طالب رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري، اليوم الأربعاء، برؤية وطنية مشتركة ودعم دولي لمساعدة العراق للخروج من أزمته الراهنة ودحر تنظيم "داعش" الإرهابي.. مؤكدا اهتمامه الكبير بضرورة التنسيق العالي والمشترك مع الحكومة والأطراف العراقية بغرض السير ضمن إطار وطني واحد ورؤية مشتركة، لرسم ملامح عمل سياسي يعتمد بالاساس على مبدأ المشورة والحوار والتنسيق المشترك، للخروج بنتائج إيجابية موحدة إزاء كل الأزمات والمواقف الراهنة بالعراق. ونوه الجبوري- في تصريح صحفي - بكافة الجهود الدولية والاقليمية الرامية إلى دعم ومساندة العراق، وتعزيز موقفه وحلحلة جميع الأزمات التي تعترض مشهده السياسي عبر إقامة المؤتمرات والندوات والتي تصب نتائجها في مصلحة الشعب العراقي. واعتبر أن توحيد الجهود المحلية والدولية والإقليمية ضرورة ملحة خصوصا في الوقت الراهن، بغية تحرير المدن المغتصبة، وانهاء وجود تنظيم داعش الإرهابي على أرض العراق، وعودة النازحين وإعمار مناطقهم وتوفير سبل الحياة الكريمة لهم ولكل مواطن عراقي. وحضر رئيس مجلس النواب العراقي اليوم في بغداد ملتقى "مستقبل العراق" أقامه مركز "هيومانيز كلوبل" للدراسات برعاية مجلس النواب ومؤسسات أكاديمية وجمعيات علمية وثقافية عراقية، والذي خصص نقاشه لعدد من المحاور أبرزها، الأمن وفرض سلطة القانون بعد تنظيم داعش، وإعادة تاهيل المناطق المحررة، ومحور المصالحة الوطنية، ومستقبل الحكم في العراق والركائز الاقتصادية للاستقرار السياسي.. حضر الملتقي الحواري عدد من الباحثين والأكاديميين والمثقفين والإعلاميين ونشطاء في حقوق الإنسان وممثلي عن منظمات المجتمع المدني. ونبه الجبوري- خلال كلمة ألقاها في الملتقى- إلى أن الطريقة التي سيتم إخراج داعش بها من العراق ستؤثر بشكل مباشر على شكل وملامح المشهد وستحدد ما إذا كنّا قادرين على الاستمرار بالتنمية والإعمار من عدمه، وقال إن "دعمنا للقوى المحلية سيؤسس لحالة من الاندماج لأبناء تلك المناطق في التفاعل مع الحدث وسيعزز ثقتهم بقدرتهم على الإنجاز ما سيعمل بالتالي على دعم قدراتهم لإكمال مسيرة النصر الناجز بمباشرة عملية الإعمار والبناء وإزالة آثار الحرب وركامها النفسي والاجتماعي والاقتصادي، والعمل جنبا إلى جنب مع القوى المدنية في إحداث نهضة للتغلب على الصعوبات والعوائق التي ستواجه الحكومات المحلية آنذاك". ولفت إلى أن مشروع قانون "الحرس الوطني" العراقي هو اللبنة الأساس للشروع في عملية التحرير، وأن توافق الكتل السياسية على مضمونه وشكله يعد مهما للغاية وهو ما سيعطيه القوة في أن يلبي حاجة المحافظاتالمحتلة من قبل داعش بدعم انخراط أبناء تلك المحافظات في عملية المواجهة المصيرية، ومنحهم شرف تحرير أرضهم والثأر من قوى الإرهاب لكل الشهداء الذين اغتالتهم داعش بوسائل دنيئة ووحشية. ودعا الجبوري العالم للعمل مع العراق لإعادة البوصلة الى اتجاهها الصحيح من خلال دعم مسيرة الإصلاح التي اختطها البرلمان والحكومة معا في الآونة الاخيرة وهذه مسئولية تاريخية للمجتمع الدولي، وقال: نحن بحاجة ماسة إلى هذا الدعم من خلال استمرار الزخم التنموي في العراق ودعم قطاع الخدمات وفي مقدمتها الصحة والغذاء والكهرباء وخصوصا في المناطق المحررة. وأشار إلى أهمية تحول مخرجات الملتقي الحواري إلى أوراق عمل للحكومة العراقية والمجتمع الدولي لصياغة رؤية واضحة حيال مرحلة ما بعد نهاية الإرهاب.