يجتمع مبعوث الأممالمتحدة الخاص بسوريا ستافان دي ميستورا اليوم السبت (9 يناير كانون الثاني) مع مسؤولين في الحكومة السورية بوزارة الخارجية قبل المحادثات الخاصة بالعملية السياسية في سوريا والمقررة في جنيف هذا الشهر. وتأتي زيارة دي ميستورا بعد يوم من اعلان جماعات معارضة سورية أنها تتعرض لضغوط دولية لتقديم تنازلات من ِشأنها إطالة أمد الصراع في البلاد مما يعزز شكوكها حيال جولة جديدة من محادثات للسلام ترعاها الأممالمتحدة من المقرر أن تجري في الخامس والعشرين من الشهر الجاري. ويبرز بيان الفصائل المعارضة قلقها المتنامي من العملية السياسية بما في ذلك غياب أي ذكر لمستقبل الأسد وهي نقطة خلاف جوهرية بين الأطراف المتحاربة. وأبلغ قادة المعارضة دي ميستورا بأن على الحكومة السورية اتخاذ خطوات لتأكيد حسن النوايا قبل أي مفاوضات ويشمل ذلك وقف قصف المناطق المدنية ورفع الحصار عن مناطق تسيطر عليها المعارضة وإطلاق سراح سجناء. وابدى دي ميستورا تفاؤله في تصريحات للصحفيين عند مغادرته فندقا في دمشق لحضور اجتماعات. وقال "بعد ذلك (دمشق) سأواصل جولتي في طهران لذا من السابق لأوانه الادلاء باي تصريحات. مهمتي التحلى بالتفاؤل دائما كما تعلمون جيدا." وفي وقت لاحق اذاع التلفزيون السوري أن الحكومة السورية ابلغت مبعوث الأممالمتحدة أنها مستعدة للمشاركة في محادثات جنيف ولكن أكدت على ضرورة الحصول على قائمة بأسماء شخصيات المعارضة السورية التي ستشارك. يأتي هذا التحرك الدبلوماسي بعد أن تبنى مجلس الأمن في 18 ديسمبر كانون الأول قرارا بالموافقة على خطة دولية للسلام في سوريا. ودعمت الخطة كل من الولاياتالمتحدة وروسيا وهما على طرفي نقيض في تأييد جانبي الصراع. وتشمل الخطة وقف إطلاق النار في أنحاء سوريا وإجراء محادثات لستة أشهر تبدأ في يناير كانون الثاني بين حكومة الأسد والمعارضة لتشكيل حكومة وحدة. وقالت فصائل المعارضة إن زيارة دي ميستورا لدمشق تسلط الضوء على موقف الحكومة السورية وتقدم فكرة أوضح عن امكانية استمرار المفاوضات. ووصل دي ميستورا إلى دمشق أمس الجمعة (8 يناير كانون الثاني). وأدى تصاعد التوتر بين السعودية وإيران إلى زيادة الشكوك المحيطة بهذه الجهود الدبلوماسية الأخيرة. وتدهورت العلاقات بين البلدين منذ أعدمت السعودية رجل الدين الشيعي نمر النمر السبت الماضي. ويمثل الدعم الإيراني والروسي أمرا حيويا للأسد في حين تعتبر السعودية داعما رئيسيا للجماعات المسلحة التي تقاتل لإسقاطه ومن بينها فصائل وقعت على البيان الصادر يوم الجمعة.