قال مسؤول حكومي تركي لرويترز إن 13 من رجال الشرطة قُتلوا يوم الثلاثاء في تفجير حافلة صغيرة في اقليم مجاور لأرمينيا وإيران عند أطراف منطقة تشهد أعمال عنف بين مقاتلين أكراد والدولة التركية. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم الذي وقع في اقليم أغدير ولكنه يأتي بعد أشهر من هجمات مقاتلي حزب العمال الكردستاني على جنود الجيش والشرطة في جنوب شرق تركيا الذي تقطنه أغلبية كردية. وقصفت أكثر من 40 طائرة حربية تركية أهدافا لمقاتلي حزب العمال الكردستاني في شمال العراق حيث توجد قواعد للحزب ردا على قتل 16 جنديا تركيا يوم الأحد قرب الحدود العراقية في أدمى هجوم لحزب العمال الكردستاني منذ انهيار وقف لاطلاق النار في شهر يوليو تموز بعد استمراره عامين. وقال مصدر أمني إن عشرات من مقاتلي حزب العمال الكردستاني قُتلوا في الغارات. وتصنف تركيا والاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة حزب العمال الكردستاني على أنه منظمة إرهابية. ووقعت هذه الاشتباكات قبل أسابيع من الانتخابات التي يأمل حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا أن تعيد له أغلبيته في البرلمان. وأدت الاشتباكات إلى تقويض عملية سلام بدأها الرئيس رجب طيب اردوغان في 2012 في محاولة لإنهاء تمرد بدأ قبل 30 عاما وأدى لسقوط أكثر من 40 ألف قتيل. كما عقدت أيضا دور تركيا في القتال الذي تقوده الولاياتالمتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية. وتقاتل ميليشيا كردية متحالفة مع حزب العمال الكردستاني تنظيم الدولة الإسلامية في شمال سوريا مدعومة بغارات جوية أمريكية. ولكن أنقرة تخشى أن تثير المكاسب التي يحققها الأكراد السوريون المشاعر الانفصالية بين المواطنين الأكراد في تركيا. وقال المصدر الأمني إن عشرات من طائرات إف-16 وإف-4 شاركت في العملية الجوية في شمال العراق والتي بدأت نحو الساعة العاشرة مساء الاثنين (1900 بتوقيت جرينتش) واستمرت ست ساعات. واستهدفت الغارات الجوية مناطق تقع حول قواعد حزب العمال في قنديل وباسيان أفاشين وزاب وأصابت مخازن للسلاح والغذاء بإلاضافة إلى مواقع مدافع آلية لحزب العمال الكردستاني. وذكرت وكالة دوجان التركية للأنباء إن هجوم أغدير وقع خلال توجه رجال الشرطة في حافلة صغيرة إلى بوابة حدودية تربط بين تركيا وجيب ناخشوان الذي يتمتع بحكم ذاتي والواقع بين ارمينيا وإيران وتسيطر عليه اذربيجان. وقال إردوغان يوم الأحد إن نحو ألفين من مقاتلي حزب العمال الكردستاني قتلوا منذ بدء الصراع في يوليو تموز. وتشير معلومات من مسؤولين حكوميين ومصادر أمنية إن نحو مئة فرد من قوات الأمن التركية قتلوا. وأثارت هجمات حزب العمال الكردستاني غضبا قوميا ضد الأكراد. وقال حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد على تويتر إن 126 مبنى للحزب في أنحاء البلاد هوجمت يوم الاثنين. وقالت صحف إن حشودا قرب مدينة مرسين على البحر المتوسط أغلقت طريقا سريعا وهاجمت حافلات متوجهة إلى مناطق تقطنها أغلبية كردية وهشمت نوافذ بالحجارة. وقالت صحيفة بيرجون اليسارية اليومية إن نحو ألفي شخص داهموا مشروع بناء مملوك للدولة في إقليم أرزروم لغضبهم من مجموعة من عمال البناء الأكراد العرقيين للاشتباه في تعاطفهم مع حزب العمال الكردستاني. وقالت قناة (سي.إن.إن ترك) إن عمالا في مزرعة كردية في بلدة بيبازاري قرب العاصمة التركية أنقرة نجوا بأعجوبة من مجموعة من الناس حاولت قتلهم. ومن ناحية أخرى قالت جمعية حقوق الانسان التركية إن حزب العمال الكردستاني سلم أكثر من 20 من مسؤولي الجمارك الأتراك لجماعات لحقوق الانسان في شمال العراق يوم الثلاثاء بعد أسابيع من خطفهم في إقليمي هكاري وفان في جنوب شرق تركيا. وكثيرا ما تحدث مثل جرائم الخطف هذه وعادة ما تنتهي بالافراج السريع عن المسؤولين.