* مندوب المبيعات : * شاهدت متهمين يسرقان حقيبة ربة منزل بالقوة * وزير الداخلية أصدر قرارًا بعلاجى على نفقة الوزارة * متزوج من سيدتين ولدى 7 أبناء ولم أملك مصدر رزق ثابتًا * أتمنى أن يعود بصرى مرة أخرى حتى أتمكن من إعالة أسرتى * أطالب المسئولين بسرعة توفير دخل ثابت حتى لا تتشتت أسرتى فقد مندوب مبيعات عينيه ثمنًا لشهامته بعد منعه جريمة سرقة بالهرم خلال مطارته لاثنين من اللصوص الذين استولوا على "شنطة" امرأة بشارع الهرم وهم يستقلون دراجة بخارية. حسن طه، الذى يعمل مندوب مبيعات حر بدون أدنى حماية له من مخاطر عمله اليومى فى الشارع من خلال تردده على الشركات المختلفة لبيع منتجاته، التى يشتريها من الأماكن المختلفة. ويروى "طه" قصته البطولية التى حدثت فى منطقة الثلاثينى بفيصل فقال: "رأيت دراجة بخارية تزحف على الأرض فظننت بأنه حادث عادى لكن ما حدث عكس ذلك تمامًا فوجدت سيدة معلقة بشنطة خاصة بها حاول اللصوص سرقتها، وكأن فيها روحها، ولم أتردد ثانية وطاردتهم بالسيارة، وكسرت عليهم الطريق أكثر من مرة لكى أسقطهم والقبض عليهم بعد ذلك ولكننى فوجئت بقيام أحد مستقلى الدراجة البخارية يخرج فرد خرطوش من جانبه ويطلق الخرطوش فى وجهى، فأصبح وجهى كله يغلى ودماء تسيل من عينى. يصمت المجنى عليه لبرهة من الوقت ثم يكمل "تجمع الناس حولى قبل أن ينطلق بى أحد الشباب لمستشفى الهرم وتم هناك تحويلى لمستشفى قصر العينى، وطلبوا منى عمل بعض الفحوصات الطبية على الوجه فى معامل خارج المستشفى، لعدم وجود تلك الإمكانيات فيها". واستكمل "طه" كلامه قائلاً: "عند لحظة خروجى من مستشفى القصر العينى، وجدت أمامى أحد قيادات الشرطة، وأبلغنى بأن وزير الداخلية اللواء مجدى عبد الغفار أصدر قرار بعلاجى على نفقة وزارة الداخلية بمستشفى الشرطة بالعجوزة، وتم نقلى إلى هنا فى وتم عمل جميع الفحوصات الطبية لى وتبين أنه يوجد فى انفجار فى عيني، وأننى أحتاج لعملية فى العين اليسرى ولكن نسبة نجاحها ضعيفة مقارنة بالمستشفيات فى دول أوروبا، ولكن أتمنى أن تنجح تلك العملية لأستطيع الرؤية مرة أخرى حتى أتمكن من إعالة أسرتى المكونة من 10 أفراد. وقال "طه" "لو عاد الزمن أو شاهدت ذلك المشهد مرة أخرى فى حياتى، استحالة اتردد ولو لحظة فى إنقاذ إنسان وخاصة لو كانت امرأة.. والحمد الله اتكتبى عمر جديد وحياة جديدة مع نفسى". وقال "طه" قائلاً: "أننى متزوج من سيدتين ولدى 7 أبناء فى مراحل التعليم المختلفة أكبرهم فى المرحلة الجامعية وأخرى فى ثالثة ثانوى وأثنين فى المرحلة الإعدادية، وأثنين فى الحضانة، ولم أملك مصدر رزق ثابت ولكننى أعمل مندوب مبيعات حر، أقوم بشراء البضائع من التجار الكبيرة أو الشركات بدون أن أدفع لهم مقدمًا ولكن عندما أقوم ببيع تلك البضائع أرد تلك الأموال للشركات والتجار ويبقى معى نسبة الربح فقط لكى أعول تلك الأسرة. وطالب "طه" المسئولين بسرعة توفير دخل ثابت له لكى يعيل أسرته، حتى لا تتشتت تلك الأسرة، وتذهب أدراج الرياح. من جانبه قالت والدة حسن طه، المرأة التى تجلس على كرسى متحرك لعجزها، إنها عندما سمعت ذلك الخبر كل ما تردد فى عقلها هو أن ابنها الأكبر مات، وذهبت للمستشفى التى يحجز فيها لتلقى العلاج، وسط صراختها المستمرة خوفًا على نجلها، ولكن عندما سمع صوتها تعرف عليها فى تلك اللحظة وأيقنت انه بخير واحتضنته". وأضافت والدة الضحية بأنها تحمد الله على ما حدث لنجلها، وأنها تفخر بابنها لما فعله تجاه تلك المرأة التى لا يعرف عنها شيئًا، سوى أنها امرأة استنجدت بالمارة فى الشارع، فتحرّك ابنى لنجدتها وحدث ما حدث.