المواطن مطحون والشباب حيران هائم فاقد الأمل، أقل وصف لمعيشة المصريين النهارده، ما بين صراع على لقمة العيش، وحلم الحصول على وظيفة بدون محسوبية، ولو حتى بيشتغل يدوبك على "أد الإيد".. بيعيش المصريين في دوامة وبيواجهوا أسوأ الظروف اليومية من أجل حياة كريمة بعيدا عن وجع الدماغ بالسياسة والانتخابات، والتي أوقن الشعب بأن نوابهم في البرلمان العواجيز والميليارديرات والجنرالات، وحساسين ومرتضى وابنه وبتاع الصندوق الأسود، كلهم ممثلون بارعون، مفيش منهم فايدة هيعيشوا في جزر منعزلة بيصوصوا تحت قبة البرلمان وفي أبواق الإعلام لتعديل الدستور، ولا علاقة لهم بالمواطنين. هذا هو حال المواطن اليوم، ذلك المواطن الذي أحجم عن صناديق انتخابات البرلمان، في رسالة مفادها أن البرلمان لا يسمن ولا يغني من جوع، إحنا شبعنا شعارات وانتخابات، وشبعنا من هري المذيعين في مصاطبهم وبرامج التوك شو بتاعتهم المضللة واللي بتستخف بالعقول، قبل العتاب والشكوى، كلنا عارفين إن اللي حضر العفريت لازم هو اللي يصرفه، وميكونش إعلام فتاة المول وحمام باب البحر وأبو حفيظة وريهام وأبو بكر والقرموطي وغيرهم. المصير المحتوم، أننا نعيش ولا نجد وزيرا أو محافظا أو مسئولا، أو أي حد في الجهاز الإداري المهترئ، بيحن على المواطن ويقف جنب أبناء وطنه، تصريحاتهم جميعا في نظر المواطن الغلبان شعارات جوفاء لزوم ال"شو" الإعلامي فقط والمصاطب بتاعتهم، وأصبحت الأبواب مغلقة لحين إشعار آخر في وجه أبناء مصر الكرام. الأسعار بتحرق جيوب الغلابة، والجشع بيزيد.. ليه وليه وليه؟! عرفتوا الشباب بيفكر في الهجرة ليه وبيغرق في عرض البحر، والناس بتموت من القهر ليه وليه وليه؟! المواطن الغلبان مستني الوعد، ومستني اليوم اللي الأسعار تنزل فيه، ويا رب يكون الوعد وعد وعهد، وتكون اللحمة اللي بخمسين جنيه طرية مش حتة كاوتش. كل ده، على زي العسل، عسل أسود، مخلوط بطينة أرض مصر اللي غرقت في شبر ميه، عايشين على بصيص أمل بنصبر بيه نفسنا وولادنا، يمكن بكره يبقى أفضل، وبنحلم الدولار يبقى بتلاتة جنيه، ويحس المواطن المغلوب على أمره بعائد المشروعات التنموية الكبرى واكتشافات الغاز، وعوايد قضايا الفساد، امبارح قبل النهارده، بدل ما الكبير يفضل يكبر والصغير يفضل يصغر.. مش ده حلمنا بعد ثورتين للعدالة الاجتماعية.. عارفين إن التِركة تقيلة، وبندعي الفتاح العليم يوفق، ويبعد عنك المطبلاتية والمصلحجية.. مش بس ده الجانب المظلم من حياتنا اليومية في حياتنا، كل يوم، علامات استفهام بتزيد، وبتسحب من الرصيد. مفيش إجابات منطقية، وبيزيد عندنا الاكتئاب كمان وكمان، ولو حب المواطن يسمع حاجة بسيطة من السياسة، نفسه بتغم عليه أكتر وبيشعر بالغثيان، زي التصريح الغريب للخارجية على لسان المتحدث الرسمي اللي بررت فيه موقف مصر من انتخابها إسرائيل في الأممالمتحدة لعضوية لجنة الاستحدامات السلمية للفضاء الخارجي، مش ده العدو بتاعنا يا ناس، وانتوا اللي علمتونا كده في كتب المدارس، وبنتسلح بالمليارات علشان نبقى أقوى منه، واللا ده كان علام فضاء خارجي في كوكب تاني!! مش هو ده اللي اتعلمناه يا متعلمين يا بتوع المدارس. كمواطن مصري وليا حقوق، أرى أنها سقطة مدوية لدبلوماسيتنا، وخيبة أمل في الدولة، ولا يمكن تكون قوة ناعمة، خصوصا أن غالبية الدول العربية امتنعت وغابت عن التصويت، حتى قطر اللي قصور حكامها في تل أبيب امتنعت.. لسان حال المواطن الغلبان بيقول، سلملي على كل اللي كان بيتريق على رسالة الجاسوس اللي بعتها لصديقه العزيز شيمون بيريز!! واللي يبرر الموضوع بإنه أمن قومي يغيرلنا اللي اتعلمناه غلط في كتب المدارس. عسل أسود، وهنفضل نحبها ونموت في ترابها. ولك الله يا مصر.. [email protected]