قال رئيس المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو جوتيريس يوم الجمعة إن تعامل الاتحاد الأوروبي مع أزمة اللاجئين سيكون بمثابة "لحظة فارقة" للاتحاد محذرا من أن انقسامه لن يفيد سوى مهربي البشر. وأضاف في بيان أن الاتحاد الأوروبي بحاجة لمساعدة المزيد من المهاجرين على دخول أراضيه بشكل قانوني وتوفير نحو 200 ألف مكان لنقلهم وفق التقديرات المبدئية ودعم الدول التي تواجه ضغوطا بسبب تدفق اللاجئين مثل اليونان والمجر وإيطاليا. وقال "هذه لحظة فارقة بالنسبة للاتحاد الاوروبي ولا خيار أمامه إلا تعبئة كل امكانياته لمواجهة هذه الازمة. الطريق الوحيد لحل هذه المشكلة هو ان يطبق الاتحاد وكل الدول الاعضاء استراتيجية مشتركة قائمة على المسؤولية والتضامن والثقة." ورغم تزايد أعداد اللاجئين إلا ان الاتحاد الاوروبي تحمل نسبيا عبئا قليلا من اللاجئين الفارين من الحرب السورية التي لجأ خلالها أربعة ملايين لاجيء الى الدول المجاورة لسوريا كما خلفت الحرب 7.6 مليون نازح آخرين داخل البلاد. وقال جوتيريس إنه ما من دولة في الاتحاد الاوروبي يمكنها ان ترفض القيام بما عليها وان على الجميع القيام "بتغييرات جذرية" للسماح بمزيد من عمليات التوطين والسماح بالدخول على اساس انساني وتوسيع نطاق اصدار تأشيرات الدخول وبرامج الرعاية والمنح الدراسية والطرق الاخرى للدخول بشكل قانوني. وأضاف جوتيريس وهو رئيس وزراء برتغالي سابق "التضامن لا يمكن ان يكون مسؤولية قلة فقط من اعضاء الاتحاد الاوروبي." وغامر أكثر من 300 الف بحياتهم هذا العام في محاولة لعبور البحر المتوسط ولقي أكثر من 2600 شخص حتفهم في هذه المحاولة. وقال جوتيريس إن صورة الطفل السوري الغريق الذي لا يتعدى عمره ثلاثة أعوام وقذفته الأمواج إلى شاطيء تركي والتي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي "حركت قلوب الناس في شتى انحاء العالم" لكن الاتحاد الاوروبي أخفق حتى الان في التوصل الى طريقة مشتركة للتعامل مع الأزمة. وأضاف "اوروبا تواجه لحظة حقيقة. هذا هو الوقت الذي نعيد فيه التأكيد على القيم التي قامت عليها (القارة)."