6 أيام استغرقتها زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى نيويورك، وهي في رأيي من أنجح زيارات الرئيس للخارج، فخلال 15 دقيقة هي زمن خطاب الرئيس على منصة الأممالمتحدة، دوت القاعة بالتصفيق 10 مرات، الأولى أثناء دخوله القاعة، والثانية حينما قال إن مصر فى خط الدفاع الأول فى مواجهة الإرهاب. الجميع كان يصفق بحرارة، خاصة عندما تحدث عن سماحة الإسلام في مواجهة من يريدون احتكار الدين لأنفسهم، وحينما تحدث عن تفاقم أزمة اللاجئين، وحذر من خطر امتداد ذلك التهديد إلى مناطق وأزمات أخرى، وأيضا حينما أكد على ضرورة تمكين الشعب الفلسطينى من تقرير مصيره. واشتعلت القاعة بالتصفيق عندما تحدث السيسى عن إجراء الانتخابات التشريعية هذا العام استكمالا لخارطة المستقبل، وهو ما تكرر حينما تحدث عن ترشح مصر لعضوية مجلس الأمن. وكانت مبادرة «الأمل والعمل» التي أطلقها السيسي لاجتذاب طاقات الشباب في دول العالم بعيدا عن التطرف والإرهاب، وتوظيف قدراتهم للبناء والتنمية، هي أكثر الأفكار التي رحب بها الجميع، وقد اعتبرتها الأممالمتحدة وثيقة من وثائقها، تتولى تنفيذها بالتعاون مع الدول الأعضاء وستعلن آليات التنفيذ والتمويل، مع انتخاب مصر عضوا غير دائم بمجلس الأمن وتوليها مقعدها بين الأعضاء الخمسة عشر في مطلع العام الجديد. o ومن بين 22 لقاء قمة ثنائية، عقدها الرئيس مع رؤساء الدول، كان لقاؤه مع الرئيس الفرنسي له أهمية خاصة، عبر السيسي عن شكره لأولاند لإنهاء تعاقد مصر علي حاملتي الهليكوبتر الفرنسيتين طراز «ميسترال»، اللتين تعتبران طفرة في تسليح البحرية المصرية تمكنها من الدفاع والردع وحماية المصالح الحيوية المصرية علي امتداد الإقليم. وأكد أولاند أنه سيطلب من الشركات الفرنسية تعاونا أكبر في الاستثمار مع مصر، والمساهمة بشكل أوسع في المشروعات المصرية الكبرى. أما لقاءات الرئيس مع رؤساء صناديق الاستثمار والشركات الأمريكية العاملة في مصر والراغبة في الدخول للاستثمار، وصناع القرار من سياسيين ومفكرين ورؤساء مراكز بحوث، ولقاء خاص مع الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، فقد كانت أكثر من ناجحة. o والمشهد الذي لفت نظر الجميع، عندما غادر الرئيس الأمريكى باراك أوباما منصة الأممالمتحدة أثناء مشاركته في قمة مكافحة الإرهاب، وتوجه إلى الرئيس عبد الفتاح السيسى لمصافحته وتحيته، وشكره على تصريحات لوسائل الإعلام المختلفة. o كانت الجالية المصرية في الولاياتالمتحدة استقبلت الرئيس عبد الفتاح السيسي فور وصوله بمسيرة بالسيارات طافت عددا من شوارع مدينة نيويورك، رافعين الأعلام المصرية وصورا الرئيس احتفاءً بزيارته، كما احتشد عدد كبير منهم أمام مقر الأممالمتحدة ورددوا الهتافات المؤيدة لمصر والداعمة للسيسى، والحرب ضد الإرهاب. أما جرائم التعدي البدني واللفظي على الصحفيين والإعلاميين المصريين بمدينة نيويورك، والذين كانوا يقومون بعملهم في تغطية اجتماعات الأممالمتحدة وزيارة رئيس الجمهورية إلى أمريكا، فهي من وجهة نظري مرحلة يأس وتخبط للإخوان، فحين يستخدم الإنسان يديه بدلا من رأسه، وحين يستخدم العنف بدلا من الإقناع، فهذا معناه أنه وصل إلى مرحلة اليأس، وأقول للزملاء الإعلاميين شرف لكم اعتداء الإخوان عليكم، فهم في حالة من التخبط ويحاولون إثبات وجودهم بأي طريقة لكنها النهاية بالنسبة لهم. o ورغم أن الطقس لم يكن جيدا في نيويورك وكانت المدينة تواجه عاصفة ثلجية، إلا أن حرارة الأجواء داخل الأممالمتحدة والترحيب بالرئيس والوفد المصري جعلت الجو أكثر سخونة.. جاءت إقامتي في أحد فنادق نيويورك أمام برجي التجارة "جراوند زيرو" اللذين تم هدمهما يوم 11 سبتمبر 2001 ولم يبنوا مكانهما أي شيء، فقط وضعوا أسماء الضحايا وأصبحا مزارا لكثيرين يجلسون أمامه يتذكرون الضحايا ويتذكرون الأحداث. رغم مرور 16 سنة على الحادث، الذي غير السياسة الأمريكية، وجعلهم يدعمون الإخوان المسلمين وجاءوا بالربيع العربي، لكن وفي النهاية اتضح أن كل هذا كان خطأ، وأنها سياسة خاطئة، واعترف أوباما بأن سياسته كانت خطأ في العراق وفي الشرق الأوسط، وأكد أنه لا يمكن للديمقراطية أن تأتي من الخارج، بعد 16 سنة، فهمت أمريكا هذا وعرفت الحقيقة، عرفت أمريكا أخيرا أن الديمقراطية لا تأتي من الخارج ولا تفرض بالقوة، ويا ريت يتعلموا ولا يكرروا التجربة مرة أخرى في سوريا. o الحمد لله مصر دائما ربنا حاميها واستطاعت أن تتغلب على الجماعة الإرهابية وعلى الفوضى التي أرادوا أن تسودها لتهدمها وتخربها، وسنحتفل الثلاثاء المقبل بالسادس من أكتوبر، أعظم انتصار مصري ويارب دايما في انتصارات.