أكد "وو سي كه"، المبعوث الخاص الصيني السابق إلى الشرق الأوسط وسفير الصين السابق لدى مصر، أن حرب المقاومة الشعبية الصينية ضد العدوان الياباني تعد جزءا مهما من حرب المقاومة العالمية ضد الفاشية التي خاضتها العديد من شعوب الدول العربية لمقاومة العدوان وتخليص نفسها منه، ومن بينها على سبيل المثال مصر والجزائر في شمال أفريقيا. وقال، في تصريحات صحفية خاصة: "ولهذا فإن البلدان العربية لديها توافق طبيعي مع الصين تجاه الحالة النفسية التي سادت تلك الحقبة، ويسهل عليها تفهم مشاعر الصين تجاه النصر في الحرب العالمية الثانية، هذا النصر الذي قهر فيه النور الظلام وقهرت فيه العدالة الشر". وشدد السفير السابق في القاهرة على أن مصر خاضت نضالا كبيرا ضد الفاشية خلال حقبة الحرب العالمية الثانية، ووقع على أرضها وأراضي بلدان أخرى في شمال أفريقيا معارك كبرى إبان هذه الحرب، حيث كانت معركتا "العلمين" الأولى والثانية التي دارت في عام 1942 واحدة من أشهر معارك القرن العشرين وشكلت حلقة مفصلية في مسيرة الحرب العالمية الثانية وكان لنتائجها تأثير بالغ على الحرب بوجه عام، فهزيمة الألمان والإيطاليين في العلمين وتراجعهم إلى ليبيا ومحاصرتهم بقوات الحلفاء في مصر وتونس والجزائر، علاوة على مقاومة الصين الشرسة لليابان كان لهما تأثير بالغ في التعجيل بنهاية الحرب العالمية الثانية وانتصار قوات الحلفاء على المحور. وأضاف "وو سي كه" أن الحرب العالمية الثانية حلت ك"كارثة عظمى" على جميع شعوب العالم، ومن ثم فإن انتصار العدالة في هذه الحرب يعد انتصارا مشتركا للبشرية جمعاء، وكذلك يقظة جديدة للإنسان وتقدما كبيرا له، معربا عن اعتقاده بأن الاحتفال بالذكرى ال70 للانتصار لا تهدف إلى تذكر التاريخ فحسب، وإنما أيضا التطلع إلى المستقبل. وأكد مسئولون في الحكومة الصينية أن التنمية السلمية تحتاج لقوة فاعلة ورادعة، ومن هنا يأتي الحرص الصيني على امتلاك قوة دفاع وطني برية وجوية وبحرية متطورة لتكون ضمانة للحفاظ على السلم العالمي وهو الشرط المسبق لديمومة التنمية السلمية لأن الشعب الصيني خبر ويلات الحروب وأضرارها، فقوته العسكرية قوة سلام وعامل استقرار وليست لها أطماع توسعية أو رغبة في الهيمنة أو إشعال الحروب. وتابعوا: "يحمل العرض العسكري رسالة تطمين للشعب الصيني بأن البلاد قادرة على حماية مكتسابتها ومصالحها من أي تهديد خارجي أو داخلي ليتفرغ الشعب لمعارك البناء والتنمية وهو محمي الظهر لارتياد المستقبل بثقة وثبات نحو بلوغ الغايات وتحقيق الحلم الصيني في بيئة سلمية يحرسها جيش شعبي مزود بأحدث العتاد ولديه من القدرات والتأهيل ما يجعل الشعب والبلاد فخورين به". وتأتي مشاركة وحدات رمزية من جيوش أجنبية في العرض المرتقب للتعبير عن المفهوم الأمني الجديد وجعل مسئولية الأمن والسلم العالميين مسئولية جماعية تضطلع بها الأمم المحبة للسلام دون هيمنة من قوة بعينها، وفي ذلك إشارة إلى انفتاح الصين وتقبلها للتعاون والعمل المشترك فيما يتعلق بصيانة السلم العالمي والاستفادة من التجارب البشرية كافة للإسهام في خلق عالم يسوده السلام والوئام. وتدل المشاركة الواسعة المرتقبة للعديد من قادة دول العالم في هذه المناسبة على إدراك وتفهم هذه الدول أهمية إحياء ذكرى هذا الانتصار بالنسبة للشعب الصيني وعلاقته بواقع الصين الحالي الذي تشكل عقب تضحيات جسام قدمتها الأجيال السابقة، وكان هذا الانتصار والدماء الزكية التي سُكبت لنيله هي اللبنة الأولى في صرح نهضة الصين الحديثة.