كاتالونيا ..أغنى وأكبر الأقاليم "فرانكو"..وراء تزايد الشقاق الكاتالوني- الإسباني 81 % من سكان الإقليم يؤيدون الاستقلال الاتحاد الأوروبي وراء حلم الاستقلال وجه برلمان اقليم كاتالونيا الإسباني ضربة قوية للحكومة الإسبانية بانتخابه الانفصالي كارليس بوتشدمون رئيسا للإقليم، ليثير المزيد من المخاوف حول احتمالات تحول حلم دعاة الاستقلال بالانفصال عن اسبانيا إلى حقيقة بحلول عام 2017 على ابعد تقدير. ففور اعلان النتيجة صاح الرئيس الجديد للاقليم "تحيا كاتالونيا الحرة". راخوي.. يتوعد وفيما ينذر بالمزيد من الأزمات، أكد رئيس الحكومة الاسبانية ماريانو راخوي انه لن يتسامح مع اي عمل يهدد وحدة اسبانيا. وشدد في كلمة مباشرة من مدريد من تنصيب رئيس كاتالونيا في برشلونة: "ان الحكومة لن تسمح باي عمل يفترض ان يمس بوحدة اسبانيا وسيادتها". حكاية كاتالونيا يقع اقليم كاتالونيا في شمال شرق إسبانيا ، و تبلغ مساحة الاقليم حوالي 32106 كلم ، و هو يعتبر سادس أكبر منطقة من حيث المساحة في إسبانيا عاصمة الاقليم هي مدينة برشلونة التي يزيد عدد سكانها عن الخمسة ملايين نسمة . أما المقاطعات الأخرى التي يتألف منها الاقليم هي جرندة، لاردة وطراغونة ، ويتكلم سكان الاقليم اللغتين الكتالانية والاسبانية وبدأ استياء الكاتالونيين في الآونة الأخيرة مع الخصومات الضريبية المتأرجحة التي كانت حكومة ماريانو راخوي تفرضها عليهم، وهي تعمل على تطبيق إجراءات التقشف التي طالب الاتحاد الأوروبي الحكومات الأوروبية باتخاذها.ما أدى الى تعزيز النزعة الانفصالية لدى اليمينيين واليساريين. وعبر 57%من سكان الاقليم عن دعمهم للاستقلال التام عن اسبانيا. وحصل اقليم كاتالونيا على الحكم الذاتي عام 1931 خلال الجمهورية الثانية الإسبانية (1931)، حيث تميزت هذه الفترة بالاضطرابات السياسية ثم علق العمل به بعد تسلم الجنرال فرانسيسكو فرانكو الحكم في 1936 وحتى وفاته سنة 1975، قمع نظام فرانسيسكو أي نوع من الأنشطة العامة المرتبطة بالقومية الكاتالانية، الأناركية، الاشتراكية، الشيوعية أو الديمقراطية، بما في ذلك نشر الكتب عن هذه المواضيع أو ببساطة مناقشتها في جلسات مفتوحة كجزء من هذا القمع، تم حظر استخدام الكاتالونية في المؤسسات التي تديرها الحكومة وخلال المناسبات العامة. وتعرض رئيس كاتالونيا للتعذيب في ذلك الوقت، وأعدم لجريمة "التمرد العسكري" من قبل نظام فرانكو ، اعيد العمل بقانون الحكم الذاتي في كاتالونيا في 1979، وبعد الانقلاب العسكري في 1981 اقرت الحكومة بوجود 17 اقليماً مع خصوصية لاقليمي الباسك ونافارا في تحصيل ضرائبهما، واستثناء كاتالونيا من هذا الحق. العداء بين إسبانيا وكاتالونيا يعود العداء بين كاتالونيا وأسبانيا لفترة طويلة حيث ان الكتالونيين استمروا في نضالهم ضد الجنرال فرانسيسكو فرانكو منذ عام 1936 حتى عام 1975 منذ ذلك الحين، ازدهرت كاتالونيا في كل شيء، وأصبحت المنطقة الاقتصادية الرائدة في اسبانيا مع ما يقرب من 20٪ من الناتج القومي الإجمالي لهذه المنطقة التي تشكل 6٪ فقط من مساحة اليابسة في اسبانيا و 15٪ من السكان اشتداد سوء الأحوال الاقتصاية في اسبانيا ادى الى تعميق الازمة، فسكان كاتالونيا يشعرون بالاحباط فهم يزعمون ان كاتالونيا تقوم بتحويل 20 مليار يورو إلى الحكومة المركزية، وأن هذه التحويلات ادت الى إفلاس المنطقة ما اجبر جكومة كاتالونيا على وضع خطة انقاذ ففرضت سياسة تقشف وهذا ما أدى إلى تدني في الرعاية الصحية، والتعليم، وغيرها من الخدمات. ويعتقد الكتالونييون المطالبون بالاستقلال ان كاتالونيا هي أمة لديها تاريخ لغة وثقافة، وقد ساهم اضطهاد الجنرال فرانكو لشعب كاتالونيا في بداية القرن العشرين بزيادة النزعة الانفصالية لشعب لهذا الاقليم. ويرى الكتالونيون أن اقتصاد كاتالونيا تضرر كثيرا بسبب سياسات الحكومة الإسبانية، حيث ان هذه الأخيرة فرضت ضريبة تقدر ب 10 % من الناتج المحلي الإجمالي لتصل إلى 20 مليار يورو في المقابل ليس هناك استثمارات او خدمات اجتماعية توازي هذه الضريبة الباهظة كما هناك عجز في الا ستثمار في البنى التحتية لأن الحكومة الإسبانية لا تريد أن تكون برشلونة أفضل من مدريد. استفتاء رمزي وتم إجراء استفتاء حق تقرير المصير –بصورة رمزية غير ملزمة- بالفعل في نوفمبر 2014 ، وجاءت النتائج لتعلن أن 81% من المشاركين يوافقون على الانفصال، وإعلان دولة مستقلة، بينما أيد 10% الانفصال دون إعلان دولة مستقلة. وأعلنت الحكومة المحلية أن 2.3 مليون قد شاركوا بالتصويت، دون أن تعلن نسبة المشاركة النهائية للمصوتين، وهو عدد كبير. وكانت المحكمة الدستورية قد أصدرت حكما يمنع إجراء الاستفتاء، استنادا إلى الدستور الإسباني الذي ينص على أن إسبانيا أمة موحدة لا تنقسم، وبالتالي فإن انفصال الإقليم يعد إسقاطا للدستور، وهو مالا يمكن السماح به. الاتحاد الأوروبي.. مدان ويعتبر إقليم كاتالونيا أهم الأقاليم التي تسعى إلى الاستقلال، ثم تقديم نفسها إلى الاتحاد الأوروبي بوجه جديد بعيدا عن إسبانيا التي أرهقتها الأزمة الاقتصادية، مما يجعل من الاتحاد الأوروبي الجاني الأول الذي يغذي النزعة الانفصالية في العديد من الدول، التي تهدد بتفتيت هذه الدول.