لم يكن لأحد أن يتخيل أن المرشح السابع والأخير في سباق إنتخابات رئاسة الاتحاد الدولي للعبة الأولى عالمياً كرة القدم سيتوج برئاسة الإتحاد الدولي للعبة، في ظل وجود كوكبة كبيرة من القامات الكروية العالمية التي منحت عمرها للعبة وعلى رأسهم الفرنسي ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي الموقوف بشأن تهم فساد وجهت اليه وقضت لجنة الطعون بإيقاف مزاولته للعبة لمدة 6 سنوات بجوار سيب بلاتر، بالإضافة الى تواجد الأمير علي بن الحسين شقيق الملك عبد الله ملك الأردن، ونائب رئيس الاتحاد الدولي الذي خسر الانتخابات السابقة أيضاً أمام سيب بلاتر. جاء جياني إيفانتينو ذو الأصول الإيطالية والجنسية السويسرية صاحب ال 45 عاماً ليؤكد قوة الاتحاد الأوروبي في فرض سيطرته على اللعبة مجدداً بعد نجاح مرشحها في حصد الصوات بعدما قادته الظروف القاسية التي واجهت «فيفا»، ليكون المرشح الإحتياطي هو السبيل الوحيد أمام الأوروبيين للفوز برئاسة الاتحاد الدولي، حيث استفاد إيفانتينو من مهنته كمحام مؤهل، يتحدث الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإسبانية والإيطالية بطلاقة، بجانب اللغة العربية في الدفاع عن حلمه برئاسة الاتحاد الدولي. التحق انفانتينو ب "يويفا" في أغسطس عام 2000، وعمل على مجموعة من الملفات القانونية والتجارية والمهنية لكرة القدم، ثم عين مدير شعبة الشؤون القانونية وتراخيص الأندية بالاتحاد في يناير عام 2004، ووصفه الموقع الرسمي لل "يويفا" بأنه "طوال وقت عمله قاد العمل على تعزيز العلاقات وتكوين روابط وثيقة بين الاتحاد الأوروبي ومجلس أوروبا والسلطات الحكومية". كما أشرف انفانتينو على تطبيق قاعدة "اللعب المالي النظيف" التي تلزم الأندية بأن تتساوى إيراداتها مع مصروفاتها قبل المشاركة في المسابقات الأوروبية، إلى أن تمت ترقيته لمنصب نائب الأمين العام لل "يويفا" قبل أن يصبح الأمين العام في عام 2009. وقبل انضمامه إلى الاتحاد الأوروبي، عمل انفانتينو كأمين عام للمركز الدولي للدراسات الرياضية CIES في جامعة نيوشاتيل السويسرية، كما كان مستشاراً لمجموعة متنوعة من هيئات كرة القدم في إيطاليا وسويسرا وإسبانيا، ومن الكلمات المأثورة عنه حول كرة القدم قوله: "كرة القدم هي الشغف، كرة القدم هي العاطفة، كرة القدم هي التسامح، كرة القدم هي الاحترام، كرة القدم هي السحر". في 26 أكتوبر وافقت اللجنة التنفيذية بالاتحاد الأوروبي لكرة القدم «يويفا»، بالإجماع على دعم انفانتينو كمرشح في الانتخابات المرتقبة على رئاسة الاتحاد الدولي للعبة "فيفا"، وأصدر بياناً قال فيه: "يسعدنا إعلان جياني ترشحه وهو يعلم جيداً أننا نسانده بشكل كامل في حملته لرئاسة (فيفا)"، وذكر البيان أن هذا الدعم جاء "بعد التشاور بين الاتحاد الأوروبي والاتحادات الأهلية من مختلف أنحاء العالم"، وأضاف البيان: "الانتخابات القادمة لاختيار رئيس جديد تمثل لحظة عصيبة في قيادة اللعبة وفي مستقبل (فيفا) نفسه.. نؤمن بأن جياني انفانتينو يملك كل المقومات المطلوبة لمواجهة التحديات الهائلة المنتظرة، وقيادة المنظمة على طريق الإصلاح لاستعادة مصداقية "فيفا" ونزاهته". أما جياني انفانتينو فقد أوضح أن برنامجه الانتخابي سيتركز على "الحاجة إلى الإصلاح، وإلى اتحاد دولي يخدم مصالح جميع الأعضاء ال 209؛ صغيرهم وكبيرهم"، وعلى "ضرورة وضع كرة القدم وتطوير اللعبة على قمة أولوياته"، وتابع: "في حال فوزي بالانتخابات فإنني سأقود عملية التغيير بالتعاون مع كل الراغبين في مؤسسة تستحق قيادة اللعبة الشعبية الأولى على مستوى العالم بنزاهة واحترام".