تماما مثل الملازم الأول محمود الشناوي المتهم بقنص عيون الثوار، عاش هذا المتلون حياته كلها باحثا عن فرص ليقتنصها طمعا في التكسب والشهرة على قاعدة "اكسب واكذب". من قريته جاء وفي صدره بقايا حلم ثوري ونقاء ريفي، وسريعا حدد هدفه "اكسب من أي مكان يأتيك منه المكسب"، باع زملاءه في اليسار، وتعاون مع أجهزة القمع والفساد، ونال مكافأة فورية حولته إلى نجم في سن مبكرة.. نام في خيمة القذافي ودافع عن الزعيم القومي الوحدوي عقدين من الزمان وقبض الثمن، ثم سبه وشتمه وهجاه بعد موته طبعا.. جلس بين يدي صدام حسين باكيا على أطفال العراق وحصار بغداد وقبض الثمن، ولم يعد يذكر اسمه أبدا.. هتف في حضرة بشار الأسد ضد الامبريالية والصهيونية وقبض الثمن، وينتظر نهايته ليلعنه. ادعى أنه معارض لنظام مبارك وراح يتمرغ في أحضانه، ويقدم فروض الطاعة للوريث، وطرح نفسه طوال الوقت بديلا عن رجاله في الصحافة القومية، وخاض كل حروب صفوت الشريف وكمال الشاذلي بالوكالة، ضد المعارضين أو المنافسين المراد الخلاص منهم. بقى القناص المتلون مخلصا لذاته ومصالحه، وراح يهاجم أحد ممثلي الضمير الصحفي (إبراهيم عيسى)، ودافع باستماتة عن صفقة الوكيل والسمسار التي اغتصبت الدستور تمهيدا لإيقاف مدفعية القذف مع دخول سيناريو التوريث مراحله الأخيرة. ونصب نفسه بنفسه متحدثا باسم المجلس العسكري، وصمت عندما داست أقدام العسكر الثوار وسحلتهم وعرت الحرائر أمام مجلس الوزراء، وتباكى وهو يدعي أن هناك مؤامرة لإسقاط الدولة، واحتشد وراء الجنرالات في موقعة العباسية، واعتبر الدماء المسالة هناك رخيصة بلا ثمن، وانحاز للجنزوري لأنه خيار المشير فقط، ودافع عنه لأن الفريق يريد بقاءه، وحاول رد الجميل للسادة الجدد متهما ضمير مصر (محمد البرادعي) بتنفيذ أجندات خارجية هو يعلم تماما من أين تأتي الأجندات وأين توجه. تغيرت نبرة صوته وادعى الحكمة بأثر رجعي، ثم رسم على وجهه قناعا من التقوى المصطنعة إثر ظهور نتائج الانتخابات البرلمانية بعدما أقنع الإخوان بالتصويت له لينال الحصانة في برلمان الكتاتني كما نالها في برلمان أحمد عز. صمت كعادته عندما سافر 19 أمريكيا أمام أعيننا في قضية التمويل الأجنبي، وراح يهاجم شباب الثوار ليغطي فضيحة سادته الجدد. في انتخابات الرئاسة، وضع قدما مع الفريق شفيق والأخرى في معسكر البديل مرسي، ومد ذراعا للقوى المدنية والثورية وطال بالأخرى قوى الإسلام السياسي ليحصد مغانم كل الغزوات. شيء واحد لم يحسب حسابه القناص، أن كل الأقنعة سقطت وانكشف الوجه القبيح- ليس في صفوف النخبة فقط- ولكن في أوساط البسطاء الذين حاول خداعهم طوال حياته، وسيلقى قناص الفرص مصير قناص العيون..