دافعت صحيفة "ديلى تليجراف" البريطانية عن تحرك المجر للسيطرة على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي وقالت أن ذلك جاء ردا على فشل الاتحاد الأوروبي في التعامل مع قضية الهجرة الجماعية. وذكرت الصحيفة البريطانية - في مقالها الافتتاحي اليوم الأربعاء - أن الشلل الذي أصاب الاتحاد الأوروبي حول كيفية التعامل مع أزمة المهاجرين هو نتيجة مباشرة لسياسة غير متماسكة تماما تبنتها بعض الدول لإحكام السيطرة على الحدود. وقال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، الأسبوع الماضي، إن أوروبا في حاجة إلى بذل جهود أقوى لتأمين الحدود الخارجية. وحقيقة أن اتفاق شنجن بفتح الحدود الداخلية لدول الاتحاد الأوروبي كان فعالا حينما كان يفرض قيودا صارمة على من يدخل إلى الاتحاد الأوروبي. وأشارت الصحيفة إلى أنه مع توسع الاتحاد إلى الشرق والجنوب، فإن مراقبة هذا المحيط الواسع أصبح شبه مستحيل. ولقد أخذت المجر الكلمة من فم رئيس المفوضية ونصبت سياجا لمنع المهاجرين غير الشرعيين الذين يدخلون الاتحاد الأوروبي من صربيا. ومع ذلك، يندد حاليا زعماء آخرين في الاتحاد الأوروبي بما فعلته الحكومة المجرية. وقالت الصحيفة "إذا كانوا يعترضون على الأسوار، فإنهم ملزمون بالتأكيد بتفسير ما هي السبل التي تمكنهم من تأمين الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي وما هي المقترحات لتحقيق ذلك". وأضافت "فقد فشل الاتحاد الأوروبي في تنسيق أي محاولة لحل أسباب الهجرة، سواء في سوريا أو أفريقيا. وعلاوة على ذلك، بدلا من الاقتداء ببريطانيا والمساعدة على تحسين حياة اللاجئين في المخيمات، شجع الاتحاد الأوروبي هجرة جماعية. وكان القرار الذي اتخذته المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل من جانب واحد، بشكل خاص، بدعوة جميع المهاجرين إلى ألمانيا خطأ كارثيا". ولفتت الصحيفة إلى أنه يجري حاليا إقامة الحدود الداخلية مجددا في جميع أنحاء أوروبا حتى بعد انتقاد ما فعلته المجر من نصب سياج حدودى.. معتبرة أن إلقاء اللوم على المجريين - أو حتى البريطانيين لرفضهم المشاركة في نظام الحصص الإلزامية - هو مجرد تنصل من فشل مؤسسي له أبعاد تاريخية.