ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية ، أن هجمات باريس وإسقاط طائرة روسية زادا من إصرار موسكووباريس وواشنطن لإلحاق الهزيمة بتنظيم "داعش" الإرهابي وهو تحدي رأت أنه يسهل قوله ويصعب مواجهته . وقالت الصحيفة عبر موقعها الإلكتروني اليوم /السبت/ - إن العديد من المحللين الاستراتيجيين يرون إن الجهود العسكرية وحدها لن تحدث تقدما ما لم تتم محاربة مصادر تمويل هذا التنظيم الإرهابي ومكافحة الحرب الإعلامية التي يخوضها والتوصل إلى اتفاق دبلوماسي بين القوى العظمى بشأن "الحكم في سوريا" . كما يرى المحللون أن تدمير معقل التنظيم الإرهابي وإضعاف قوته القتالية هي مهمة بسيطة نسبيا ولن تحتاج إلا ل 40 ألف جندي مدعومين جوا وشهرين من القتال. ولكن المشكلة الأكبر هي من سيتولى المسؤولية عن الأراضي التي سيتم السيطرة عليها فالتجربتين الحديثتين في العراق وأفغانستان وهي مهمتان لا يرغب في خوضهما مجددا أي قائد غربي ، تظهران أن تنظيم داعش الإرهابي سيستخدم صور الغربيين وهم يسيطرون على الأراضي العربية وهو ما سيساعدهم في إقناع آخرين على الانضمام إلى صفوفهم وتبني وجهة نظرهم . وقال مسؤول في الحكومة الفرنسية "الزج بنا في حرب برية فخ .. بصراحة .. أشك أن الأمور ستسير على ما يرام" . وقالت الصحيفة إن الخيارات الأخرى التي تستثني التدخل بريا محدودة فبعد قتال داعش جوا لمدة تزيد على العام في العراقوسوريا يرى ضباط في الجيش ودبلوماسيون ومحللون أنه لا تتوافر"وصفة" سهلة للنصر . ويطور الحلفاء الغربيون الان طرقا لتصعيد عملياتهم وتغيير تكتيكاتهم فها هي فرنسا الان تصعد غاراتها الجوية وأحضرت 24 طائرة على متن حاملة الطائرات شارل دي جول إلى شرق البحر المتوسط لتعزيز القوى الجوية الفرنسية في المنطقة أما الجيش الأمريكي فقد طورا خيارات لتسريع القتال ضد داعش ومن ضمن ذلك إجراءات لتعزيز الشركاء المحليين ومن ضمنهم القوات الكردية في العراقوسوريا في حربهم ضد داعش . وقالت الصحيفة إن الولاياتالمتحدة تنظر في إقامة قاعدة في العراق تكون محطة انطلاق للعمليات ضد قادة داعش وزيادة عدد القوات الخاصة الأمريكية في سوريا بمقدار ثلاثة أمثال وتوسيع قائمة أهداف "داعش" وهو ما سيؤدي إلى مخاطر إضافية على المدنيين حيث ستشن غارات شديدة العدوانية . ولفتت الصحيفة إلى أن هجمات باريس وإسقاط الطائرة الروسية والهجمات في تركيا أثار فكرة التحالف بين موسكو و الغرب. وأوضحت أن السؤال الذي يطرح نفسه هل تستمر إشارات التضامن التي ظهرت الأسبوع الماضي ؟ وفي سوريا مازال الخلاف الدبلوماسي قائما بين روسيا التي ترى أن حكومة الرئيس السوري بشار الأسد هي الحصن الأفضل ضد الفوضى في المنطقة ، والغرب الذي يرى أن نظام الأسد هو المسؤول عن كل ما يجري . ويرى دبلوماسيون أوروبيون أن الطرفين ربما يكونان الان راغبين في تقريب وجهات النظر وسلسلة الهجمات الأخيرة عززت هذه الرغبة . وقالت الصحيفة إن قوة داعش تأتي من المناطق التي يحكم السيطرة عليها في العراقوسوريا وما فيهما من بترول وأموال على عكس القاعدة التي تحتاج تمويلا أجنبيا ، فداعش يتمتع باكتفاء ذاتي ولا تعتمد على النظام المالي الدولي لذا فإن قطع المال عنها صعب . ولفتت إلى أن حقول النفط السورية هي أكبر مصدر للعوائد لداعش ففي العام الماضي فقط قدرت وزارة الخزانة الأمريكية أن داعش كان يربح ما يصل إلى مليون دولار يوميا من بيع النفط الذي تم تهريبه إلى السوق السوداء التركية أو تم بيعه محليا. وأوضحت الصحيفة أنه منذ بدء الغارات الجوية في سوريا ضربت الولاياتالمتحدة منشآت النفط التابعة لداعش وهي منشآت حاول التنظيم إصلاحها وقال مسؤول في البنتاجون إن ضرب تلك المنشآت كان بهدف الحاق الضرر بها وليس تدميرها لكي لا يلحق الضرر بسورياوالعراق فضياع هذه المنشآت سيجعل التعافي الاقتصادي صعبا.