دعت نحو 24 حركة سياسية، جموع المصريين إلى المشاركة فى مليونية جمعة "رد الاعتبار" بميدان التحرير، وارتداء ملابس الحداد السوداء من أجل تأبين شهداء شارع محمد محمود، وكل الشهداء الذين سقطوا خلال المرحلة الانتقالية. وطالبت القوى السياسية بضرورة محاكمة الأجهزة الأمنية المتورطة في مذبحة شارع محمد محمود، سواء من قبل الجيش أو الشرطة، مشددة على ضرورة رد اعتبار الشهداء الذين لم ينالوا ما يليق بهم من الاحتفاء حتى اليوم -على حسب قولهم.
وقالت إن فعاليات مليونية "رد الاعتبار" ستبدأ بمسيرة بالنعوش الرمزية من مسجد مصطفى محمود بالمهندسين، بعد صلاة الجمعة، على أن يتلقى أهالى الشهداء وشباب الثورة العزاء في سرادق بميدان التحرير، أمام شارع محمد محمود، حتى الساعة السادسة مساء. وأكد طارق الخولى، المتحدث الرسمى باسم حركة 6 أبريل "الجبهة الديمقراطية"، أن الدماء التي سالت في شارع محمد محمود هى التى أجبرت المجلس العسكري على الإعلان عن جدول زمني لتخليه عن السلطة، وعملهم على توفير التأمين للعملية الانتخابية، وإنهاء الانفلات الأمني المريب الذي نعاني منه منذ تسعة أشهر، كما أجبر المجلس العسكري على إسقاط حكومة شرف المرتعشة. فيما حذر رامز المصرى، مسئول تنظيم الجبهة الحرة للتغيير السلمى، من محاولات البلطجة المنظمة، واستخدام القوة المفرطة من قبل الشرطة. وأكدت الجبهة، فى بيان لها، أن مشاركتها فى المليونية تأتى لتخليد الشهداء فى مذبحة 19 نوفمبر الماضى، وأعلنت تمسكها بضرورة تشكيل حكومة الإنقاذ الوطنى برئاسة الدكتور محمد البرادعى، فى إشارة لرفضها لحكومة الدكتور كمال الجنزورى.
كما ربطت بين المليونية وانتهاكات المرحلة الأولى للانتخابات، سواء باستخدام شعارات دينية أو قيام مندوبى المرشحين بالعمل كموظفين لإدارة العملية الانتخابية داخل اللجان، مؤكدة أن ذلك يسفر عن مجلس شعب قديم فى الأداء . وأعلنت عن عدم ثقتها فى الأحزاب التى قامت بالتعدى الفاضح والعلنى على سيادة القانون وإجراءات العملية الانتخابية المتمثلة فى حظر الدعاية أثناء الانتخابات بوضع دستور مصر الثورة، خاصة أن الثورة المصرية ودماء شهدائها لا تستحق برلمانًا ديكوريًا بلا صلاحيات نيابية حقيقية وكاملة يعطى غطاء دينيًا للحكم العسكرى تلبية لإملاءات الإدارة الأمريكية والسفيرة الجديدة بالقاهرة القادمة من باكستان فى محاولة مفضوحة من قوى الظلام لجعل مصر باكستان أخرى. وقال أحمد بلال، مسئول اللجنة التنسيقية باتحاد الشباب الاشتراكى، إن مطالبهم فى مليونية الغد هى تسليم السلطة لحكومة الإنقاذ الوطنى وتشكيل مجلس رئاسى مدنى، خاصة أن دماء شهداء المرحلة الانتقالية سالت من أجل هذه المطالب، وعدم الحصول عليها يعد خيانة لدم الشهداء، موضحا أنهم سيظلون معتصمين فى الميدان لحين تحقيق أهداف الثورة، ومن ثم لا يوجد اعتراف بحكومة الجنزورى أو الالتزام بقراراتها لأننا لن نرتضى بها. وأشار بلال إلى أن بعض شباب الثورة سيشاركون فى المليونية بتغطية واحدة من عيونهم تضامنا مع المصابين الذين فقدوا نور أعينهم فى شارع محمد محمود. ومن القوى التى ستشارك فى هذه المليونية، حزب التحالف الشعبي الإشتراكي، حملة دعم البرادعي، ائتلاف شباب الثورة، شباب 6 أبريل "الجبهة الديمقراطية" واتحاد شباب ماسبيرو، حركة شباب من أجل العدالة والحرية، وصفحة الغضب الثانية، والاشتراكيون الثوريون.