 5 ايام بدلا من 10 ايام ليقوم (العمدة ) بإبلاغ الفلاحين ان كمية الري اصبحت ناقصة. يعرض الفيلم الذي قام بإخراجه يوسف شاهين عن قصة الكاتب عبد الرحمن الشرقاوي عن نضال الفلاحين المصريين ضد الاقطاع في الثلاثينيات القرن الماضي ولكن في نفس الوقت فهو يسلط الضوء علي واقعنا الحاضر من خلال اسقاطات تتحدث عن صراعنا الحضاري ضمن رؤية سياسية اجتماعية عن واقع الريف المصري، وذلك من خلال التصدي لسلطة الحكومة من خلال محمد افندي الذي جسد دوره الفنان عزت العلايلي والاقتراح بكتابة (عريضة ) لإنصاف الفلاح المصري وعودة حصة المياة اليه ما جعل من الفلاح الاجير محمد سويلم الذي جسد دوره الفنان الراحل محمود المليجي بالتصدي لهذا الظلم وعندما يفشل يتم سحله من قبل السلطات الحاكمة علي الارض وهو يحاول التشبث بأرضه.