قالت روسيا اليوم الثلاثاء ان التوازن بين العرض والطلب قد يعود الى سوق النفط العالمية بحلول نهاية العام القادم إذا لم يرفع المنتجون انتاجهم من المستويات الحالية. وتراجعت اسعار النفط عن 40 دولارا للبرميل للمرة الاولى منذ اواخر 2008 بعد أن فشلت منظمة اوبك في الاتفاق على سقف للانتاج اثناء اجتماعها الوزاري في وقت سابق هذا الشهر. وتتنافس روسيا مع السعودية كأكبر منتج للنفط في العالم ورفضت دوما خفض الانتاج او التعاون مع اوبك وهو ما يزيد فعليا تخمة المعروض العالمي بضخها الخام عند أعلى مستويات منذ انهيار الاتحاد السوفيتي. وأبلغ وزير الطاقة الروسي الكسندر نوفاك محطة تلفزيون روسيا-1 "أولا سياستنا تتضمن الحفاظ على الانتاج عند 525-530 مليون طن (سنويا) وفقا لاستراتيجيتنا للطاقة" معطيا ارقاما للانتاج تعادل 10.5-10.6 مليون برميل يوميا. وفي نوفمبر تشرين الثاني ضخت روسيا النفط عند مستوى بلغ 10.78 مليون برميل يوميا وهو الاعلى منذ انتهاء العهد السوفيتي وامتنعت عن ارسال وفد الى اجتماع اوبك الذي عقد في الرابع من ديسمبر كانون الاول. وقال نوفاك "نعتقد انه إذا كان لدى كل الدول التي تعمل الان في السوق سياسة لعدم زيادة الانتاج... عندئذ فانه قد يحدث توازن بين الطلب والعرض بحلول نهاية 2016 ." وقال مسؤولون روس في السابق ان اسعار النفط المنخفضة من شانها ان تدفع الانتاج المرتفع التكلفة مثل النفط الصخري الامريكي للخروج من السوق وهو ما يقلل فعليا مستوى الوفرة في المعروض العالمي. وتتضمن توقعات البنك المركزي الروسي سيناريو مخاطر للاعوام الثلاثة القادمة تهبط فيه اسعار النفط إلى 35 دولارا للبرميل. وفي ظل هذا السيناريو فان اقتصاد روسيا سينكمش بنسبة 2-3 بالمئة في 2016 . وتتكهن بعض البنوك مثل جولدمان ساكس بأن اسعار النفط قد تهوي الى 20 دولارا للبرميل مع استمرار العالم في انتاج الخام عند مستويات أعلى من الاستهلاك ونفاد طاقة تخزين الفائض. وقال عبد الله البدري الامين العام لاوبك اليوم الثلاثاء ان اسعار النفط الخام لن تستمر عند أدنى مستوياتها في عدة سنوات وقد تتجه للصعود في غضون عام. وقال نوفاك انه يتوقع ان تبلغ اسعار النفط العالمية حوالي 50 دولارا للبرميل في 2016 .