قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إن الاتفاق الذي أعلنته القوى الدولية بشأن العمل لوقف إطلاق النار في سوريا قوبل بحالة من التشكك والتحدي من جانب الأطراف المتنازعة بينما سادت حالة من الارتباك بشأن المناطق السورية التي سيشملها الاتفاق وكيفية وصول المساعدات الإنسانية إليها سريعا في الوقت نفسه. وأضافت الصحيفة الأمريكية أن هناك كثيرا من التفاصيل التي ينبغي بحثها في حين أن النجاح المحدود الذي حققته اتفاقات الهدنة السابقة في سوريا يبشر بإمكانية تحقيق تقدم نحو تسوية الأزمة السورية المندلعة منذ خمس سنوات. غير أن الصحيفة أشارت إلى أنه من غير الواضح إذا كان الاتفاق سيشمل مدينة حلب والتي أدى قصف النظام السوري لها إلى خلق لاجئين جدد يصلون إلى عشرات الآلاف. وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر إن الولاياتالمتحدة تأمل في أن يدخل الاتفاق حيز التنفيذ في غضون أسبوع لكن ليس من الواضح بعد ما إذا ستستطيع القوى الدولية أن تدفع مختلف الاطراف الى تطبيقه. وأضاف تونر أنه إذا تم تطبيق اتفاق وقف الاعتداءات في غضون اسبوع سيكون ذلك انجازا كبيرا وسيتضح بعد ذلك الطرف الذي يؤيد الارهاب. وتقول الصحيفة إن الرئيس السوري بشار الأسد والمعارضة السورية لم يعلنا رسميا قبولهما الاتفاق الذي توصلت إليه الدول التي تساند كل من الأطراف المختلفة بما في ذلك الولاياتالمتحدة وروسيا وإيران وتركيا. ويأتي ذلك في الوقت الذي واصل فيه الرئيس بشار نبرة التحدي في خطابه حيث تعهد باستعادة كافة الأراضي السورية وهزيمة معارضيه سواء الميليشيات المتشددة أو عناصر المعارضة السورية. وأعرب وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف عن أمله إزاء تفعيل الاتفاق قريبا. وتقول الصحيفة الأمريكية إن الاتفاق أعطى الرئيس الروسي فلاديمير بوتن وحلفائه مساحة زمنية مهمة لدعم المكاسب التي تم تحقيقها في ميدان المعركة بالمناطق المحيطة بمدينة حلب وتعزيز موقف النظام السوري وبالتالي منع اي جهود لدفع بشار للتخلي عن السلطة قريبا. ومن المقرر أن يقود وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الروسي لافروف المباحثات التي ستحدد المناطق السورية التي يسيطر عليها تنظيم "داعش" و"جبهة النصرة" واللذان يعتبران من الجماعات الإرهابية وبالتالى يتم استبعادها من اتفاق وقف اطلاق النار. ويرى المسئولون أن الخلاف لا يزال حول مدينة حلب حيث يقول الجانب الروسي إنه يستهدف الجماعات الإرهابية في المدينة بينما ترى الإدارة الامريكية أن موسكو تسعى إلى ضرب عناصر المعارضة السورية الموجودة هناك.
