أبو النور: أقطاب العالم تستورد النفط الخليجي رغم امتلاكها ل"مخزون احتياطي" دول الخليج فشلت فى إيجاد بديل إستراتيجي ل"النفط" عالية المهدي: الانخفاضات تغير خريطة القوى بمنطقة الشرق الاوسط لصالح دول اخرى انخفاض أسعار البترول يغير خريطة القوى بالمنطقة أبو العلا: دول الخليج تعمل بالضوء الأخضر الأمريكي تخفيض دول الخليج إنتاجها من البترول يزيد مواردها بنسبة %100 "حياة أو موت".. هكذا هو النفط بالنسبة لدول الخليج العربي ، فهي تعتمد عليه بشكل أساسي كمصدر أول لاقتصادها، خاصة وأنها لا تعتمد على طرق بديلة أو تنموية لدخلها، وهو ما يزيد من التخوفات المستقبلة حال نضوب البترول في المستقبل، بالاضافة إلى ان الفترة الحالية تشهد انخفاضات غير مسبوقة في أسعار النفط عالميا، الامر الذي عجل بالتأثيرات المستقبلية على مستقبل المنظمات والمشروعات التي تمولها هذه الدول. لا تقتصر فقط تلك التأثيرات على المستوى الداخلي بل تمتد إلى الخارج حيث التأثيرات السياسية لانخفاض سعار النفط على المال السياسي الذي تستخدمه دول الخليج لتعزيز نفوذها وتحقيق مصالحها حول العالم، وهل يغير النفط خريطة القوى بالمنطقة وما التوزيعة المتوقعة لمراكز القيادة بالشرق الأوسط حال سقوط النفوذ الخليجي، ولماذا فشلت دول الخليج في استغلال الثروة النفطية بشكل أفضل يحميها من تقلبات الزمن ؟ وهل تعرضت دول الخليج لمؤامرة أمريكية صينية في ظل استمرار الدولتين باستيراد، البترول رغم امتلاكهما مخزونا احتياطيا كبيرا؟. تساؤلات عدة حول مستقبل الدول المنتجة للنفط ناقشها "صدى البلد" مع خبراء اقتصاد وعلوم سياسية وطاقة حول تلك التغييرات التي تؤثر بشكل قطعي على منطقة الشرق الاوسط، وماهو مستقبل العملات الخليجية في ضوء هبوط الريال السعودي امام الدولار لأول مرة منذ 12 عاما ومستقبل الحالة الاقتصادية للشعوب الخليجية في حال استمرار هذا الهبوط في ظل توقعات باقتراب نضوب البترول من الخليج؟، كل هذه الاستفهامات يجيب عنها التقرير التالي: الدكتور أحمد أبو النور، استاذ الاقتصاديات الحرجة والازمات بالجامعة الأمريكية، قال إن دول الخليج تتعرض لمؤامرة استراتيجية منظمة، في ظل استمرار أمريكاوالصين باستيراد البترول من الخليج رغم امتلاكهما مخزونا احتياطيا. وأضاف"أبو النور" في تصريح ل"صدى البلد"، أن استراتيجية الولاياتالمتحدة تقوم على طرح احتياطي ما تمتلكه من بترول، على حساب الأجيال القادمة، بهدف كسر النفوذ السياسي والاقتصادي سواء في دول الخليج أوغيرها، لتستفيد من شراء البترول بأسعار رخيصة وفي نفس الوقت تعوض مافقدته من بترول احتياطي. وأوضح أن استراتيجية الصين تقوم على عكس أمريكا، فهي محاولة استعادة عافيتها الاقتصادية عن طريق الاستفادة من انخفاض اسعار الطاقة من منافذها حول العالم، لتستطيع تنشيط أسواق الاستهلاك العالمية بما فيها أمريكا بإعادة بيع منتجاتها بأسعار أقل. وأشار استاذ الاقتصاد بالجامعة الأمريكية، إلى أن دول الخليج فشلت على مدار العقود الماضية من انجاز مفهوم واضح للتنمية أو وضع استراتيجية ابتكارية، واعتمادها فقط على النفط كمصدر للدخل، سوف ينعكس بالسلب على الأجيال القادمة. ولفت إلى أن الفترة المقبلة سيتحتم على هذه الدول التنمية الاجبارية في مختلف الاتجاهات، خاصة مع نضوب البترول، وفي هذه الحالة ستحتاج إلى عقول تنموية لارساء دولة تنموية حقيقية. وتابع، أن ذلك سوف ينعكس على دخل المواطن والدعم الذي يقدمه، بما يعني انخفاض معيشة المواطن الخليجي. الضوء الاخضر الامريكي وقال الدكتور، رمضان أبو العلا، أستاذ هندسة البترول بجامعة الإسكندرية، إن انخفاض أسعار النفط عالميا، له تأثيرات سلبية على دول الخليج لأنه يخفض مواردها بنسبة لا تقل عن 50% بعد أن وصل انخفاض الأسعار إلى ما يقرب من 45%، مشيرا إلى أن ذلك سيؤثر على مشروعات هذه الدول، وبدوره سينعكس بالسلب على العمالة المصرية بها. وأضاف" أبو العلا" في تصريح ل"صدى البلد" أن دول الخليج تعمل بالضوء الأخضر الأمريكي وإنه إذا طُلب منها إنتاج أي كمية في اليوم ستنتجها، مشيرا إلى أن هذه الدول لو خفضت إنتاجها من البترول بنسبة 50% ستزيد مواردها بنسبة 100% إلا أنها لاتستطيع فعل ذلك بسبب أمريكا. تغير قوى المنطقة وقالت الدكتورة عالية المهدي، عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة الأسبق، إن انخفاض اسعار البترول بالعالم سيؤثر سلبا على الدول المنتجة له ومن بينها دول الخليج، وهو ما سينعكس سلبا على مشروعاتها الداخلية والخارجية، وعلى المساعدات التي تقدمها هذه الدول لدول اخرى، مشيرة إلى ان احتياطات تلك الدول سوف تحد من تفاقم الأزمة في حال استمرار تلك الانخفاضات. وأضافت "المهدي" في تصريح ل"صدى البلد" أن تلك الانخفاضات سوف تغير خريطة القوى بمنطقة الشرق الاوسط لصالح دول اخرى لا تعتمد بشكل اساسي في اقتصادها على النفط، موضحة أن هذه الدول قد تكون ايران أو تركيا او اسرائيل وآخر هذه الدول مصر لأنها أكثرهم ضعفا لانها أقلهم دخلا ولأن البترول لا يمثل جزءا كبيرا من الدخل والاقتصاد. وأوضحت أن هذا الانخفاض سوف يؤثر على المال السياسي الذي تستخدمه دول الخليج لتعزيز نفوذها وتحقيق مصالحها حول العالم.