تبدأ قوافل حجاج بيت الله الحرام غدا "الثلاثاء" الثامن من شهر ذي الحجة في الصعود إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية اقتداء بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وسط تكامل في الخدمات والإمكانات التي أعدتها مختلف الجهات المعنية بشؤون الحج والحجاج.. إنفاذا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود الرامية إلى تسخير جل الإمكانات والخدمات أمام وفود الرحمن ليتمكنوا من أداء مناسكهم وشعائرهم بطمأنينة ويسر وفي جو مفعم بالأمن والإيمان . ويقع مشعر منى بين مكةالمكرمة ومشعر مزدلفة على بعد سبعة كيلو مترات شمال شرق المسجد الحرام ، وهو مشعر داخل حدود الحرم. وتحيط بمشعر منى الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية ، ولا يسكن إلا مدة الحج ، ويحده من جهة مكةالمكرمة جمرة العقبة ، ومن جهة مشعر المزدلفة وادي محسر . ويقول المؤرخون : إن تسمية "منى" أتت لما يراق فيها من الدماء المشروعة في الحج ، وقيل لتمني آدم فيها الجنة ، ورأى آخرون أنها لاجتماع الناس بها، والعرب تقول لكل مكان يجتمع فيه الناس منى . وبمنى رمى إبراهيم عليه السلام الجمار، وذبح فدية لابنه إسماعيل عليه السلام وبمنى نزلت سورة النصر أثناء حجة الوداع للرسول صلى الله عليه وسلم ، وبمنى تمت بيعة الأنصار المعروفة ببيعتي العقبة الأولى والثانية حيث بايعه عليه السلام في الأولى 12 شخصا من أعيان قبيلتي الأوس والخزرج، فيما بايعه في الثانية 73 رجلا وامرأتان من أهل المدينة وكانت قبل هجرته عليه أفضل الصلاة والسلام إلى المدينةالمنورة. وعلى امتداد الخلافة الإسلامية بنى الخليفة المنصور العباسي مسجدا عرف بمسجد البيعة في ذات الموضع سنة 144ه وأعاد عمارته لاحقا المستنصر العباسي ويبعد نحو 300 متر من جمرة العقبة على يمين الجسر النازل من منى إلى مكةالمكرمة . ويقضى الحاج بمنى يوم التروية وهو اليوم الثامن من ذي الحجة ويستحب فيه المبيت في منى تأسيا بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث يصلى الناس الظهر والعصر والمغرب والعشاء قصرا دون جمع . ويعود الحجاج إلى منى صبيحة اليوم العاشر من ذي الحجة بعد وقوفهم على صعيد عرفات الطاهر يوم التاسع من شهر ذي الحجة ومن ثم المبيت في مزدلفة. ويقضون في منى أيام التشريق الثلاثة لرمي الجمرات الثلاث مبتدئين بالجمرة الصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى ومن تعجل في يومين فلا إثم عليه . وبحسب خطة قيادة أمن الحج لتسهيل عملية تصعيد الحجاج إلى مشعر منى يتم التركيز على توفير مظلة الأمن والأمان وتحقيق السلامة واليسر على جميع الطرق التي يسلكها الحجاج من مكةالمكرمة إلى منى إضافة إلى تنظيم عملية حركة المشاة لمشعر منى. وجندت قيادة قوات أمن الحج جميع الطاقات الآلية والبشرية من رجال الأمن لتنفيذ خطة تصعيد الحجاج لمشعر منى بمتابعة مستمرة من الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، لتيسير وتسهيل عملية التصعيد أمام قوافل الحجيج وتوفير الأمن والسلامة لهم. وركزت الخطة على منع دخول السيارات الصغيرة إلى المشاعر المقدسة وإتاحة الفرصة لسيارات النقل الكبيرة التابعة للنقابة العامة للسيارات وشركات النقل لنقل حجاج بيت الله الحرام من وإلى المشاعر المقدسة . وستسهم المشروعات الحيوية والعملاقة التي نفذتها حكومة خادم الحرمين الشريفين بمكةالمكرمة والمشاعر المقدسة في انسيابية الحركة المرورية وتسهيل عمليات التصعيد والنفرة من وإلى مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة . وذكرت وكالة الأنباء السعودية ان المشروعات تعد قراءة واضحة لما توليه القيادة من عناية واهتمام بوفود بيت الله العتيق وحرصها على تحقيق كل ما من شأنه توفير الراحة والطمأنينة للحجاج ليتفرغوا لأداء مناسك الحج وينعموا بالخدمات التي وفرتها الدولة في الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة .